اختيار الخرطوم مقراً لمجلس الأحزاب الأفريقية يأتي تتويجاً لدور الحكومة السودانية في طرح مبادرتها حول إنشاء مجلس الأحزاب السياسية في أفريقيا لتبدأ أولى الخطوات الواثقة نحو تعزيز الديمقراطية ووحدة الشعوب الأفريقية، وبإعلان الخرطوم إنشاء المجلس متزامناً مع الذكرى الخمسين لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية، تكون الأحزاب السياسية الأفريقية قد ضخت دماء جديدة في جسد القارة الأم وهي تبحث عن التعاضد والتضامن إدراكاً لضرورة حشد طاقاتها لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين وتعزيزاً لجهود الشعوب الأفريقية الهادفة لبناء قارة تنعم بالسلام والازدهار في تواصل مع التاريخ. { الكلمات والمعاني في المؤتمر جاءت كلمة الرئيس عمر حسن أحمد البشير في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التأسيسي لمجلس الأحزاب الأفريقية داعمة لمبادرة إنشاء المجلس ومشيدة بفكرة التجمع الوحدوي الأفريقي، واقترح فيها البشير بناء السلام والاستقرار والتنسيق وتبني قضايا أفريقيا والدفاع عنها. ومن جانبه وصف دكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني ورئيس اللجنة العليا للمؤتمر هذا المؤتمر بأنه يعبر عن رغبات وتطلعات الشعوب الأفريقية. وفي السياق أشاد مونتاتا ميمبا وزير العدل الزامبي ورئيس المؤتمر بالجلسات والتوصيات بالروح التي سادت بين المؤتمرين، معرباً عن أمله في أن تسهم في الوصول لرؤية موحدة عبر تبنيها في المجلس الذي تم تكوينه. ومن ناحيتها أشادت عائشة عبد الله مفوض الشؤون السياسية بالاتحاد الأفريقي بمشاركة «35» دولة أفريقية و«90» حزباً سياسياً من أجل وحدة أفريقيا متزامناً مع الاحتفال بالذكرى ال«50» لمنظمة الوحدة الأفريقية، وحملت أيضاً كلمات ممثل الأحزاب الأفريقية وممثل شركاء أفريقيا، معاني الوحدة والتي أكدها نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم في ختام جلسات المؤتمر بالتزام السودان يتوفير المعينات اللازمة لمجلس الأحزاب الأفريقية. { فضاء أفريقي رحيب للوحدة ما بين الجلسة الافتتاحية لمؤتمر تأسيس الأحزاب الأفريقية الذي انعقد في يومي 27 - 28 أبريل بمبادرة من حزب المؤتمر الوطني بجمهورية السودان والجلسة الختامية، تم نقاش أربع أوراق عمل وهي ورقة مفاهيمية كإطار مرجعي لفكرة وأهداف المؤتمر، وورقة عن دور الأحزاب السياسية في تعزيز الديمقراطية والنهضة وبناء القدرات وبناء السلام وتعزيز الوحدة، وورقة عن أفريقيا وثورة الثقافة والمعلوماتية وورقة رابعة وأخيرة عن النظام الأساسي لمجلس الأحزاب السياسية في القارة الأفريقية.. وشملت المداخلات والحوارات للأوراق مشاركة المؤتمرين الممثلين للمناطق الجغرافية المختلفة بالقارة الأفريقية وشكلوا فضاء أفريقياً رحيباً، أعقب ذلك الحوار انتخاب أجهزة المجلس على النحو الموصوف في النظام الأساسي لمجلس الأحزاب الأفريقية. { التوصيات والقرارات المؤتمر توصل في خاتمة مداولاته وعقب مناقشات عميقة على مستوى اللجان جاءت إلى توصيات وقرارات تمثلت في تأكيد المؤتمرين على الأهمية المتميزة