الحديث عن المعلوماتية هو حديث عن رفع الوعي الثقافي والمعرفي، لأي مجتمع حتى يكون لديه محتوى محفوظ، بحسب وسائل التقنية، وذلك لبناء مجتمع يهدف إلى التنمية الشاملة والاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات، وتوفير البيئة التمكينية من خلال تنظيم هذا العمل لمصلحة المجتمع للتعريف بأهمية المعلومات واستخدامها بصورة آمنة في تطوير المجتمع لتحقيق الأهداف الاستراتيجية العامة للبلاد، والاستفادة القصوى من تقانة المعلومات لتطوير السياسات التي تحكم المعلومات في الدولة، من خلال إنشاء الحكومة الإلكترونية وفق مؤشرات قياسية متعارف عليها، للتمكن من إتخاذ القرارات وفقاً للمحتوى المعلوماتي والاحصائي الموجود بدقة، وصولاً للتنمية المستدامة والاستقرار والرفاهية. هيئة الاتصالات ومركز المعلومات: المركز القومي للمعلومات لهيئة الاتصالات يعمل في عدد من المحاور، مثل البنيات التحتية والتطبيقات والمعايير لترويج صناعة المعلومات، ورفع الوعي المعلوماتي، بالإضافة إلى للتنسيق بين شركاء المعلوماتية في الوحدات الحكومية.. المهندس مبارك محمد أحمد مدير المركز القومي للمعلومات أفاد في مؤتمر صحفي عقده بوزارة العلوم والاتصالات بقاعة المركز القومي للمعلومات حول مشروعات الحكومة اللالكترونية المنجز والمستقبل، ومناقشة خطة 2013م.. وقال: إن العمل بهذا المجال متشعب وله صلات ممتدة على المستوى الأفقي والرأسي، وأشار الى أن هناك إرتباطاً مباشراً بالمجتمع والمواطنين في التعليم والصحة.. وقال: إن الحكومة الإلكترونية مبنية على المعلومات، وتعريف المواطن، والسجل المدني، والرقم الوطني، الذي انطلق في كل أنحاء السودان، وقد قُطع شوط كبير في ذلك المشروع، الذي يمثل قاعدة بيانات كبيرة، سوف تكون الركيزة الكبرى لكل المعاملات التي سوف تجري لاحقاً.. وقال إن هناك الكثير من المشروعات للمركز منها مجال التشريعات والقوانين، حيث تمت إجازة قانون جرائم المعلوماتية لسنة 2007م، والمعاملات الإلكترونية لسنة 2007م، ومجلس مهن نظم الحاسوب لسنة 2011م، وإجازة الرخصة السودانية لقيادة الحاسوب، وكذلك في مجال البنيات التحتية هناك محول الإنترنت السوداني لربط (35) وزارة اتحادية و (15) ولاية بشبكة الألياف الضوئية، ومشروع النفاذ الشامل لتوزيع عدد (21865) حاسوب للمدارس، وفي مجال التطبيقات الإلكترونية تم تطوير محتوى المواقع الحكومية على الإنترنت عبر مشروع النظم القياسية المتكاملة، عبر بوابة السودان لتوفير معلومات الولايات- الرقم الموحد- وقال المهندس مبارك محمد أحمد إن المركز وقع مذكرات تفاهم بينه وبين عدد من المراكز النظيرة في عدد من الدول في مصر واليمن وسوريا والإمارات، واستضافة مواقع الكترونية مثل مشروع نقطة تبادل الإنترنت السودانية، ومشروع المصادقة الإلكترونية. الفوائد السياسية والاجتماعية للحكومة الإلكترونية: هناك الكثير من الفوائد التي تعود من الحكومة الإلكترونية التي سوف تسد الفجوة الرقمية، وتوفر المعلومات للحكومات الاتحادية والحكومات الولائية، وتعمل على سيادة الدولة بتوفير منصة داخلية موحدة، لتزويد خدمة الإنترنت، بحيث تمكن مزودي الخدمة من توفير تبادل المعلومات والتواصل الداخلي، حتى في حالة فرض عقوبات إضافية كفصل خدمة الإنترنت عن السودان- بحسب قول المهندس مبارك محمد أحمد المدير العام للمركز القومي للمعلومات بهيئة الاتصالات- والذي أضاف أن الفوائد الاقتصادية تتمثل في تقليل تكلفة الاتصال الخارجي، والسرعة في تداول المعاملات الشبكية، وتحسين وزيادة الخدمات المنافسة لجميع الجهات، بما فيها المواطن.. مما يسهم في رفع الوعي الاجتماعي وسرعة الإنجازات بحسب المعلومات المتوفرة.. وقال إن مشروع نظام المعلومات للولايات يهدف إلى المحافظة على الموارد المهدرة في استجلاب المعلومة، ويزيد من انتاجيه موظفي الدولة واستغلال الوقت في إتخاذ القرار وربط الخدمات مع المركز، وتوجيه الموارد الصحيحة للمكان الصحيح، مضيفاً أن كل هذه الأعمال يرافقها مشروع أمن المعلومات الذي يؤمن الحماية على البيانات من الاستخدام، والوصول والتعديل غير المشروع، وحصر ذلك على الأشخاص المصرح لهم بذلك، وذلك عبر حماية الشبكات والمخدمات والتطبيقات وأصول المراكز الثابتة. التمويل أهم مشكلات الحكومة الإلكترونية: وأشار المهندس مبارك محمد أحمد إلى أن مشكلة التمويل لمشروع الحكومة الإلكترونية تمثل عقبة أمام استكمالها النهائي.. وقال إن مشاريع البنية التحتية قد اكتملت بربط (72) مستشفى كبير، و (18) فرع جامعة، وكذلك ربط الولايات، ولكن عدم التمويل اللازم والدعم الحكومي المثمر قد يؤخر الإنتهاء من الحكومة الإلكترونية التي ستكون المخزون الرقمي والمعلوماتي المهم للسودان باستكمالها.