مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    إيلون ماسك: لا نبغي تعليم الذكاء الاصطناعي الكذب    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    الرئيس التركي يستقبل رئيس مجلس السيادة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دخلت دارفور لقلوبها من أبوابها

تحركت رحلتنا المتوجهة لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور حوالي الحادية عشر ونصف ظهراً وكنا على متن ناقلنا (الوطني) حتى على السفريات الداخلية..! المهم وصلنا مطارها وكانت تنتظرنا سيارات رباعية الدفع للحاق بوفد المفوضية القومية لحقوق الانسان الذي سبقنا بساعات؛توجهت السيارات نحو سجن (شالا)،ولحقنا بجولة رئيسة وفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان الأستاذة آمال حسن بابكر التني،ونائبها مولانا جوزف سليمان؛ومعها د.عوض باماكار والسفير أبوالقاسم إدريس،والأساتذة كمال دندراوي ومريم عبدالرحمن تكس،والمربية الجليلة عائشة صبيرة والإقتصادي والخبير علي أبوزيد علي ومنى أبوالعزائم؛ومنسق الولايات بالمفوضية والعالم ببطون دارفور و(خشومها) الأستاذ محمد أحمد ود الشائب.. تجول الوفد بين زنازين وعنابر سجن شالا للوقوف حول أحوال وأوضاع المساجين،وأستمع وفد مفوضية حقوق الإنسان لشكاوى النزلاء،وألتقوا بستة من معتقلي حركة العدل والمساواة،والذين طالبوا المفوضية بإيصال شكواهم لرئاسة الجمهورية في عدم تنفيذ قرار المشير البشير باطلاق سراح جميع المعتقلين،وذلك بتجاوزهم من القرار بدافع قبلي؛في حين أطلق سراح من كان معهم...؟
إنتقل الوفد بعدها بصحبة مدير سجون الولاية لاصلاحية الأحداث المجاورة - حيطة بالحيطة - لسجن شالا،ولاحظ الوفد أن جميع الأحداث يعاقبون تحت المادة 130؛والأغرب أنهم لا يعرفون ماذا أغترفوا بحكم سنهم وبراءتهم...
جامعة الفاشر والمجتمع المدني
جمعت قاعة المؤتمرات بجامعة الفاشر منظمات المجتمع المدني والمرأة و ممثلين للمعسكرات وعدد من النشطاء في حقوق الإنسان،بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان للتعريف بالمفوضية وعملها وصلاحياتها.
قدمت الأستاذة آمال التني أعضاء الوفد للحضور،وبعد التعارف فتحت رئيسة المفوضية الباب للحديث والاسئلة..الاستاذة مريم تكس قالت أن أعضاء المفوضية قد أدوا القسم أمام السيد رئيس الجمهورية بألا يكون هناك خوف أو محاباة..! وأن عملهم يقوم على الحيادية والمفوضية ليست جهة تنفيذية بل هي رقابية وعملها يقتصر على رفع التقارير ومتابعتها..
استقبل الوفد بقصر الضيافة نائب الوالي أبوالعباس الطيب والعميد شرطة الرشيد موسى مدير الشرطة بالولاية،ووزير الشؤون الإجتماعية خليل عبدالله والذين طالبوا المفوضية بعد الترحيب بوضع النقاط فوق الحروف،بإعتبار أن مايحدث الأن ن تدخل هو بسبب حقوق الإنسان..
مدينة الجنينة .. درا ندوكة
عند زيارة مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور وبعد اللقاء التعريفي للمفوضية بأمانة الحكومة؛توجه الوفد نحو معسكر أبازر للنازحين؛للقاء ممثلي المعسكرات،ممثل الشباب بمعسكر رياض قال أن الهلال الأحمر السوداني بالتعاون مع الأمم المتحدة تقوم بتوزيع المواد غير التموينية؛وهناك نقص كبير في المشمعات وخاصة أن الخريف على الأبواب،وأسعارها في السوق تصل ل175 جنيها،وشكى ممثل الشباب من قصور التعليم والخدمات الصحية الغير موجودة بالمعسكر وإن وجدت لا مال للعلاج وشراء الدواء.
