أجمعت الأحزاب الأفريقية على اختيار السودان دولة لمقر مجلس الأحزاب السياسية الأفريقية الذي اختتم جلساته أمس بالخرطوم، وقد أجاز في جلسته الإجرائية أمس النظام الأساسي للمجلس واتفقوا على تكوين المكتب التنفيذي من (30) عضواً من الأقاليم الأفريقية الخمس على أن يكون ثلث هذه اللجنة من النساء، كما تم الاتفاق على الفصل بين اللجنة التنفيذية وقيادة مجلس الأحزاب (جمعية العمومية)، على أن تستمر دورة المكتب التنفيذي ل(4) سنوات، على أن تجتمع الجمعية العمومية كل سنتين ومن سلطاتها إعطاء الضوء الأخضر للمكتب التنفيذي لإكمال ال(4) سنوات، أو اختيار مكتب آخر ليكمل السنتين.. وكانت لجان المؤتمر المختلفة قد ناقشت عدداً من الأوراق في جلسات تخصصية مغلقة. بدت الخرطوم أنيقة وهي ترتدي حلتها الأفريقية قبالة النيل وقاعة الصداقة منذ الصباح الباكر، لتستقبل الوفود الأفريقية التي شكلت لوحة جمالية بأزيائها المعروفة، في حين بدا أعضاء ومنتسبو حزب المؤتمر الوطني بكامل أناقتهم، وعلى صدورهم ديباجة الحزب، وهم يستقبلون ويوجهون الوفود الحزبية المشاركة في مؤتمر الأحزاب الافريقية المنعقد بالخرطوم لتأسيس مجلس الأحزاب الأفريقية، بمشاركة 35 دولة افريقية وأحزاب افريقية حكومية ومعارضة، فاقت 90 حزباً سياسياً. البشير يخاطب الجلسة الافتتاحية بعد عودته من أديس أبابا فاجأ الرئيس المشيرعمر حسن أحمد البشير المؤتمرين بحضوره وتشريفه الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي لمجلس الأحزاب السياسية الافريقية، وخاطب المؤتمر بعد أن قدمه الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر التأسيسي لمجلس الأحزاب الأفريقية.. حيث أكد البشير دعم السودان للمؤتمر ومخرجاته، مشيداً بتجمع الأحزاب الأفريقية ومشاركة آسيا وأحزاب أمريكا اللاتينية، والحزب الشيوعي الصيني، وروسياالمتحدة، وحزب العدالة والتنمية التركي، ذلك من أجل مزيد من التواصل والتنسيق من جديد من أجل الوحدة الافريقية، ومن أجل إحكام العمل السياسي.. وقال إن ذلك ليس مصادفة أن يجئ المؤتمر متزامناً مع الاحتفال بالعيد الخمسين لمنظمة الوحدة الافريقية التي خطت خطوات متسارعة نحو الوحدة الأفريقية.. موضحاً أن هذا اللقاء يشكل تتويجاً للتكامل الشعبي الذي يمثل الطموح الأفريقي، وجاء بعد طول انتظار، داعياً بأن تكون المخرجات هي الركيزة الفكرية الأساسية التي تحقق للقواعد الافريقية النهضة الشاملة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. قائلاً: إن القارة الافريقية تشهد تكالباً استعمارياً جديداً بهدف نهب مواردها وأن التحديات تواجهها داخلياً وخارجياً، وحان الوقت لافريقيا أن تجد لها مكاناً في المؤسسات الدولية بقدر حجمها وقدراتها.. واقترح البشير ستة محاور كقاعدة للبناء عليها في المؤتمر باعتباره منبراً افريقياً، أوضحها في العمل على أن يكون هذا المنبر أحد الأعمدة في سعي القارة نحو الوحدة، والعمل على تحقيق السلام والاستقرار، والعمل على التنسيق والتشابك المتوافق في المحافل الدولية، وتبني قضايا افريقيا والدفاع عنها، والعمل على بناء القدرات، وتطوير المهارات وتبادل التجارب ونقل تجربة الأحزاب الافريقية