ترحل تلك الأيام المزهوة.. تبارح الديار.. تستقر في أحشاء التاريخ.. تبيت في تجاويف الأيام والشهور والسنين.. تخلف وراءها عاصفة من العطر البهيج.. تحملها الرياح بعيداً.. لتختفي في دفات كتاب التاريخ.. ولكن وللسعادة.. لا تأخذ حرفاً واحداً من دهشة.. ولا تصطحب معها.. نعمة واحدة من متعة.. ولا تمسح هزة واحدة من رعشة.. في تلك الأيام الزاهية.. وتحديداً في باكورة الستينات.. نبتت زهرة قرنفل في حدائق ورياض ورياحين الغناء البهيج.. كانت زهرة القرنفل هي «كابلي» الذي أزهر وردة أنيقة.. عطرية الشذى في ذاك البستان البهيج.. أشرع النوافذ والأبواب للشباب وهم في يفاعة سنوات عمرهم.. ليطلعوا على الدنيا عبر كلماتهم الأنيقة البديعة.. عانق كابلي.. ذاك الفتى.. عبد العزيز جمال الدين.. ثم انهمر مطر كلامه.. وهطل وابل حروفه لينسج منها كابلي.. بل ليغزل من خيوطها الخضراء.. بردة من الدهشة والمجال.. ما زالت رغم تطاول العهود.. وكر السنين.. ورحيل العقول.. ما زالت شابة فاتنة.. بديعة.. أنيقة ومدهشة.. وما زالت الثنائيات المترفة.. تردد نفس الكلمات تسبح في تلك الدهشة الجميلة والرفيعة.. وما زالت ألسنة العاشقين.. تردد.. لو تصدق: لو تصدق أنا لو تصدق يا شباب عمري المفتق شلت كل الريد مشاعر حلوة نديانة و خصيبة و اشتهيت يهلّ وعدك لي هناء و أفراح وطيبة ***** آه آه آه لو بتعرف كيف تهش أشواقنا تهتف لعيونك كيف يلح الشوق و يسأل كيف ترق أشواقنا ترمز لعيونك كيف يغالي الشوق و يسأل و نحن من خلف المدى الفرقنا طول لو بتعرف نرسم الليل في البعاد جنة لقاء نبني تعريشة حنان طول بدا ونعانقه في اعماقنا باقات من مرح تجعل صبانا الغالي زغرودة فرح ****** حتى الكلام لوجيتنا ما بنحكيه بنفس الحروف كلماتنا تتفجر غزل بين كل فاصلة تعيش ظروف والشوق دوام يغري الخيال يسرح وبى حسنك يطوف احلامنا تتناثر أمل في كل روضة تضوع قطوف