أ.آمال التني سألت شيوخ وشباب المعسكرات عن إمكانية إنخراطهم في النسيج الاجتماعي لمدينة الفاشر..؟فأجاب ممثلهم بالأيجاب في حال لمسوا جدية من الحكومة في حل مشكلاتهم؛وطالب المفوضية بنقل واقعهم كما هو دون تحريف أو تحوير.
الشيخ أحمد ممثل الشيوخ نبه بأن الخريف قادم مطالبا بحماية الزراعة والمزارعين،قائلا :نحن نطالب الأمن بحمايتنا؛متحدثا بعدها عن التعليم وحقوقهم على السلطة الإنتقالية وحكومة السودان في التعليم والصحة.. وختم بأنهم سودانيون ولم يخلقوا نازحين..!؟
أحد الشيوخ أشتكى من عدم توفر الغذاء؛وأنهم منذ العام 2003م يعانون من ضعف الأمن،وأردف بأن هناك كثير من الوفود التي قامت بزيارتهم وهي فقط تسمع وتكتب دون أي شيئ ملموس أو محسوس...؟ وطمأنه منسق الولايات الاستاذ ود الشائب بانهم غير تلك الوفود؛وسيلمس أهل المعسكر ذلك الأمر في الأيام القادمات إن شاءالله.
مولانا جوزف سليمان عرف المفوضية بأن قيامها صدر تحت المادة 142 من قانون حكومة السودان 2005م لحماية حقوق الانسان والتعريف بها والحريات؛وهي لاتحمل أي صفة تنفيذية،ويمتلك جميع أعضائها الحصانة،وتمتد فترة ولاية الأعضاء لخمس سنوات؛كان ذلك في لقائهم بمنظمات المجتمع المدني والأحزاب والمرأة والطفل..
مريم تكس طالبت المنظمات بمتابعة حقوقهم برقابة الميزانيات الولائية،والسعي لزيادة نسبة التعليم والصحة..فضمور نسبتها يعني الانتهاك الصريح لحق الانسان فيهما.
آدم فضيل ممثل شبكات دارفور رحب بالمفوضية،وأبان أن رفض المجتمع للمنظمات والمفوضيات يأتي من تبعيتها للحكومة في الرأي والقرار..!عكس أحساسهم بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان؛التي يعشمون أن تؤدي دورها كاملاً وأن دارفور أمامهم ليدرسوا معاناتها وأوضاعها.
ممثل الإتحادي الأصل الطيب سليمان إبتدر حديثه بالثناء على المفوضية وطرحها؛ولكنه تحفظ على مسألة تدخل منظمات المجتمع المدني في تغيير وزيادة نسبة التعليم أو الصحة في الميزانية باعتبارها تجاز عبر المجالس التشريعية والمنظمات لا تملك فيها تمثيل أو قرار..؟ الأستاذ كمال دندراوي رد على سليمان بأن ميزانية دارفور السنوية تبلغ 2 مليار دولار..! إذن فمن واجب المنظمات ان تطالب بحقها في معرفة أين تذهب أموال دارفور..؟ولكم الحق في أن تضعوا الأمور أمام وسائل الإعلام والصحافة..
تحدث أيضا ممثل المهندسين بغرب دارفور رضوان خالد بابكر؛نبه لنقطة مهمة وهي أن من اللوائح والنظم التي تحكم عمل المنظمات الدولية هي قيام شراكة حقيقية مع المنظامت المدنية،وهذا مانفتقده في دارفور..!ونقص المعينات والإحتياجات بداع الفضاء المكتسب بالجهل وعدم المعرفة في تقديم المطلوبات؛بسبب الشقة بين المنظمات الدولية والمدنية.