للآخرين. د. نافع: المؤتمر فضاء افريقي رحيب وصف دكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي للأحزاب الافريقية، وصف المؤتمر بالعمل السياسي المتقدم، معلناً تشكيل لجنة من عضوية الأقاليم الخمسة الأفريقية التي ستقوم بتوزيع أوراق العمل عبر اللجان الفرعية، للتفاكر حولها والخروج بالتوصيات المناسبة للمؤتمر، مراعية للتكوين الثقافي والديني لافريقيا.. وقال إن القارة اليوم تسعى لمواجهة التحديات، وهي في عجلة من أمرها لبناء مستقبلها، وأن هذه المبادرة بإنشاء مجلس الأحزاب تأتي لخلق فضاء افريقي أكثر اتساعاً في ظل تكالب الدول الاستعمارية على افريقيا.. شاكراً كل أصدقاء افريقيا من الدول الآسيوية، وأمريكا اللاتينية.. داعياً المؤتمرين للخروج بتوصيات تعزيز دور افريقيا في كافة المحافل الدولية. كلمة ممثل الأحزاب الافريقية عن الأحزاب الأفريقية تحدث ممثل الحزب النيجيري لأجل الديمقراطية نيابة عن الأحزاب الافريقية وقال متسائلاً لماذا لم نفكر في جمع الأحزاب من قبل، خاصة وأن افريقيا قارة ملهمة ومتميزة، وأشاد بالفكرة التي طرحها المؤتمر الوطني لهذا التجمع الافريقي قائلاً: إن هذا ليس بغريب على السودان، وهو يقدم تجربة سياسية من أجل السلام، وليس هناك بلد أفضل من السودان لتقديمها، خاصة وأن حكومته قد رضيت بما رغب به اقليم الجنوب في الانفصال، وتم ذلك بإرادة سياسية، وباسم السلام اليوم تجمعت هذه الأحزاب معارضة وحكومة لأول مرة في الخرطوم، لتؤكد هذا المفهوم (نحو دول رائدة وديمقراطية)، ولحل كافة المشاكل من خلال هذا الإطار الافريقي داعياً الى الدفع به بالأطر القانونية الأخلاقية مقدماً تجربتهم في التحيز نحو الإصلاح السياسي. الاتحاد الأفريقي والأحزاب الآسيوية المشاركة من جانبهم تحدث أعضاء الوفود القادمة من آسيا «الايكاب» والاتحاد الافريقي الممثلة في الحزب الشيوعي الصيني، وحزب روسياالمتحدة، وحزب العدالة والتنمية التركي، وأحزاب أمريكا اللاتينية، وجاء في كلمة ممثلة الاتحاد الافريقي عائشة عبد الله مفوض الشؤون السياسية أن تزامن الاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيس منظمة الوحدة الافريقية، هو إشارة لتجمع الأحزاب الأفريقية ووحدتها، والمضي في ذات الطريق دعماً للجهود التي بذلت في عام 1963م، ورغم وجود بعض الأزمات في الصومال ومالي، ولكن مثل هذه التجمعات الحزبية سوف تسهم في حل العقبات السياسية بالحوار، وطرح مفهوم الديمقراطية.. مشيرة الى الانتخابات التي انتظمت افريقيا 18 انتخاباً ديمقراطياً آخرها كان في كينيا.. قائلة إن افريقيا قد شبت عن الطوق وتراعي حقوق الإنسان وتعمل على نشر مبادئ الديمقراطية، وأن مفوضية الشؤون السياسية بالاتحاد الأفريقي ترعى هذه الخطوات وتنميتها، وتدفع بها نحو افريقيا آمنة مستقرة. ومن ناحية أخرى حيا ممثل الحزب الشيوعي الصيني السيد آيتين الحكومة السودانية وحزب المؤتمر الوطني على الدعوة.. وقال إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تهنئ افريقيا بانعقاد هذا المؤتمر، وتدعمه بالتواصل والتنسيق معه، وأن الصين تضع أولوية للعلاقات الصينية الافريقية. ... تفاصيل البيان الختامي ص «10»
