لم يدر بخلد مطلق الرصاصة القاتلة والتي أدت إلى مصرع نائب القائد العام لحركة العدل والمساواة، التي وقعت مؤخراً على اتفاق سلام مع الحكومة مؤخراً بالدوحة محمد صالح جربو أن تلك الطلقة ستغير مسار الصراع في دارفور، وقد تنقله إلى الاطار الداخلي للحركات المسلحة خاصة وأن مقتل جربو جاء عبر كمين نصب لحركته الموقعه على اتفاق سلام مؤخراً مع الخرطوم من قبل فصيل جبريل إبراهيم في منطقة درما بشمال دارفور.. وحركة العدل والمساواة بقيادة محمد بشر كانت قد انشقت من الحركة الأم برئاسة جبريل إبراهيم. وربما كان اغتيال جربو على أيدي رفاق الأمس تأديباً أو انتقاماً لوضع حركة العدل المنشقة، يدها في يد الحكومة العدو اللدود لحركة العدل بقيادة جبريل إبراهيم، والذين ربما نظروا للخطوة من اتجاه الخيانة والغدر.. وترسم نهايات جربو سيناريو مؤلم على يد رفاق الأمس بعد توقيع حركته على اتفاق سلام مع الحكومة، إذ لم يأتِ في خاطره بأنه بعد اتفاق الدوحة سيكون القبر المكان الأخير له في منطقة درما بشمال دارفور، وربما يفتح اغتيال جربو المجال امام فتنة قادمة بين الفصائل المسلحة بدارفور وتصوب فوهاة البنادق بدلاً عن الخرطوم في وجه الفصائل فيما بينها، ومايؤكد ذلك تأكيد المستشار السياسي لرئيس حركة العدل والمساوة بقيادة محمد بشر بأن الحركة سترد بحسم على حركة جبريل إبراهيم، متهماً الأخير بالسعي لإطالة أمد الحرب في دارفور لما أسماه بأجندة في نفوسهم مشيراً إلى أن قواته تعرضت ل3 اعتداءات أثناء انطلاق مفاوضاتها مع الحكومة بالدوحة، حيث سبق ذلك اعتداء بسوق فوراوية فيما تعهد الناطق الرسمى باسم الحركة على وافي بمواصلة الحرب ضد الرافضين لاتفاق الدوحة.. ولم يستبعد مختصون بالشأن الدارفوري تغير طبيعة الصراع ومسار القضية خلال الأعوام القادمة بيد أنهم توقعوا أن تقود الانشقاقات التي ضربت معظم حركات دارفور إلى تغيير الموازين القوة العسكرية بين الفصائل، وربما تقود الانشقاقات إلى ارتفاع وتيرة القتال والصراع بين الفصائل مما ينبئ بحالة غليان مرتقب في الإقليم في الفترة القادمة، لكن خبراء في الشان الدارفوري وصفوا حالة التوتر بين حركة العدل والمساواة برئاسة محمد بشر الموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة وحركة العدل برئاسة جبريل إبراهيم بالطبيعية، مشيرين إلى أنها نتاج خروج فرع من الحركة «الأم» مبينين أن الضربة التي تلقتها الحركة الموقعة على اتفاق الدوحة كانت بمثابة الإنذار والتهديد، لكنها تطورت بعد مقتل جربو والتي قالوا إنها ربما تقود إلى صدامات عنيفة وأكثر دموية بين الطرفين عنوانها «الثأر»، وأشار المقربون من الشأن الدارفوري بأن حادثة مقتل جربو ستعيد خلط الأوراق بالنسبة لمسار وطبيعة القضية والصراع، وموازين القوة بين الفصائل الدارفورية في الإقليم، مؤكدة أن تلك الخطوة ربما تعجل بتوحيد الفصائل الدارفورية في مجموعتين: حركة العدل والمساواة وفروعها، وحركة جيش تحرير السودان وفروعها المنشقة عنها. أو ربما يقود خلط الأوراق إلى إشعال نيران الفتنة بين الفصائل المسلحة في الإقليم الأمر الذي قالوا إنه سيضع المواطن بين نارين ويؤدي إلى عدم الاستقرار وإطالة أمد الحرب بسبب تعقيد الأجندة وأصول الحل، ولم يستبعد المقربون أن تسارع قيادات الحركات الدارفورية إلى إطفاء نيران الفتنة التي اندلعت بين حركة العدل والمساواة «الأم» بقيادة جبريل إبراهيم وحركة العدل الموقعة على اتفاق السلام مع الحكومة لوأد الفتنة في مهدها باعتبار أن القتال بين الفصائل المسلحة سيؤدي إلى إضعاف قوتها أمام الحكومة وأنها ستصبح مجرد حركات متمردة لا شأن لها بقضية الإقليم بقدر اهتمامها بتصفية الحسابات العسكرية والسياسية فيما بينها. ونوه المقربون إلى أن تعدد أُطر الحل والعلاج وانتماءات الفصائل أقعدت الحركات المسلحة ومنعتها من التوحد في صف واحد في مواجهة الحكومة، لذا قطع المقربون بأن مقتل جربو ربما يقود لحل القضية أو إشعال نيران الفتنة في الإقليم.