وبالأمس أفضنا في الحديث عن الذي نعنيه بالاسلاميين.. وحتى لا «يشب» في «حلقنا» أحد المتنطعين ليصرخ وهو يرغي ويزبد ليمطرنا بقذائف التكفير ودانات الخروج من الملة.. نحن لا نعني الاسلاميين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.. نحن في تحديد قاطع وصارم وحديدي نعني فقط الإخوان المسلمين.. وأيضاً وتحديداً نقول إننا لن نضيق واسعاً ولا نعني «إخوان» السودان وحدهم.. نعني كل فروع هذا التنظيم الذي نبتت ونمت وفرهدت وأثمرت ثمرته في مصر أرض الكنانة.. ثم تمددت أغصانها و «رمت» في كل حوائط وأسوار البلاد الاسلامية في كل الوطن العربي بل إننا قد «سمعنا.. تحت.. تحت» أن هناك آسيويين من باكستان وهنود وعجم وأتراك.. والبان اقاموا أجساماً وأسراً وجماعات من «الإخوان» واللهم زد وبارك.. نعم نحن ما زلنا في حصة «التسخين» وتمارين السويدي وتفكيك العضلات تأهباً للمباراة والتي نخوضها تحت العنوان أعلاه وهو براعة الاسلاميين في المعارضة.. وبما أننا ما زلنا في فترة «الإحماء» دعونا نسأل.. لماذا اختار هؤلاء الأحبة اسم «الإخوان المسلمون» طيب إذا كان هؤلاء «الإخوان» مسلمون.. «طيب» ماذا عننا نحن.. وهل نحن إخوان اليهود والأحبار والنصارى.. أم نحن إخوان الشياطين والأبالسة.. ثم ماذا عن الإخوان الأنصار والخلفاء الختمية.. هل هؤلاء من الفرقة الناجية أم هم في ضلال يعمهون.. وبالمناسبة.. هناك من هم أشد إدعاء وأكثر تطرفاً أعني بهم من سموا أحزابهم «بحزب الله» ونسألكم يا أحبة إذا لم ينضم أي مواطن لحزب الله ألا يعني ذلك إنه في الضفة الأخرى وفي الجهة المقابلة تماماً.. مثلاً ماذا نسمي آل الحريري.. وكل اللبنانيين.. الذين هم ليسوا أعضاء في حزب الله ماذا نسميهم غير أنهم حزب الشيطان.. والآن.. ندخل في صلب الموضوع.. ونقول في ثقة لا تحدها حدود.. وفي يقين لا يزعزعه شك.. واعترافاً شاسعاً وشاهقاً.. مدوياً.. نقول إن هؤلاء الاسلاميين هم أبرع خلق الله على كامل هذا الكوكب في مناهضة الحكومات.. إنهم أمهر من يخلخل أي حكومة حتى وإن كانت ركائزها مصبوبة من الفولاذ.. انهم من أكفأ الفئات والجماعات في هز أي نظام ودفعه للتهاوي والانهيار ثم السقوط.. ليس مهماً إن كان ذاك النظام.. ملكياً أو أميرياً أو جمهورياً.. أو دكتاتورياً.. المهم انهم يصنعون المعركة ويعدون ميدانها إذا كانوا في المعارضة.. وحتى لا نظلم ولا نصوب ذخيرة مدادنا نحو الأحبة «إخوان» السودان وحدهم إنهم مثل إخوان مصر ومرشدها «بديع» وإخوان تونس ومرشدها «الغنوشي».. وكل إخوان ومن خلفهم مرشد.. ولكن وحفاظاً ودفاعاً وتقديراً لوقت أحبابي القراء الغالي نكتفي بالتفصيل عن براعة إخوان السودان في المعارضة وينطبق هذا الابداع.. ابداع المعارضة تطابق المثلثات مع إخوان مصر وإخوان تونس.. وباسم الله نبدأ.. ونقول.. إننا لا نفعل غير الاستدعاء من الذاكرة أو من أرشيف الصحف.. أو استنطاق الذين عاشوا وعايشوا تلك الفترة الصاخبة من عمر الديمقراطية الثالثة أو حتى الاكتفاء بسرد الذي كنا تحت ظلاله في ذات الفترة.. منذ أن بدأت حقبة الديمقراطية الثالثة وحتى فجر ذاك اليوم الذي اجتاحت فيه خيول الانقاذ حكومة الديمقراطية والتي كانت أصلاً قد فكك صواميلها الاسلاميون صامولة صامولة.. حتى خرت على وجهها في بهيم ليل حالك الظلمة شديد السواد. مع السلامة.. بكرة نتلاقى