الحبيب الصديق سعد الدين إبراهيم أشواقي لك لم تفتر.. لمجالسك العامرة.. لطلاقة وطلاوة.. «الحكي».. عندما تتدفق حكايات.. وحكاوى.. وقبل الابحار في نهر من «صنع» خيالي.. وقبل الركض حافياً في روض وعلى روعة العشب الأخضر.. دعني.. أتوقف «قليلاً» عند كلمة «صديقي».. أنا واثق أن كماً كبيراً من أصدقائي.. سيتوقفون طويلاً عند كلمة «صديقي».. إنهم أبداً يقسمون بايمان مغلظة بأني لست صديقاً لأي نجم في الوطن.. وأنت من نجوم الوطن.. ألم يغن لك «وردي».. والذي غنى من كلماته وردي يكون قد وجد موقعاً مبهراً في سلسلة مبدعي الوطن الماسية.. بالمناسبة.. أنا مريض بالنجوم.. شديد الاحتفاء بهم.. أضعهم بها في المجرات البعيدة.. يدورون في بهاء مع الأفلاك.. ولأنني لست نجماً بل «زول ساي» عاطل من كل موهبة.. فقير من نحت القوافي من مكامنها لهذا كله.. تراني «أتشربك» في كل نجم.. كاتباً.. أو شاعراً.. أو مطرباً و «أبقى ليهو في رقبتو» حتى يصبح صديقي.. نصبت هذه المصيدة لكل الذين صاروا أصدقائي ونجحت هذه المصيدة.. تصدق يا سعد إني قد «إتْلّحتْ» وردي حتى صار صديقي.. وبالمناسبة أنا أضعه أبداً على قائمة أصدقائي من المبهرين الماسية.. والقائمة تحتشد بالكواكب والأنجم السواري.. منهم كامل عبد الماجد.. والجابري.. وإبراهيم عوض.. وهاشم صديق.. وعركي.. بالمناسبة يا سعد.. متى يعود عركي؟؟.. ناشده أنت يمكن «يستجيب» أما أنا فقد «فترت» من المناشدة والاستعطاف و «التحنيس» بالله قل له.. ان الوطن بحاجة إليك.. وشعبك يحن «ليك» وأغلظ له في القول.. قل له.. إن اعتكافك هذا خيانة وطنية.. وتخلي عن شعب «يستاهل» كل حب وخير.. صديقي سعد.. قرأت في متعة.. عمودك «الخميس» بعنوان «يا لذياك الزمان».. كنت أقرأ في متعة دونها.. متعة «ظمآن» في جوف صحراء يشوي رملها جحيم الشمس وهو يشرب من كوب «نيكل» ماءً وكأنه «ساح» تواً من كتل القطب الشمالي المتجمد.. أنا مثلك يا سعد.. ونحن الاثنان مثل «صديقي» كامل عبد الماجد.. نحن ثلاثتنا.. نرفض الحاضر.. ولا نأمل في المستقبل.. ولكننا نذوب وجداً ونتحرق شوقاً.. ونموت فناءً في الزمن الماضي.. ونظل نردد في حسرة يا لروعة ذاك الزمن الزاهي.. بالله يا سعد.. هل كان في مقدور «كامل» أن يكتب «الآن» سيد الاسم.. دعك من سيد الاسم.. تلك التي كانت أنشودة بل جرعة من عسل في كل شفاه الشعب.. عندما تدفقت من حنجرة «الجابري» الذي سوف يدرك الناس عبقريته بعد خمسين سنة من الآن.. أقول لك دعك من سيد الاسم رغم إبهارها.. استمع «لكامل» وهو يناجي «تايه الخصل».. أنا «غايتو» قاعد أجن عديل عندما يصل كامل إلى «شلناك شمعة».. يا الطاف الله.. وفي جوف كل منا «شمعة» تضيء.. وتحرق بمقتضى الحال.. ليس مهماً ذلك.. المهم.. أنا مثلك أيضاً.. أقرأ كل يوم.. كل يوم.. «حكايات» ودعني أحمل صديقي «وجدي الكردي» مسؤولية «بشتنة» ماليتي.. أنا أشتري «حكايات» يومياً لاستمتع في نشوة.. وكأني في سينما «النيل الأزرق» في الترسو وسط طلاب جامعة الخرطوم.. وعيوننا مشدودة وعقولنا أسيرة.. وفي قبضة «وارن بيتي» والفاتنة المضيئة «ناتالي وود» وهما يركضان ويتعابثان وأحياناً يبكيان في «روعة العشب الأخضر».. بمناسبة حكايات.. التي أقرأها من الغلاف إلى الغلاف.. اكتشفت بل إكتشف «وجدي الكردي» درة غالية.. بل لؤلؤة أغلى من أضخم لؤلؤة بيعت في صالة «كرستال» بلندن.. «بت صغيرونه» بحسب الصورة.. ولكنها فتح جديد في عالم «الكتابة».. بالمناسبة أنا أقرأ «عمودها» ثلاث مرات في اليوم.. ومن بكره سأقرأ العمود «عشر مرات» في اليوم.. أنا واثق أنها عكس كل الجرعات.. «يعني» تسري في «وجدانك» العافية حتى لو زدت مقدار الجرعة مئات المرات.. سعد.. رغم إني «حاسد» جداً.. إلا أني ولأنك صديقي.. أرجو منك ان تقرأ عمود هذه الأستاذة من بكره.. سوف تشكرني جداً بل قد تهدي إلىَّ هدية لأنني أرشدتك إلى طريق الكنز.. «البت» اسمها هناء إبراهيم والعمود اسمه «والله جد».. بكرة نتلاقى