المفوضية على مائدة السلطان
لبت المفوضية القومية لحقوق الإنسان بكامل عضويتها ووفدها الإعلامي دعوة عشاء لاترد أو تصد؛من السلطان سعد بحر الدين سلطان عموم دار مساليت وكان بصحبته نائب الوالي ووزير الزراعة ومعتمد اللاجئين والعميد حسن نعمان رئيس جهاز الأمن بالولاية..
السلطان سعد رحب بالوفد وطالبهم بحمل الأمانة وأدائها على أكمل وجه..وقال السلطان بحر الدين بعد الشرح المسهب من الأستاذة عائشة صبيرة لعمل المفوضية وصلاحياتها؛إن دارفور عاشت في فقر ونزاعات وحروب،وأنهم في دار مساليت لم يشهدوا أي نزاع منذ العام 1996م؛وأردف ضاحكا أنه في ذلك الوقت كان صغيراً..!وأوضح أن عدد المعسكرات يبلغ 24 معسكرا داخل وخارج مدينة الجنينة..!داعيا المفوضية للمقارنة بين شمال وغرب دارفور..؟
زالنجي .. الناس والمنقة
بعد الخرطوم ووصولنا للفاشر كانت جميع رحلاتنا على متن طائرات اليوناميد؛فكانت الفاشر الجنينة على ظهر طائرة صغيرة،أما لبقية الولايات فهي على متن طائرات الفلاي(الهليكوبتر)..وهذه المرة وجهتنا حاضرة وسط دارفور مدينة زالنجي،والتي استقبلتنا بخضرة لا حد لها من أشجار (المنقة) والتي كان موسمها وعز شبابها...وكذلك كان إنسانها هاشا باشاً يستقبلنا وواليها السيد يوسف تبن الذ أحسن وفادة وفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان؛وكان معه العميد ركن صلاح مغاربة قائد الفرقة 21 ،والعميد شرطة إبراهيم محمد المهدي مدير شرطة الولاية والعقيد عبدالباقي دراج قائد الإحتياطي المركزي؛عقيد أمن محمد المدثر مدير الأمن والمخابرات وعدد من الوزراء،تناولنا وجبة الأفطار بمنزل الوالي وتوجهنا بعدها لمبنى أمانة الحكومة للتعريف بالمفوضية وأختصاصاتها.
الوالي يوسف تبن أمن على الرجوع لدولة القانون والتي وصفها بالمطلب الأساسي،وذكر أنهم قد قدموا مذكرة لوزير العدل بضرورة دعمهم بالكوادر والمعينات القضائية والقانونية.
وزير الشباب والرياضة حسب النبي محمد حسب النبي ذكر أن تكوين الولاية صادف فترة تكوين المفوضية؛متمنيا أن تكون تلكك فاتحة خير وبداية إنطلاقة مبدأ الحريات الشخصية ونشر ثقافة حقوق الإنسان.
وكانت بعدها جلسة مع الإدارات الأهلية وشيوخ القبائل للتعريف بعمل المفوضية،وكانت البداية من الأستاذة آمال التني رئيسة المفوضية والتي تبعها بالشرح مولانا جوزف سليمان ومريم تكس ولحقهما ود الشائب ومنى أبوالعزائم وبامكار وصبيرة..
ختم وفد المفوضية يومه بمنزل السيسي بتناول وجبة العشاء؛ليستعد الوفد للسفر نحو نيالا صباحا...
نيالا المندولا ومعسكر دريج
وصلنا جنوب دارفور وعاصمتها نيالا ليستقبلنا الوالي حماد اسماعيل حماد ومفوضة حقوق الإنسان بالولاية جميلة خليل بمبنى أمانة الحكومة،ليتوجه الجميع لتناول الأفطار بمعرض المندولا لإبداعات المرأة،للنطلق بعدها نحو معسكر دريج للقاء ممثلي معسكرات النازحين بجنوب درافور.
