من المسائل الدائرة في المجتمع ما بين شد وجذب هذه الأيام، ما حدث باتهام أحد الفنانين بالفسوق.. حينما طالب إمام أحد المساجد هذا الفنان للرجوع الى الصفوف الخلفية.. مما وضع هذا الاتهام في دائرة الضوء. وفي ظل هذه التساؤلات إذا بي استمع لخطبة الجمعة الماضية من مسجد سيد أحمد قريش بمنطقة أركويت، حين تطرق الإمام الخليفة محمد أحمد حامد «الفقير» في خطبته الى مواضيع مهمة تهم المجتمع، وأحداث الساعة، وأثنى على الأئمة المعتدلين في الدين، ودعا الى نبذ التعصب الأعمى، مشيراً الى أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاطبه المولى بقوله «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك»، مما يعني سهولة التعامل، وكان من هديه الصفح والمعاملة بالحسنى.. وأشار الخطيب «الفقير» بقوله: نحن الآن في توطيد الحكم الإسلامي وتمكين شرع الله، فلابد أن نعطي كل ذي حقٍ حقه، فهناك سلاح العلم الذي أمر به الإسلام لنكافح به الآراء الملحدة.. ونحن أبناء هذا الوطن السودان، نقول إن للفن والفنانين رسالة نحو توصيل المعلومة عبر أشعارهم وثقافتهم، وجذب الشباب الى خدمة الدين والأوطان.. خلاف الغناء الهابط الذي لا يقوم بتوصيل الرسالة.. فالغناء ليس كله ممنوعاً، وكذلك المدح، فانظروا كيف يوصل شعراء «المديح» رسالة الدين الى العامة والخاصة من غير مشقة، لأننا شعب وقبائل.. فهناك رسائل متعددة.. فقبيلة الصحافة فهي العين الساهرة لبناء المجتمع والوقوف بالرأي والفكر فيما ينفع الناس، كذلك الجنود والشرطة باختلاف مسمياتهم، كلٌ يعرف دوره، والشباب السوداني يعي دوره الجهادي تماماً، ولهم أشعارهم وأهازيجهم أثناء المعارك.. وأعجب لعالم ينقض نفسه حين قال إذا حوربت الشريعة سوف يدق الطبول، فما الفرق والجميع يسعى لتوصيل الرسالة بالفن، والصحافة، ورجال الفكر، ومن القائمين على جميع المناشط. ومن جانب آخر.. أشار الإمام الفقير الى كرة القدم واصفاً استقدام اللاعبين الأجانب لا يقدم ولا يؤخر.. وأن الأموال التي توظف اليهم يجب أن يساعدوا بها مرضى الكلى والسرطان، وأن يعينوا بها الشباب.. وأقولها بالفم المليان بأن اللاعب السوداني هو فارس إذا ما وجدوا العناية والرعاية. وقد استدل الإمام بنصوص قرآنية وأحاديث وضرب مثلاً بالرجل الزاهد ابن أدهم، حينما وجد رجلاً «مخموراً» بالطريق ليلاً وهو يقول «الله.. الله» فأتى بماء وغسل فمه.. فسمع في تلك اللحظة من يقول له يا ابن أدهم الذي طهرت فمه من أجلنا طهرنا قلبه من أجلك.. ووجده بالمسجد أول الداخلين. فقال له من أنت يرحمك الله.. فقال أنا الذي طهرت فمه.. فطهر الله قلبي.. وما أحوجنا نحن الى الدعوة بالحسنى، وأن نقود الشباب الى الدين عبر الفهم الصحيح والتربية التي تحفظ العباد والبلاد. في الختام.. الرسالة التي جاءت في خطبة مولانا «الفقير» جعلتني أصيغها عبر هذا المقال لعكس روح الدين السمح، خاصة للشباب ليكون لهم إقبال.. وتلك واحدة من وصايا عكسها هذا الإمام العارف.