صديقنا د. المعز حسن بخيت الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة ولاية الخرطوم.. وجه إنذاراً لعربات الإسعاف وأعطاها مهلة أسبوعين لتوفيق أوضاعها.. عربات الإسعاف المقصودة حسب رؤيتي.. هي التي تجوب شوارع العاصمة الخرطوم تنقل المرضى والجرحى والموتى من وإلى المستشفيات والمنازل.. ولا أعرف هل من بينها إسعاف مستشفى «شبشة» والذي تبرع به د. كمال عبد القادر عندما كان وكيلاً للصحة بعد مناشدة أرسلها الأهالي عبر عمود زميلتنا الكاتبة د. فدوى موسى المقروء «سياج» ويومها ذهبت للوزارة ومعها مصور الصحيفة.. حيث شهدت بدعوة من الوكيل عملية تسليم الإسعاف ونشرنا الخبر والصورة في مساحة «خبر الصورة» والتي نخصصها لأهم وأبرز صورة.. وتحتل دائماً مكاناً رئيسياً في الصفحة الأولى من الصحيفة. في اليوم التالي لوصوله سألتهم دكتورة فدوى ..! هل وصل الإسعاف فأجابوها فرحين نعم وصل وبجنازته.. وهذا يعني أنه بدأ في أداء مهامه. وأتمنى أن تتقصى د. فدوى «حال إسعافها» وتسأل هل سيلحقه قرار د. المعز - إن جاء للخرطوم - أم لا زال يعمل ب«صحة» جيدة!! وأجد نفسي متفقاً مع قرار وزارة الصحة بأن كثيراً من عربات الإسعاف التي تجوب شوارع الخرطوم هي نفسها في حاجة لإسعاف.. وهي لا تستحق أن يفسح لها الطريق وحتى إن وجدت أرضاً «خلاء» .. فإنها تمشي الهوينى!! ü يرمق كثير من مستخدمي الطريق من سائقين ومارة عدداً من عربات الإسعاف المتهالكة بشيء من السخرية وشيء من الريبة.. وللأسف يشك بعض الناس ويسألون أنفسهم هل حقاً هذه العربة تحمل في جوفها من هم في حاجة لإسعاف سريع!!.. وهناك الكثير من القصص التي يقولها الشارع في هذا الصدد.. وهناك حديث عن مغالاة في الأسعار و.. و..!! إذن سيارة الإسعاف النموذجية هي السيارة التي تقدم الإسعافات الأولية والعلاج للمريض قبل دخوله للمستشفى.. وواجباتها هي تقديم العلاج للمصابين أو المرضى في الحالات الطارئة ونقلهم لمراكز العلاج.. وهي بهذا الفهم لها الأولوية في السير على الطرقات.. وعدم الوقوف في إشارة التوقف الضوئية.. فهل هذا ينطبق على أغلب هذه السيارات التي «تطنطن» في الآذان «بكل وحشية» .. وعندما تفسح لها الطريق فإنك ستستغرق في الضحك من طريقة «مشيتها» بعد ذلك في الشارع!! وفي الختام يا صديقي معز.. هل عربات الإسعاف وحدها في حاجة لتوفيق أوضاعها.. أم أغلب دولاب العمل الحكومي الذي يزعجنا «لنفسح له الطريق» لحكمنا.. ومع ذلك لا يساوي رصيده شيئاًَ مع صفارة الإزعاج العالية التي يطلقها «جعجعة» و«شعارات» وآلاف الأطنان من الكلام الذي يؤخر ولا يقدم.