قال الرئيس عمر البشير، إنّ تسارع معدّلات النمو في دول القارة ونهضتها في الاقتصاد والسياسة، وقوة مؤسساتها وغناها جلب عليها أطماعاً خارجية وتكالباً جديداً من دول الاستعمار، وأضاف بأنّ الأخيرة سَعت لخلق حالة من الفوضى في عدد من الدول الأفريقية بهدف نهب مواردها، وأصبحت التحديات أمام أحزاب أفريقيا بمقدار ما أنها محلية فإنها أيضاً خارجية، ودعا للتمحيص والتدبر في اختيار شركاء القارة ليدعموها في مسعاها للنهضة والنمو. وانتقد البشير لدى مخاطبته المؤتمر التأسيسي لمجلس الأحزاب السياسية الأفريقية بقاعة الصداقة أمس، قلة التمثيل الأفريقي في المؤسسات الدولية، وقال إنّه حان الوقت لتضافر جهود الأحزاب الأفريقية في العمل لتحقيق التمثيل الفَعّال في المنابر الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة. واقترح البشير للمؤتمرين، أن يكون المجلس الجديد أحد الأعمدة الأساسية في مسعى القارة لاستكمال وحدتها، وأن يكون الأساس الشعبي الذي تقوم عليه الوحدة، بجانب العمل على تحقيق السلام والاستقرار في القارة، والعمل على التنسيق والتشبيك في المحافل السياسية الإقليمية والدولية، بجانب تبني قضايا أفريقيا والدفاع عنها، وبناء القدرات وتطوير المهارات وتبادل التجارب، إضافةً لتقديم تجربة حزبية أفريقية رائدة تعكس طبيعة القارة وتنوعها. واعتبر البشير أنّ البُعد الرسمي في العلاقات الأفريقية حاضر منذ إنشاء الإتحاد الأفريقي، خاصة في السنوات الأخيرة، لكنّه أقرّ بضعف البُعد الشعبي الذي تمثله الهيئات والمنظمات الأهلية والأحزاب السياسية، وقال إن خطوات التنسيق الشعبية ظلت غائبة ودون طموح الأفريقي لسنوات، وعدّ لقاء الأفارقة في الخرطوم، تتويجاً لتسارع المسار التنسيقي التكاملي الشعبي بعد طول انتظار، وأبدى أمله بأن يشكل تجمع الأحزاب الأفريقية برؤاه الفكرية وقدراته التنظيمية وعزيمته الراسخة، الركيزة الأساسية التي تحفز القواعد وتعبئها تجاه النهضة الأفريقية. من جانبه، قال د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إنّ أفريقيا تستنهض عزيمة شعوبها لمواجهة التحديات منذ تجارة الرقيق سيئة السمعة وحتى تجزئة الدول والتعدي الاستعماري، وأضاف بأنّ أفريقيا في عجلة من أمرها للتعويض عن الماضي وتطوير شعوبها ونهضتها. من ناحيتها، قالت عائشة عبد الله ممثلة مفوضية الشؤون السياسية بالإتحاد الأفريقي، إن أفريقيا (شبت عن الطوق)، وأكدت أنها تتقدم نحو العيش بسلام ووحدة، وأضافت: مصممون على مُواجهة التحديات لتعزيز الديمقراطية والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان. إلى ذلك، كشف ممثل أحزاب النيجر، إنّ مؤتمر الأحزاب سيبحث آلية للتدخل في الدول دون موافقة سلطات الدولة المعنية، وأكد أن ما سيتوصّل إليه المؤتمرون سيسمح لهم بالتدخل قبل سلطات البلدان وسيعطيهم إمكانية وضع إطار قانوني وأخلاقي.