لك التحايا والود والسلام.. ودعني أولاً.. أهديء أعصاب أحبتي وإخوتي و«برضو» «رفاقي» في هذا الاستهلال العجيب في رأيهم، العادي جداً في رأيي.. دعني «أرقد شعرة جلدهم».. وأيضاً «أرقد روحهم» معللاً استهلال خطابي لك.. بالصديق.. والأخ.. ولهم أقول.. أما عن «الصديق» فأنا أعني أي حرف فيها.. نعم أن السموأل.. صديق بالنسبة لي.. بل أنا شديد الاعتزاز والاعتداد بهذه الصداقة.. وأنا رغم إني لست متهماً.. ولكن.. أحبتي.. دعوني أوضح جذور وأسباب صداقتي لك.. أولاً أنا شديد الوله والحب والإعزاز للمثقفين «بدون فرز».. بل أنا من تدهشه وتعجبه.. وتطربه الثقافة.. في أي ضرب من ضروبها.. أحمل أطناناً من الإعجاب لكل مثقف.. كاتباً.. شاعراً.. أديباً فناناً.. رساماً.. ممثلاً.. مثالاً.. حتى وإن كان ذاك المثقف.. «أخو مسلم» ولله المنة والحمد.. والشكر آناء الليل وأطراف النهار إن الأحبة الأخوان المسلمين ليس لديهم من هؤلاء.. أكثر من ثلاثة أو أربعة أشخاص.. والسموأل أحد هؤلاء الثلاثة أو الأربعة.. هذا أولاً.. ثانياً إن السموأل وقبل أن يصبح وزيراً كانت له نافذة.. تتدفق منها أضواء القمر أو أشعة نجوم تبهر كاللآليء.. نافذة اسمها «أروقة».. أنا شاهد عليها.. فقط لأني كنت «معزوماً» لكل أو قُل لأغلب أنشطتها.. هذا أولاً.. ثانياً.. علينا أن نحمد الله ونشكره.. بأن «دقست» الإنقاذ وهي تدفع بالرجل ليتوهط على أعلى كرسي في وزارة الثقافة.. أقول «دقست» لأن الرجل.. غير إخوته من هؤلاء «الإخوان».. الرجل يرى الحياة.. خلاف ما يراها إخوته من «الطالبانيين».. يحتفي بالكلمة الغنائية.. التي تطير كالفراشات على هامات الزهر.. ينفعل مع رزيم البنقز.. يتوه مع ذاك الجمال والبهاء الذي ينفجر شلالات من الدهشة والمتعة والروعة والعظمة، عندما يذبح القوس وتر الكمان.. ولكم أن تتصوروا لو دفعت الإنقاذ بالصديق مولانا.. سعد أحمد سعد ليكون وزيراً للثقافة.. يا إلهي.. ويا الطاف الله.. تكون القيامة قد قامت.. نعم إن مولانا سعد أيضاً صديقي.. ولكنه لا يرى في تدفق الألحان والغناء البهيج.. وسحر الكلمة المموسقة تلك والمغناة.. ليس فقط لهواً ولعباً.. بل يراها الرجل ضرباً من ضروب الأبالسة والشياطين.. ومولانا سعد أخف وطأة من مولانا.. دفع الله.. فقد كانت الإنقاذ رحيمة بنا.. لأنها لو أتت بالرجل وزيراً للثقافة..لهدم أولاً دار نقابة المهن الموسيقية.. طوبة.. طوبة.. وأغرق كل النوافذ والأبواب.. في النيل العظيم.. ولأقسم أن أرض السودان.. لن تطأها حتى فيروز.. «شفتو» ربنا كريم رحيم بنا كيف.. والسموأل يا أحبتي قد أقام لنا سلسلة ماسية.. وهو يضيء عتمات ليل كموج البحر.. بليالٍ غنائية.. في كل مدن الولاية.. ليغسل أحزاننا.. في عرق السهر الرفيع.. بعد ده كلو ما أقول صديقي».. والله حرام عليكم.. أما مخاطبتي له «بالأخ» أرجو أن تطمئنوا.. فأنا ما زلت معكم في الضفة الأخرى تلك الخضراء.. المكسوة بروعة العشب الأخضر.. الحافلة بباسق الأشجار المثقلة بالثمار.. أكتب الأخ.. بالمعنى الشامل للإخوة.. إخوة الإنسانية الشاهقة الشاسعة.. وليست إخوة الإخوان المسلمين.. «طيب» «فيها شنو» لو كان إخوة اسلام وضيء.. إخوة مسلمين بعيداً عن جماعة.. أو حزب.. أو أي إسلام سياسي.. يحمل ماركة مسجلة باسم أولئك الأحبة.. أها كده ارتحتوا.. آمل ذلك.. مرة أخرى الصديق الأخ.. السموأل.. غداً نحكي.. أو نتونس معك.. فإلى بكرة..