إن وقف حملات «الكشات» للباعة المتجولين وبائعات الشاي لهو الشئ الصائب الذي أكده والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر.. لأن تلك الشريحة من الباعة والمتجولين لها أسر، وهم مسؤولون عنها، وتعتبر هذه محمدة لوالي الخرطوم لسعيه لأن تكسب تلك الشريحة من عرق جبينها.. وأن هؤلاء الذين يعملون في تلك الأشغال الهامشية جلهم من حملة الشهادات الثانوية أو خريجي الجامعات، ولم يجدوا حظهم في سوق العمل فلماذا ملاحقتهم في تلك الأعمال التى يسترزقون منها البسيط لسد الرمق الجوع وعدم مد اليد للتسوّل. رغم أن تلك الأعمال دخلها بسيط ولكنها تخفف من حدة البطالة وانتشار الجريمة وتناول المخدرات وغير ذلك، فهي مساعدة لذوي الدخول المحدودة لرخص السلعة «المفروشة على الأرض» عكس تلك التي توجد الرفوف والتي يصعب نيلها عليهم. قد كتبت في عمود سابق بتاريخ الأحد 13/12/9..2م في عدد (1201) أناشد فيه الوزيرة الشابة «أميرة الفاضل» بالوقوف مع تلك الشريحة الضعيفة ووقف الحملات الجائرة على النسوة اللائي يعملن أعمالاً شريفة و«بالحلال» وأخيراً تم التجاوب مع النداء الذي استمر لفترات طوال، وكان الأستاذ مصطفى أبو العزائم قد تناول هذا الموضوع في عموده المقروء «بعد ومسافة» والحمد لله أن الوالي قد استجاب لهذا النداء من الأستاذ وغيره. إن الباعة والمتجولين وبائعات الشاي هم أحوج شريحة للوقوف معهم ومساعدتهم، ولابد من تنظيم أعمالهم وتخصيص أسواق بعينها لكي يزاولوا فيها أعمالهم دون مضايقة، حتى تكون العاصمة منظمة وحضارية بكامل جمالها، ونتمنى أن يكون وقف تلك الحملات ليس من ضمن الدعاية الانتخابية لكسب ودهم .. ونتمنى أن يسيروا على هذا النهج لمساعدة تلك الشريحة التي تحتاج للعون .