برعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ووزير المالية ورئيس هيئة الصحة بدبي، وسعادة المهندس عيسى الميدور مدير عام هيئة الصحة في دبي، افتُتحت في السادس من أبريل الجاري فعاليات المؤتمر العربي الأول للصحة العامة في فندق "جميرا كريك سايد" بدبي حيث استضافت هيئة الصحة بدبي فعاليات المؤتمر تحت مظلة الإتحاد العالمي لجمعيات الصحة العامة خلال الفترة ما بين 4 إلى 6 أبريل 2013، وسلط الحدث الضوء على أهمية الصحة العامة وأهمية اتباع نهج جديد للصحة العامة بهدف تعزيز صحة المجتمع على الصعيدين الإقليمي والوطني. و في فاتحة أعمال المؤتمر شدد المهندس عيسى الميدور على أهمية هذا المؤتمر وأكد أن توصياته ونتائجه ستؤدي إلى المساهمة في تطوير مستوى الخدمات خاصة في دبي التي تشهد تطوراً متزايداً في كافة نواحي الحياة مما يفرض عليها تحديات صحية كبيرة تحتاج إلي ضرورة الاستجابة لها بصورة آنية . وأكد الميدور أن الوقاية من الأمراض وتجنب مضاعفاتها باتت أولوية صحية ومحوراً هاماً من محاور الخطط الإستراتيجية للمؤسسات الصحية في دبي التي ارتقت فيها معايير الحياة المختلفة إلى المعايير الدولية، الأمر الذي يُحتم ضرورة المبادرة لتبني كافة البرامج الوقائية كركيزة أساسية لحماية المجتمع من الأمراض المحتملة في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسلوكية التي باتت تشهدها مجتمعاتنا في العصر الحالي ولذلك جاءت المبادرة بهذا المؤتمر. ومن جانبه أشاد الدكتور توفيق الخوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول الخليج العربي بالنهضة الشاملة التي تشهدها دولة الإمارات في كافة المجالات بما فيها المجال الصحي لافتا إلى أهمية الاستثمار في قطاع الصحة العامة للحد من الأمراض الفتاكة والعمل الجاد لوضع الاستراتيجيات الفعالة لمواجهة أمراض الصحة العامة مؤكداً على أهمية تعزيز هياكل الصحة العامة وإيجاد الحلول المناسبة للتحديات التي تواجه الصحة العامة في الوطن العربي وبناء الشراكات الفعالة مع المؤسسات والمنظمات العالمية. وفي نفس السياق أكدت الدكتورة لبنى الشعالي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أن المؤتمر يعقد تحت شعار «نحو التميز في الصحة العامة.. الفرص والتحديات في العالم العربي» هو يمثل فرصة حقيقة لتبادل الخبرات العربية مع الخبرات العالمية ومنصة هامة للتشاور حول الصحة العامة في العالم العربي وكيفية وضع السياسات والاستراتيجيات الخاصة بتحسين جودة وفاعلية التدابير المتعلقة بالصحة العامة بهدف الارتقاء وتطوير وحماية الصحة العامة للمجتمعات في العالم العربي وقالت إن البرنامج العلمي للمؤتمر سيناقش الأولويات الصحية في المنطقة العربية والتي تشمل العمل على إيجاد منتدى إقليمي لتبادل الخبرات والمعارف والتجارب الناجحة في مجال الصحة العامة، وتسليط الضوء على أهمية الصحة العامة واستخدام نهج جديدة لتعزيز صحة المجتمع، والإسهام في تعزيز الصحة العامة على الصعيدين الإقليمي والوطني، وإيجاد حلول للتحديات الرئيسية التي تواجه الصحة العامة في المجتمع العربي، الإعلان عن وثيقة دبي للصحة العامة. وأوضحت لبنى أن المؤتمر سيناقش عددا من المحاور المتعلقة بالصحة العامة كتعزيز الصحة وتطوير نظم خدمات الصحة العامة، والامراض المعدية وغير المعدية وكيفية الوقاية منها ومكافحتها، والصحة المهنية البيئية، وبناء القدرات في مجال الصحة العامة، وادارة المعلومات والبيانات، ومناقشة المشاكل المتعلقة بصحة الفم والاصابات وكيفية الوقاية منها. وفي ختام فعاليات المؤتمر أوصى المشاركون بضرورة تطوير قوانين ولوائح الصحة العامة، وتشجيع التعليم والتدريب في مجال الصحة العامة لتخريج الكفاءات وبناء القدرات في مجال الصحة العامة وترجمة المعرفة العلمية إلى تطبيقات واقعية. وطالب المشاركون في المؤتمر بتعزيز الجمعيات الوطنية للصحة العامة في الدول العربية كأساس لإنشاء الجمعية العربية للصحة العامة في المستقبل والعمل على إنشاء آليات حكومية للحوار حول قضايا الصحة العامة وبناء الشراكات البناءة مع الهيئات ذات الصلة والشركاء المعنيين، وإيلاء الاهتمام الكافي للمحددات الاجتماعية للصحة العامة وأهميتها لصحة المجتمع، وضمان الوصول إلى نظم صحية فعّالة بما في ذلك خدمات الصحة العامة. كما أكد المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر أهمية تعزيز التواصل والتعاون المثمر مع العاملين بمختلف التخصصات في المجال الصحي، وتمكين أفراد المجتمع من زيادة سيطرتهم على صحتهم وتحسينها ورفع قدراتهم للوقاية من الأمراض، وتشجيع ودعم البرامج الوطنية في مجال الصحة العامة لتنمية القيادات في هذا القطاع بمختلف الدول العربية، ووضع جدول أعمال لسياسات واستراتيجيات الصحة العامة في المنطقة العربية من خلال تحديد الأولويات وتطوير سياسات محددة وخطط تنفيذها وتقييم مخرجاتها.