يا حليل الشريف حسين الهندي مبتدع بند العطالة و الضمان الاجتماعي للخريجين من الجامعات والمعاهد العليا في كل السودان حتى يتم استيعابهم في تخصصاتهم المختلفة حيث كان يتم تعيين كل خريج في البلديات والمصالح الحكومية براتب شهري يكفيه ويعين به أسرته التي عانت كثيراً وفرحت وسعدت حينما نال الشهادة الجامعية في ذلك الزمن الجميل الذي كان الجنيه السوداني فيه يعادل ثلاث دولارات وكان جالون البنزين بخمسة وعشرون قرشاً وكانت تذكرة بص المواصلات بقرش واحد فقط. كان الشريف حسين الهندي حكيماً ومبتدعاً للأفكار الحضارية المتقدمة وكان إنساناً قبل أن يكون وزيراً للمالية وهو يعلم علم اليقين مخاطر البطالة بالنسبة للشباب في تلك السن المبكرة ينشيء بنداً خاص يدعم الخريجين حتى تتوفر لهم فرصة العمل الرسمي في سوق العمالة السودانية وبالتالي حفظ ذلك الشباب من كل سلوك خاطيء بل ساهم في تدريبهم في تلك الوظائف المؤقتة إلى أن ينخرطوا في تخصصاتهم الجامعية المختلفة. نحن اليوم أمام كم مهول من العاطلين من البنات والأولاد في مختلف التخصصات الجامعية وهم لا يجدون فرصة واحدة للعمل حتى ولو عمال في فنادق أو كافتريات برغم ما يحملونه من شهادات جامعية محترمة والدولة عجزت تماماً في ايجاد فرص عمل لأولئك الخريجين لغياب التنمية والخطط الخمسية والعشرية التي توضح حوجة بلادنا للعمالة في التخصصات المعينة لخمس أو عشر سنوات قادمة كما تفعل الدول المتقدمة التي تساعد الطالب في اختيار تخصصه وفق حاجة سوق العمالة حينما يكمل دراسته الجامعية. إن عطالة الشباب والشابات داء خطر فيه الكثير من المهددات التي قد تقضي على طموح اولئك الشباب وتجعلهم في طريق ضار بمستقبل بناء السودان لسنوات قادمة كما أن العطالة قد تقود إلى الإدمان في المخدرات والسلوك الخاطيء وأيضاً التطرف في السلوك الاجتماعي والديني مما قد يهدد أمن واستقرار البلاد فالعاطل بطبعه قد يتجه للمشاركة في التظاهرات لأن له قضية شخصية تتعلق بالاحباط لعدم توفر فرصة عمل له دعماً لأسرته التي تنظر له في كل صباح شذراً وبالتالي فإن الحل في إعادة بند العطالة وتسمية بند الشريف حسين الهندي تكريماً لذلك الرجل الغائب الحاضر والمبدع في زمانه فمساعدة الخريجين الآن إلى حين أن نوفر له الوظيفة المناسبة سيفتح الطريق أمام استقرار البلاد ويجعل أمل الشباب في المستقبل أمراً ممكناً.