تعتبر الزراعة النشاط الرئيسى للغالبية العظمى من السودانيين، وكانت الداعم الرئيسي لإقتصاد البلد قبل البترول...والآن السودان يتمتع بمقومات لاحصر لها، حبانا الله بها تساعد في نجاح الزراعة.. حيث يتمتع بالأراضي الخصبة الشاسعة الواسعة التي تصلح للزراعة، أيضاً تتمتع بكثرة المياه والتي تتمثل في الإنهار والأمطار والمياه الجوفية.. ولكن في الفترة الأخيرة تدهورت الزراعة بشكل ملحوظ، وليس هناك اي اهتمام والى الآن بالزراعة والمشاريع- الزراعية- وأن تدهور الزراعة يهدد الأمن الاقتصادي والغذائي، وأن حال الزراعة والمزارعين أصبح يومياً في حالة محبطة لما يواجههم من تدهور مرير.. رغم تمتع الإنسان البسيط المحب للزراعة كمهنة أولى إلا أن الإنسان في الآونة الأخيرة قد ترك الزراعة دون رجعة، كما حدث لعدد كبير من المزارعين الذين تركوا مهنة الزراعة وامتهنوا مهناً أخرى، فأصبحت الأراضي خالية.. والحكومة والمسؤولون يغضون الطرف ولا يريدون التحدث عن هذا الموضوع، ويهتمون بالأمور الضيقة من انتخابات ومنازعات على السلطة والدولة. والدولة تركت أمر الزراعة والمزارعين الذين صارت لا قدرة لهم ولاحيلة على تمويل أراضيهم الزراعية، وكل ذلك من ضيق ذات اليد، وذلك لأن الزراعة صارت عائداتها بسيطة، وأدخلت المزارع في ديون وخسائر نتيجة لضعف مردودها المادي.. إن أسباب كل هذا التدهور في مجال الزراعة بهذا الشكل المطرد، وخاصة المشاريع الزراعية الكبيرة هو التمويل وفقر المزارع، وعدم إمكانياته من تمويل وتجهيز الأراضي الزراعية، وأيضاً الحكومة لها الدور الكبير في هذا التدهور، لأنها لم تمد المشاريع الحكومية باي تمويل يساعد في تجهيز الأراضي.. ونناشد الحكومة بضرورة الاهتمام بقطاع الزراعة بصفته أهم قطاعات المجتمع وأكثرها حيوية، وأشدها حاجة إلى التمويل.