جلس أعضاء المفوضية في مواجهة شيوخ وشباب ونساء معسكرات كلما ودريج وعطاش وجلدو؛وجميعهم شكى من نقص المؤن وتردي الخدمات الصحية والتعليمية،خضر محمد على من معسكر (كلما) طالب بتوفير الأمن؛مؤكداً أنهم تفاعلوا مع وثيقة الدوحة،ولكن تأخير إنفاذ بعض بنودها والتي تخصهم كنازحين قد تؤثر في ثقة النازح نحو الحكومة والسلطة الإنتقالية،ولهذا من الصعب عليهم العودة والاستقرار بمناطقهم الأصلية،وأرجع ذلك أيضا لإنعدام الخدمات الاساسية..آدم هرّي ممثل معسكر عطاش أمن على حديث خضر وزاد أنهم يمثلون دولة وكيان،والسلطة هي المسؤولة عنهم ويجب على المفوضية أن ترى مايحدث بعين التجرد والأمانة،وذكر أن لهم بالمعسكرات ثمان سنوات،والحال كما هو..؟!
ممثل جلدو السيد برير قال أنهم كنازحين قد فكروا مرات ومرات في طلب اللجوء السياسي؛لتردي وسوء الأوضاع،وأكد حضورهم لجميع جلسات التفاوض بالدوحة،شاكيا في ذات الوقت من عدم تنفيذ عدد من بنود الدوحة الخاصة بهم؛وأن التجاني السيسي رئيس السلطة الإنتقالية لم يقابلهم حتى الأن،وأن الستة أشخاص أو الخمسة الذين قابلهم لا يمثلونهم بأي صفة.
إتفق الجميع على إستراحة قصيرة لأداء صلاة الجمعة،وفي ذلك الأثناء قامت رئيسة المفوضية آمال التني بدخول المعسكر وتفقده من الداخل لتقييم الأوضاع الصحية والمعيشية؛وكان في الجانب الآخر الإجتماع يغلي بحضور معظم ممثلي معسكرات نيالا للنازحين...
ممثل الشباب بدريج آدم أبكر ذكر أن إتفاقية الدوحة لاتمثل مايحدث الأن ويكفي أن رئيسة وأعضاء المفوضية قد تابعوا بأم أعينهم الأوضاع الصحية السيئة والمتردية داخل المعسكر من خلال معاينهم ل100 منزل.
ممثلة المرأة من معسكر عطاش مريم حسين؛قالت أن حال المرأة لايسر،وأن عمليات الولادة تتم عبر الحبل وذلك في أوضاع صحية لاعلاقة لها بالإنسان أو مكانته..!مطالبة بمعالجة سريعة بتأمين وضع صحي جيد لحالات الولادة والعناية الكاملة بالمرأة والطفل.. وقالت ( موش نحنا سودانيين..؟وموش عندنا حقوق..؟وناس المدن والعاصمة البفرقنا منهم شنو..؟).. وطالب الجميع رئيس الجمهورية للتدخل لحل مشاكلهم..وعدا ذلك فهم باقون في معسكراتهم.
لقاء المساء كان بدار مفوضية نزع الساح والتسريح وإعادة الدمج بقطاع جنوب درافور،وتم فيه تبادل التعريف بالمفوضية القومية لحقوق الإنسان ومفوضية ال((D.D.R؛والتي أوضحت لرئيسة وفد المفوضية التحديات التي تواجههم والتي لخصت في عدم توفر شركاء وطنيين مؤهلين لتنفيذ برامج الإدماج،وتأخر برامج التسريح،وكبر عدد المستهدفين مقارنة بالإمكانيات المتاحة..
الضعين المولود الجديد..؟
ختام زيارة وفد المفوضية القومية لحقوق الإنسان كانت مدينة الضعين عاصمة الولاية الجديدة شرق دارفور،وبدأ الوفد الزيارة لمقر الحكومة ومنها لسجن الضعين والذي تبلغ سعته عدد 70 سجينا؛ولكنه يحتضن 223 سجينا و 13 نزيلة مابين منتظرين ومحكومين،وحال السجن يغني عن السؤال،فمياه المجاري والذباب والرائحة النتنة تلازمك أينما ذهبت،بسبب التكدس الغير معقول للسجن ومساحته..
