تفشت في الآونة الأخيرة ظاهرة فسخ الخطوبة، وما يحزن القلب أنك تسمع هذه الأيام «فلان فسخ الخطوبة وفلانة تركها خطيبها»، وأصبحت هذه الظاهرة شائعة في أوساطنا الاجتماعية، ولكنها بالرغم من سلبياتها وواقعها النفسي المؤلم، أفضل بكثير من وصول الطرفين الى الطلاق بعد الزواج. وهناك عدة أسباب لفسخ الخطوبة منها عدم التفاهم بينهما نتيجة للفارق الثقافي والعمري، ولظهور العيوب الخاصة لأحدهما أمام الآخر من حيث لا يدري، والماضي والأشياء التي عفا عليها الزمن، وأيضاً تدخل صديقات الفتاة وإبداء آرائهن غير المقبولة والسيطرة والتحكم من قبل الشاب تجاه الفتاة، والغيرة الزائدة من كلا الطرفين، وعدم إيفاء الوعود والتعصب القبلي، وقد يكون أحد الطرفين مسؤولاً عن فسخ الخطوبة أو الاثنين معاً. وعندما استطلعنا عدداً من الأشخاص عن فسخ الخطوبة، أجابت الآنسة (س-ز) 20 سنة طالبة، وتحدثت إلينا بمرارة عن فسخ الخطوبة قائلة: إن خطيبها ميسور الحال مادياً واختارني بعد معاناة، ولكن تدخلات أهله في تحديد مكان السكن ونوع الأثاث وتحكمه هو في نوع اللبس الذي أرتديه، جعلني أفسخ الخطوبة. وتحدثت أيضاً إلينا الشاب سليمان محمد 28 سنة مدرس، حيث قال عن فسخ الخطوبة: أنا قررت أن أتزوج من ربة منزل حتى أكون أسرة متكاملة، وبالفعل تقدمت إلى بنت الجيران وبعد فترة من اللقاءات وجدت فيها كثيراً من التخلف وعدم ترابط أفكارها من حيث طرح الأسئلة والحديث في الموضوع، فقررت أن أفسخ الخطوبة بداعي إكمال الدراسات العليا. والتقينا أيضاً بالآنسة (س. م) 25 سنة موظفة، والتي قالت: تمت خطوبتي من شخص يكبرني بعشرين عاماً، حيث اكتشفت أن هناك اختلافاً في الأفكار وعدم توافق في الآراء، كما أن لوالدته تأثير كبير عليه في أمورنا الخاصة، لتلك الأسباب قررت فسخ الخطوبة. واستطلعنا أيضاً الشاب معتز حسن 27 سنة الذي قال: إن العامل الاقتصادي هو السبب الأساسي في فسخ خطوبتي، حيث لم أتمكن من توفير المستلزمات الخاصة بعقد القران وطلبات أهل العروس الكثيرة. واستطلعنا أيضاً هديل عبدالرحمن 24 سنة التي حدثتنا عن تجربتها فقالت: تمت خطوبتي على شخص لم أره من قبل، وخيرت بين ذلك الشاب والجامعة وتعرضت إلى ضغط أسري، ولكي أكمل دراستي وافقت، ولكن بعد عدة لقاءات اكتشفت أنني لست قادرة على مواصلة مشوار حياتي مع ذلك الشاب، لذلك قررت فسخ الخطوبة. والتقينا بالشاب محمد علي 28 سنة موظف الذي قال: تعرفت على فتاة جميلة وأعجبت بها، وبعد ثلاثة شهور تقدمت لخطوبتها وتم ذلك، ولكن عندما تعرفت عليها عن قرب اكتشفت أنها كثيرة الكذب وسطحية ومحبة للمظاهر والماديات، لذلك قررت فسخ الخطوبة بحجة السفر إلى خارج البلاد.