المواقف الجاذبة المواقف الجادة تفرض وجودها تماما وسجلات التاريخ تضع نفسها في أنفاس الزمن بتلك الرحمة المعطاءة على صفحات الانجاز الدنيوي وبتلك الاريحية المطلقة والتي جاءت من عرفنا المتماسك همة واهتماما كنت أتحسب جملة الأمن والمخابرات في كل وقت واي حين أكاد أغمض عيني من حروفها الأربعة عشر خوفا ورهبة وألزم الصمت عندها كثيرا المواقف الجاذبة أعلنت عن نفسها في أوراق الزمن الحديث وغطت مقاطع الوجل في مداخلي اهتزت مشاعري ارتجفت نوافذ وجداني ورحلت بخواطري حين أصابني نزف الوفاء ادركت وأدرت مؤشر الثناء ونثرت ابتسامة الاعتصار الصادقة وجذبت علي أوراقي الوصف الاعترافي ناشدا ايقاع التمجيد في محطات جاءت مناهضة تماما للشدة والحرمان للبؤس المفصل على مجالس المدينة في أمسيات تقارع الحجة بلا حجة وتكتب على نفسها الانتصار من غير دليل يفضي الى الاتهام. تنادت عندي قراءات عدلت لدي مراقد الرعب تماما وسألت نفسي أكثر من مرة عند خلط المواقف ما بين مصدق وكاذب ورهنت الواقع بتحديات النفس التي صاحبها اليقين بمشاهد اكثر رقة وامتثالا بعد أن كان يلازمها الشك دوما ويمازحها اليقين تارة بقراره وهدوئه وما بين النزاع والاطلاع توصلت الى رحابات الاقتناع رافضا تماما التواجد ف ي دائرة الشدة والمحاسبة وقلع الأظافر. اتابع منذ أيام خلت احوال التفوق التي افرزت عطر البنفسج وأظهرت الوان قزح في ديوان التساؤل الأمني ورائحة ذات خصوصية في الانتشار ارقصت امزجة الفرح وخلقت لحظات السعادة المفاجئة فتلاطم عندي موج الامتنان وتشابكت عناقيد الارتهان لتعطي ثمرة نادرة جاءت من غير فصول لتكون حالة جوهرية مذاقها يفوق حد الاحساس بمكوناتها ليكون الحال لحظة شرود مذهل جعلني اكتب في حالة سكر مدادي تتنادى اليه الحروف وتلاحقه المفردات فيلزم التواصل اتابع منذ ايام مضت تكريم جهاز الأمن والمخابرات للمبدعين ويرحل اليهم الفريق عبد القادر يوسف في كل مكان همس عدل عندي ذاك الانتطباع همس فاق حد الوصف وتجاوز مرحلة التقدير واسكت ما هو مختزن في دواخلي فبدات التقط ازهار الخواطر وأغني على أرصفة العقلانية وأتدلل على كبرياء المتسلطين وأتنعم في شوارع هذا البلد الرائع برجال اعتلوا منصة التشويق وافردوا أجنحة الطيور الصديقة فبكيت ألف مرة لذلك الاختزان المريض وظللت ابتسم عند كل صباح جديد على اللافتة التي كتب عليها جهاز الأمن والمخابرات. انني سعيد بهذا التلاقي لجهاز عرف بما لم يعرف به الآن انني اليوم أمام قامات ومقامات انسانية تسربت من النيل تماما فأفردت في نفسي كل مكامن الاحترام اللامحدود واللانهائي وتجاوزت مرحلة الاعجاب المطلق فاتخذت التجوال في خاطري بصورة رهنت بحد الاندهاش واختارت الاتكاءة على أرصفة الأمن والمخابرات انني اكنز نشوة بهذا التكريم في بلد يعرف العرف ويعترف بالأعراف من خلال تواصل اجتماعي جاء من اصالة الانسان السوداني الذي كتب على نفسه منذ عهود خلت النبل والاقدام وجلس على منصته الكرم الفياض متحدثا بأن الابداع لابد أن يكرم من دهاليز الأمن لأنها صورة اقترنت بالمتابعة واغتسلت على شواطئ الجهد وتشربت من رحيق الاطمئنان لتمشي اكثر وتتعلق بهؤلاء الذين عرضوا قيمة المبدع السوداني الذي يئن كثيرا ويتوجع ولكنه يظل مبدعا رغم المرارات.. المواقف الاستثنائية ذات البعد الانساني دائما ما تكسرت وتجعلني صريعا أمامها تتسابق أشواق ولهفتي نحوها وأنا أبكي من الداخل ولهاً لا لشئ بقدر ما هو عظم التقدير الذي دونه هذا الرجل الرائع الفريق عبد القادر يوسف الذي لم احظ بمعرفته ولكن هذا التفوق الذي وضعه أمامه يعد في تقديري تكريما له ليكون هو اضافة لمبدعي هذا البلد الجميل.