ظاهرة أخذت تخف تدريجياً مسرحها شهر رمضان هى ظاهرة السواك بالمساويك.. لاحظت أحدهم يفعل ذلك بتلذذ حسدته عليه فقد أصبح من الصعب أن نتلذذ مادياً أو معنوياً.. ذهبت اللذة مع الريح نحن نأكل دون أن نتذوق الطعام نبتلع.. ونشرب نتجرع فقط لانشعر فى أمر من الأمور باللذة وفى غير الطعام والشراب انظر إلى مبيعات الحبة الزرقاء المتصاعدة.. إذن فاندماج الرجل فى سواكه جعلنى اتخطى تقيم سلوكه.. تجاوزت إنه جِلف.. تصرفه مقرف.. إلى آخر هذه الملاحظات القيمية.. ترى ما اللذة فى السواك؟.. السواك بالمسواك لا أذكر إننى استخدمته قريباً.. وليس لدى نية فى استخدامه فالاسنان قد أكل السوس عليها وشرب.. فمجرد أكل قطعة مانجو يجعلك تسلك أسنانك لمدة ساعة لاستخراج الألياف الكامنة بين الأسنان بما يجعل متعة إلتهام المنقة غائبة (عصير بس).. فما بالك بأخشاب المسواك.. وقطعاً مع إنهيار الصحة فإن اللثة قطع شك لاتحتمل خشب المسواك.. منظر علق بذاكرتى.. ذهبت ونسيت ونمت.. أصبح الصبح وها نحن مع الغلاء التقينا.. اشترت (الجماعة) صباع معجون.. وجاءت تنقنق إن المعجون أصبح سعره تسع جنيهات.. طبعاً هذه من أخبار الصباح المزعجة التى ينبغى أن لا تذاع الصباح.. أمسكت بصباع المعجون.. وأخذت أقيس وأحسب.. ترى كم عدد المرات التى تستاك فيها حتى يفرغ صباع المعجون.. قدرت إنها عشرين مره تقريباً.. فقدرت ثمن معجون لاستخدام الصباح يساوىتقريباً أربعين قرشاً.. عدت إلى زول المسواك وفكرت فى اشاعة ثقافة إستخدامه فى البيت لكن بعض ابنائى ربما لم يشاهدوا المسواك ذاته فإن احضرت لهم مساويك فسيرفضون بحجة إن هذه خشبة ساكت.. إذن هذه فكرة مجانية للثراء.. اشترى كل مساويك البلد وخزنها.. وأنشر إعلانات عن المسواك وأفضاله ويمكن أن تضيف إنه يعالج بعض الأمراض.. وحبذا لو أقنعت عدداً من كتاب الأعمدة أن يكتبوا عن فضل المساويك.. وإخضاع عدد من شعراء الغناء بالدراهم.. حتى يكتبوا أغنيات مسواكية مثل (المسواك ياعود الاراك معجون شنو البسواك).. ولا مندوحة من عقد ندوات حول ارتباط الثقافة السودانية بالمسواك.. ومسواك الأراك فى الأدب السودانى.. حملة واسعة بعدها تطلع المخزون من المساويك وتبيعه وتكسب.. أما اولئك الذين لا يستطيعون إستخدام المسواك.. فاخترع أن يباع المعجون (قدر ظروفك) على نسق بيع الكريمات الغالية بالملعقة.. فترسل ابنك الدكان ليملأ فُرَش الأسنان بمعجون بجنيه.. المهم البيع (قدر ظروفك) للمعجون سيزيد الربح فيمكن أن يباع الصباع بعشر جنيهات فقط لا غير فيكسب جنيهاً فيما لوباعه بعد السعر الذى أضاف اليه الضرايب والزكاه والجمارك والجشع.. فمعجون الإنسان بالطريقة دى سعره لن يقوى عليه المواطن المتوسط الحال ناهيك عن الفقير.. وهذا الحل أطرحه عليكم بصفتى مثقفاً (نصف ثورى) فى مواجهة غلاء (معاجين) الأسنان بالعودة إلى المسواك وللذين لا يطيقونه شراء المعجون قدر ظروفك .. !