التي شكلها عقد المؤتمر التأسيسي للأحزاب السياسية بقارة أفريقيا شكلاً ومضموناً وتوقيتاً، وكذلك على الدور المحوري والفاعل للأحزاب الأفريقية في ترجمة الشعار الذي تبنته أفريقيا للعام 2013م كعام للوحدة الأفريقية الشاملة والنهضة الأفريقية، ووافق المؤتمر على اعتماد وثيقة النظام الأساسي لمجلس الأحزاب السياسية بالقارة، ووافق تبعاً لذلك على إنشاء مجلس الأحزاب الأفريقية وأن تكون الخرطوم مقراً دائماً له ولأمانته العامة، وانتخب الأجهزة المنصوص عليها في النظام الأساسي للمجلس، وأوصى المؤتمر بأن يلعب مجلس الأحزاب الأفريقية دوره المرتجى في رسم ودعم إستراتيجيات القارة لحل النزاعات وبناء السلام وتعميق ثقافة السلام والديمقراطية والحكم الرائد وإزاحة الفقر والجهل والمرض وتمكين المرأة وتحقيق الأمن الذاتي خلال الثورة الخضراء والتحول إلى الثورة الصناعية وربط الدول بعضها البعض من خلال النقل البري والجوي والبحري وتنمية الموارد البشرية والتعليم.. وأولى المؤتمر التأسيسي للأحزاب الأفريقية اهتمامه بضرورة إصلاح نظم الحوكمة العالمية التي حالت دون طموح القارة الأفريقية باستئثار مجموعة صغيرة من الدول بالقرارات المصيرية، ونادى المؤتمر بضرورة تعزيز الجهود لتحقيق الإصلاح لمجلس الأمن وضرورة وصول صوت أفريقيا لمؤسسات اتخاذ القرار الدولي.. ورفض المؤتمرون ظاهرة تسييس العدالة وقضايا حقوق الإنسان، وأكدوا أن العقوبات الأحادية تعيق التنمية في القارة ودعوا إلى تكوين آليات وأدوات جديدة للتعاون فيما يتصل بالقضايا الدولية المختلفة في مجالات التجارة والبيئة والمسائل الاجتماعية والثقافية عبر الحوار دون شروط أو ضغوط. { الخرطوم تنال الثناء للجمال والكرم نالت الخرطوم الثناء في كل كلمات المشاركين من ممثلي الأحزاب لكرم الضيافة والوفادة وحرارة الاستقبال، فرغم سخونة الطقس إلا أن الضيوف تحدثوا عن جمال وكرم الخرطوم التي أحسنت ضيافة ووفادة ممثلي البعثات السياسية للأحزاب الأفريقية وتقدم كذلك المؤتمرون بالتقدير لشركاء أفريقيا في التنمية والذين شاركت أحزابهم من بلدانهم في هذا المؤتمر التاريخي للأحزاب الأفريقية منها حزب العدالة والتنمية التركي والحزب الشيوعي الصيني وأحزاب أمريكا اللاتينية، ولم يفت على المؤتمرين تقديم الشكر وتقديم الثناء لقيادة وحكومة شعب السودان وحزب المؤتمر الوطني لاستضافتهم للمؤتمر التأسيسي لمجلس الأحزاب الأفريقية وكرم الضيافة خلال انعقاد المؤتمر. { مشاهدات وآراء خلال المؤتمر - عضوية المؤتمر الوطني بدت مرتبة وجاهزة وهي تستقبل الوفود وتقوم بتوزيع الأوراق وإدارة الوقت وتدير الجلسات وسط حضور إعلامي كبير من مختلف وسائل الإعلام الداخلية والخارجية من بعض الدول الأفريقية. - قاعة الصداقة بدت زاهية بألوان أفريقيا المميزة وبرزت سيدات أفريقيا في أناقة لا تخطئها العين وهن يلتقطن الصور التذكارية. - قيادات المؤتمر الوطني قالت للصحفيين إن الحديث فقط عن المؤتمر وما يدور فيه والأحداث السياسية لها منصة أخرى. - لقاءات جانبية كثيرة عقدها رؤساء بعض الأحزاب الأفريقية مع حزب المؤتمر الوطني.