حرارة شمس ابريل تتأجج.. وقد بدت متآلفة هي والسكون.. الزير الجاثم في ركن الحوش عدم النقاط.. البراميل فارغة.. التناكر تصفر من الجفاف.. الأشجار ذابلة.. الجرادل والأباريق عدمانة التكتح.. لا مظهر للحياة.. جفاف وتصحر.. نساء يحملن الجركانات.. ورجال يشدون الرحال في عملية نزوح جماعية.. ما أشبه الليلة بالبارحة.. بحثاً عن سر الحياة.. سهر بلا طائل.. مواسير لا شيء فيها سوى الشخير.. «بير» معطلة وقصر مشيد.. تلك ببساطة صورة الحياة في السلمة.. ومربعاتها «1، 2، 3».. عيب والله أن يجري النيل العذب الفرات في بلادي ويرسم لوحة الرواء والنماء.. وتكون جنوب العاصمة عطشانة لأيام متتالية.. وعيب أكبر أن تظفر أرض السودان بالنفائس والآبار الجوفية.. وكل هذه الامكانات الهائلة.. ونفتقد لأبسط وأهم مقومات الحياة.. كيف تطالبون أن تكون الخرطوم عاصمة خضراء.. والناس عطشانة؟ هل يا ترى المسألة لا تعدو كونها تدريبا على الصيام وشهر رمضان تبقى له حوالي ثلاثة أشهر؟... جائز برضو!! السيد مدير المياه سرعة الحل أمر واجب وعاجل.. وافتتاح محطة بحري بطاقة تعادل ثاني أكبر طاقة لضخ المياه في افريقيا.. لا يمكن أن تكون بشرياتها عدم توفر مياه صالحة للشرب.. ولكل الحياة لأكثر من ثلاثة أيام.. وإذا اختلف الناس وأهالي المنطقة المتضررين من حلاوة وصلاحية مياه البئر للشرب.. فما المانع من عمل تحليل للمياه مرة أخرى.. وفي معمل محايد.. وبحضور اللجنة الشعبية.. لتقطعوا قول كل خطيب.. لا شيء يعدل الماء الذي خلقت منه كل أسباب الحياة.. بالمناسبة في ناس بتشرب موية صحة.. سوبا وعافية.. وناس ساكنة الصافية.. وناس موية مالحة ما لاقينها.. ولله في خلقه شؤون.. ü زاوية أخيرة: يا ود باقير ما قلت خبير.. وين السلمة وين درب البير..