بعدها كانت مستشفى الضعين؛والتي تعاني من كل مشاكل الصحة من أمراض وبائية وعدم وجود عنابر منفصلة ونقص في الكادر الطبي الموجود - رغم تفاني الأطباء الموجودون وعلى رأسهم مدير المستشفى د.جعفر - ومشهد الأطفال والبئية التي يعالجون فيها يجعلك تقسم بأغلظ الإيمان أن حق الإنسان صحياً مهضوم ومنتهك لاشك في ذلك والمسؤول الأول هو أولى الأمر فينا والمعنيون بأمر الصحة في السودان...؟!
وبعدها كان لقاء مع ممثلي معسكرات الضعين والذين طالبوا بتوفر الأمن حتى يباشروا الزراعة بمناطقهم الزراعية التي تقع شرق السكة حديد.. وتحدث عنهم الشيخ دبوك مطالبا بالعدل وأحقاق الحق فيهم،وثناه الشيخ عرمان في ضرورة توفير الغذاء والصحة والتعليم،خاصة وأن أبنائهم دون كراسي أو أسقف تظلهم والفصل به أكثر من 70 طالب،والدراسة غير منتظمة لعدم توفر معيناتها وأساسياتها.
قبل المغادرة وصل السيد والي شرق دارفور اللواء الركن محمد حامد فضل الله لمقابلة وفد المفوضية في داره،ورحب اللواء فضل الله بالوفد مؤكدا التعاون التام مع المفوضية على أساس أنهم ولاية وليدة وهمهم الأول حماية حق الإنسان وحفظها ورعاية حرياته،داعيا المفوضية لإبتعاث أي مناديب أو وفود لولاية شرق دارفور وسيجدون كل ترحاب وتقدير من الولاية وإنسانها ومسؤوليها.
مشاهدات:
أقام الشيخ عبدالله موسى حسين شيخ الطريقة التجانية وجبة عشاء فاخرة سبقها تكريم لأعضاء المفوضية والوفد الإعلامي؛ب(حي الجبل) بنيالا.
عند الترحيب بأعضاء المفوضية في مأدبة الشيخ عبدالله موسى ذكر أسم الدكتور طه بامكار بالخطأ (باب كار).. وبامكار كان فاكهة الرحلة وعنونها الرئيسي لسرعة بدهيته وقفشاته.. حتى قال عنه بعض أعضاء المفوضية بأنه ليس أدروب من شرق السودان بل أدروب من شرق آسيا..!
السفير أبوالقاسم سفير السودان السابق بهولندا وعضو المفوضية قليل الحديث ؛ولكن عندما يتحدث يلجمك تماما،وكأنك لاتدري عن اللغة والخطابة في شيئ.
أقام عبد الكريم موسى عبدالكريم نائب والي جنوب دارفور ووزير التخطيط وجبة عشاء على شرف الوفد والإعلاميين،وكان يقوم بخدمتنا بنفسه.
مولانا جوزف سليمان في وجبة عشاء عبدالكريم موسى طالب الجرسون بماء شرب،فرد عليه الصبي:حاضر يامعلم..! فضحك الحضور؛وقلت له لابد أن هذا الصبي قد علم بأنك من الذين وضعوا السلم التعليمي للسودان؛ولايعلم بأنك من وضع وراجع دستور السودان 2005م.
المفوضية إتفقت مع جميع النازحين في نفس السؤال وهو.. أين النازحون من إتفاقية الدوحة..؟ رغم مرور تسعة أشهر على توقيعها..؟
أ.آمال التني وعدت الجميع خيراً خاصة وأن هذه اللقاءات هي بداية إنطلاقة عمل المفوضية القومية لحقوق الإنسان؛وهي بمثابة امتحان حقيقي لعملهم،وأن المفوضية لن تخذلهم كما الباقين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.