اقترح معتمد محلية الخرطوم الأستاذ عمر نمر إنشاء سوق «اللالوبة» لاستيعاب الباعة المتجولين.. وأنه لشيء جميل ومحمود، حتى تستقر تلك الشريحة الكبيرة، وأن يكون لهم سوق منظم، وكلٌ يعرف أنه يتجه الى مصدر رزقه وهو مطمئن البال، بعد أن انزاح عنهم شبح «الكشات» والملاحقة. إن وقف حملات «الكشات» للباعة المتجولين وبائعات الشاي لهو شيء حسن .. لأن تلك الشريحة من الباعة المتجولين لها أُسر، وهم مسؤولون عنها، وتعتبر هذه محمدة للسعي لأن تكسب تلك الشريحة من عرق جبينها.. وأن هؤلاء الذين يعملون في تلك «الأشغال الهامشية» جلهم من حملة الشهادات الثانوية أو خريجي الجامعات، ولم يجدوا حظهم في سوق العمل، فلماذا ملاحقتهم في أعمالهم التى يسترزقون منها البسيط لسد الرمق والجوع وعدم مد اليد للتسوّل. رغم أن تلك الأعمال دخلها بسيط، لكنها تخفف من حدة البطالة، وانتشار الجريمة، وتناول المخدرات، وغير ذلك، فهي مساعدة لذوي الدخول المحدودة، لرخص السلعة «المفروشة على الأرض» عكس تلك التي توجد على الرفوف، والتي يصعب شراؤها عليهم. قد كتبت في عمود سابق بتاريخ الأحد 31/21/9002م في عدد «1201» أناشد فيه الوزيرة الشابة «أميرة الفاضل» بالوقوف مع تلك الشريحة الضعيفة، ووقف الحملات الجائرة على النسوة اللائي يعملن أعمالاً شريفة و«بالحلال»، وأخيراً تم التجاوب مع النداء الذي استمر لفترات طوال، إن الباعة المتجولين وبائعات الشاي هم أحوج شريحة للوقوف معها ومساعدتها، ولابد من تنظيم أعمالهم وتخصيص أسواق بعينها، وهذا ما ناشدنا به في زاوية سابقة قبل ثلاثة أعوام، واليوم تغمرنا الفرحة بتتويج ذلك الحلم الذي يكون جزءاً من استقرار الوطن، وتذوق هذه الشريحة طعم الاستقرار وتزاول عملها دون مضايقة، حتى تكون العاصمة منظمة وحضارية وبكامل جمالها، ونتمنى تنفيذ هذا السوق باسرع وقت، ويعم كل العاصمة المثلثة، وأن تسير على هذا النهج حتى الولايات التي تحتاج للعون.