الخرطوم الحالية ليست هي الخرطوم قبل عشر سنوات ولا حتى قبل (5) سنوات فهي الان متطورة بسرعة كبيرة جداً عمرانياً وخدمياً ومن مسالب هذا التطور المتسارع الذي جعلها جاذبة انها تحولت الي حاضنة للقادمين يومياً من ولاياتهم بممتلكاتهم القابلة للحمل والاستقرار بها بلا عودة لولاياتهم إلا في الاعياد ولايام معدودات يعودون بعدها للخرطوم التي يجتهد د . عبد الرحمن الخضر وحكومته علي ان يجعلونها جاذبة اكثر في كل شيء , والتي كلما زادت جاذبيتها تزايدت اعداد القادمين اليها من ارياف ومدن السودان المختلفة الذين لا يملك كثير منهم ما يؤهلهم للعمل في وظائف او حرف مفيدة فيلجأون لممارسة العطالة فنجد في البيت (10) اشخاص بينهم واحد فقط يعمل , لتواجه الخرطوم مشكلة صعوبة ان تكون في نظافتها وفقاً للاحلام التي نرسمها لها في ظل السلوكيات التى يمارسها الموجودون فيها والتي لا تستطيع حالياً ان تمر في اي شارع من شوارع الخرطوم وامامك سيارات دون ان تشاهد قارورة تقذف من داخل العربة علي الاسفلت او يرمي قشر الموز او تتطاير المناديل في الهواء او تتسابق الاكياس في الطرقات . ويظل قدر الولاية ان يطلب منها باستمرار ان تجمل الخرطوم وان تنظفها في وقت فيه هناك من يخرج من منزله بعد ذهاب عربة النفايات فيفرغ الكيس في الشارع ويعود بكيسه للداخل حتى لا يشتري كيساً جديداً , ومثلما يفعل القادمون الجدد للخرطوم انتقلت العدوي لكثير من القدامي الذين يرون ان الحال لا ينصلح ما دام هناك من يفعلون ذلك (لتجوط) الحكاية التي لا تستطيع حكومة الخرطوم معالجتها إلا بجعل النظافة جزء من النظام العام في ظل السلوكيات الحالية لتقوم الشرطة بملاحقة المخالفين وتقديمهم لمحاكمات رادعة فالذي يحدث يستحق ذلك اخي الوالي فالاعلام مهما يتحدث لن يغير في سلوك صار عادة وما لا يقوم به الاعلام فليقم به القانون والنظام وهذا ما يحدث في كل الدنيا , ففي الخليج لا يستطيع اي سوداني مغترب قادم من ارياف السودان أو حتي خليجي ان يرمي قارورة في الطريق وتاتي الشرطة لتقول له ارفعها وضعها في المكان المخصص لها , فاية واقعة كهذه تصبح مخالفة لها عقوبة رادعة لذلك لا نجد هناك اكياساً او قارورات او نفايات تخرج قبل ميقاتها ولا ولا ولا واقول للوالي لو ضاعفت عربات النفايات مرات ومرات لن تحل المشكلة مادام هذا السلوك الشائن موجود وهذا السلوك لن يقوم إلا بالعقاب .. وهذا لن يدخل في حقوق الانسان أفعلها وتأكد انه لن تاتي منظمات دولية لتقول ان هناك انتهاكات بمعاقبة المخالفين لان المنظمات موجودة في بلاد فيها عقوبات رادعة علي هذه المخالفات كما ان ديننا الحنيف يحض علي النظافة وبالتالي نكون قد ارسينا ادباً جديداً من خلال المراقبة والمحاسبة فالمجتمع يحاسبنا علي نظافة بيوتنا وبالتالي نركز الاهتمام كله علي ان يكون البيت بالداخل نظيفاً اما الشارع فهو خاص بالحكومة وما يخص الحكومة وبهذا الفهم عليها ان تحافظ عليه بالقانون وهنا اقترح لحكومة الولاية واتحاد طلاب الخرطوم الذين رفعوا لصيف هذا العام الخرطوم عاصمة للجمال ان يكون عملهم مربوطاً بالشرطة لاعانتها علي التبليغ على المخالفات في الاحياء لانهم ان لم يفعلوا ذلك سيبنون الجمال وياتي من يشوه الصورة ونكون لا رحنا ولا جينا ومثلما جاءت سيارات وآليات كثيرة للنظافة .. وما نزال نشتكي لغياب فعالية الطرف الثاني في عملية النظافة لان تكون معادلة نشر الثقافة لا تستقيم إلا بوجود المعاقبة علي المخالفة فالمسالة ليست في زيادة آلاليات المصنوعة في الخارج او في جياد وانما في البشر وفي السلطة التى تري مجهوداتها الكبيرة تقابل بعدم المبالاة من المواطن ولا تعاقب المخالفين فهيا بالقانون اصلح الحال يا والي الخرطوم .