من اكبر عيوب ياسر عرمان انه ظل يعمل في السياسة بعقلية منابر الجامعة...هتاف هتاف ..حماس شباب شباب ... وخطوات بلا حساب لذلك ظل يخسر في كل مشهد فالمشاهد كلها تنتهي بشكل درامي واحد هو خسارته لغياب الحساب عنده , فعندما دخل الحركة الشعبية بعد خروجه من الجامعة في اعقاب الاحداث الشهيرة دخلها بذات العقلية فراي قرنق ان يستفيد من ذلك في مواجهه الشمال ايام حربه عليه فجعل منه ناطقاً رسمياً للحركة وظل هكذا حتى توقيع د. قرنق لاتفاق السلام مع الحكومة في نيفاشا لينتهي يومها المشهد باعلان ناطق رسمي جديد للحركة من الجنوبيين ويبدأ مشهد الدفع بالشاب عرمان الى البرلمان وعندما لاحظ عرمان ان الوزارة قد بعدت عنه هاجر الى امريكا بحجة انه يريد ان يستكمل تعليمه ولكنه سرعان ما عاد أو اعيد للبرلمان ليأتي مشهد اعلان الدفع به لمنافسة الرئيس البشيرفي الانتخابات ليفرح عرمان بذلك إلا انه قبل ان يكمل جولاته فى الولايات أعلنت الحركة الشعبية سحبه من السباق ولم تمنحه حتى شرف دخول المنافسة مجرد الدخول ..واستمر عضواً بالبرلمان حتى مجيء الاستفتاء الذي لم يحسب عرمان حساباته بحكم العقلية التى يتعامل بها في السياسه . فجاء الاستفتاء بالانفصال فذهب الجنوبيون لدولة الجنوب وبقي الشماليون في السودان لينتظر عرمان رحمه الجنوب ....والتى جاءت بحسابات الحركة الشعبية في زمانها والذي انتهي قبل ايام بنفض حكومة الجنوب يدها عن قطاع الشمال وعن المقاتلين في قرار راعت فيه الحركة الشعبية مصالحها فى ان تمتنع عن دعم الحركات المتمرده حتى لا يدعم السودان الحركات المناوئة لها وهو قرار حكيم...فالدولة أي دولة تعمل بحسابات ان تعيش في سلام لكي تحقق التنمية لمواطنها الذي لن يطول صمته ان لم تحقق له الحكومة ذلك وبالقطع ان حكومة الجنوب أدركت بعد أعوام من قيامها ان مواصلة مساندتها لعرمان ومن معه لا تفيدها في شيء لينتهي المشهد بخسران عرمان لرهان ايقاد النيران لعداوة السودان...وهو الذي رفض من قبل ان يكون واحداً من الداعين للوحدة ليضمن استمرار وجوده، ودعم الانفصال واختار بعده ان يدعم عداء الجنوب للشمال دون ان يدرك ان السياسة بين الدول لا عداء مستمر فيها وان المصالح المشتركة وحدها هي التى تعيد ترتيب الاوراق. تفاؤل وتفاؤل حديث وزير المالية والاقتصاد الوطنى بان العام القادم سيكون افضل بالتاكيد لا يدخل في باب التخدير لان المالية جهه حسابات والحسابات تقوم على المعطيات الواقعية والمعطيات الان تقول ان التعاون المشترك الذي تم الاتفاق عليه بين الحكومة ودولة جنوب السودان والذي سيبدأ تنفيذه خلال ايام في جوانبه الاقتصاديه فوائد وعوائد كبرى للخزينة العامة كما ان سياسات التقشف التى مارستها الحكومة مؤخراً ستظهر اثارها الايجابية فى الموازنة القادمه بجانب ان خريف هذا العام من افضل الاعوام وان الترتيب الزراعي تم له بشكل افضل وهكذا السودان كلما ضاقت فيه فرجت. الكاس يا ناس لا ادري لماذا لست متفائلاً بان كأس الاتحاد الافريقي لن يكون سودانياً برغم من ضمان وجود فريقين في النهائيات ربما لان عقدة الكاسات ظلت تلازمنا منذ زمن فالهلال وصل كثيراً وخرج من النهائي باخطاء مؤسفة ومتكررة ابعدته عن الكأس الذي كان امام عينه، وربما لان الكرة السودانية تقوم على الحماس وحده برغم تعدد المدربين الاجانب الذين يأتون والاخرون الذين يغادرون والنتيجة واحدة اننا نقطع الانفاس لنصل للنهائيات في كثير من المرات ولا نعرف كيف نفوز بالبطوله بعلمية التخطيط وإمتياز التنفيذ في زمان صارت فيه كرة القدم علماً وليس بالرجاله وحدها تأتى الكاسات...عموماً اتمنى من كل قلبي ان يكذب الواقع هذه المرة احساسي ونؤكد بان الحال قد تغير : قولوا آمين.