كان هذا هو شعار المؤتمر (27) للكشافة العربية بدولة الجزائر المنعقد في الفترة (24- 30) مايو عام (2013)، والذي تداعت إليه (16) دولة عربية بنخب قيادية.. فهو المنشط العربي العالمي الذي أحدثه بفطرته العسكرية البريطاني (بادن باول) عام (1907)، ونحن قد قيل لنا مبكراً (علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.. بل مروهم فليثبوا على الخيل وثباً).. إنعقد هذا المؤتمر باستضافة رئيس الجمهورية الجزائرية (عبد العزيز بوتفليقة)، إذ درجت الكشافة العربية أن تقيمه كل (ثلاث) سنوات، فكان سابقه (26) قد عقد بالخرطوم في (يناير/2010) ،تحت رعاية الكشاف الأعظم (المشير/ عمر حسن أحمد البشير) رئيس الجمهورية.. وأحدث إنعقاده صدى تحدثت عنه الدول العربية ال(19) التي شهدته.. وهذا يعني تلاحم المفهوم الكشفي على نطاق الدول العربية ال(22) وملاحظات المكتب الكشفي العالمي بجنيف.. وقد وقف الناس بعد جلستهم الإفتتاحية.. وقفوا عند هذا الشعار الوطني فإنه يرمز في جملة واحدة إلى (ممارسة الحقوق.. وأداء الواجبات)، وإذا كانت الكشافة منشط يتدرج على فصائل الأعمار.. متدرجاً من فهم واستيعاب الراشدين لكل فعالياته متنزلة للبداية العمرية التي يقول عنها المجاهد الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة لسبع وأضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) ،ثم تتناسق السنوات (السبع) الأولى للتلقين و (الثانية) للدراية والتعليم و (الثالثة) للصحبة والقدوة.. وبعدها- إن اتقنت كمراحل- فالحبل يترك له على القارب.. ثقةً ومتابعةً وتوجيهاً.. فهذه نوافذ مضيئة لتربية وتوجيه النشء.. وهي حياة وممارسة واستكشاف.. وتقوم على (ثلاثة) مباديء جوهرية هي (أولاً) الواجب نحو الله.. وتهدف من وراء ذلك الالتزام بشرع الله والقيام بفرائضه وأداء ما أمر واجتناب ما نهى.. (ثانياً) الواجب نحو الوطن.. وذلك أن يلتزم بالولاء للوطن والزود عنه ورفعته والتضحية في سبيله بكل عزيز وغال.. (ثالثاً) الواجب نحو الآخرين.. والآخرون هؤلاء هم (الأهل- الجيرة- أهل الحي- الجميع- الأصدقاء..) وجعلوا الثلاثة هذه (تحيتهم) الثلاثية بالأصابع الوسطى.. ونشير إلى (الواجب.. الواجب.. هذا): أ. هو تعزيز الصداقة والسلام مع الآخرين. ب. المشاركة في تنمية المجتمع مع التقدير والاحترام لكرامة الانسان.. ولتكامل عالم البيئة والطبيعة. ج. مسؤولية كل شخص عن تنمية ذاته وقدراته ليكون مثالاً وقدوةً لغيره.. وألاّ يكون عالةً على مجتمعه.. ومن هنا اكتسب هذا الشعار بريقاً وثقةً عاليةً وسط الوفود والمشاركين.. حيث تجسدت المفاهيم حول المواطنة على ما يلي: (أولاً) المساهمة في بناء الشخصية المتكاملة للكشاف من خلال نشر مفهوم مبدأ المواطنة الفاعلة. (ثانياً) إعداد جيل واع من الكشافة يؤمن بقيم التسامح والشورى والمشاركة في صنع القرار والعمل بروح الفريق.. (ثالثاً) تبادل الآراء من خلال الحوار الواعي والتعبير بحرية.. (رابعاً) تعميق قيم الولاء الوطني والعالمي وذلك لاهتمام الكشاف بالقضايا التي تهم جيله ووطنه والعالم من حوله.. وهكذا أخذ هذا الشعار (المواطنة الفاعلة) بُعده في هذا المؤتمر الكشفي العربي (السابع والعشرين) بأرض الجزائر التي كان على رأس شهدائها ضد الاستعمار الفرنسي والتحرير عام (1962) كان على رأسهم القائد الكشفي (محمد بوراس).. هذا المؤتمر الذي افتتحه رئيس المجلس الوطني الجزائري (الدكتور/ العريبي ولد خليفة) لغياب فخامة رئيس الجمهورية (عبد العزيز بوتفليقة)، إذ كان المؤتمر برئاسة (نور الدين بن إبراهيم) رئيس الكشافة الجزائرية.. ثم انطلقت الفعاليات بعضويته النابهة الناشطة.. ولجانه المتميزة.. ولكم أن تعايشوا معي على (الشاشات) عرض التقارير لكل الدول.. وعرض الرؤية العامة للكشافة حتى عام (2020) ثم السياحة والزيارات.. والدعوات من الوزير الأول (رئيس الوزراء)، واللقاءات بالوزارات مع وزرائها ووزيراتها.. ثم تقسّم المؤتمر للجان هامة مثل لجنة (الشباب والمهارات الحياتية) ولجنة (القيادة الملائمة للقرن الحادي والعشرين) ولجنة (الدعم الدولي). كالذي يأتينا بالسودان من اليابان.. والملك عبد العزيز عبر الأمانة الكشفية العربية بالقاهرة لجسور السلام بدارفور.. ورسل السلام.. للحراك الكشفي القومي الهادف.. وكذلك لجنة (المسار الإستراتيجي للحركة الكشفية)،وقد كان هذا الحدث مؤتمراً فاعلاً استطعنا نحن ككشافة سودانية أن ندعم بقوة مع آخرين فكرة (بيت الكشافة العرب) بالقاهرة. الذي يتسنمه (د. عاطف عبد المجيد) أمين عام المنظمة الكشفية العربية.. واستطعنا أن نحرز مقعداً في اللجنة الكشفية العربية ذات (السبعة أعضاء): - أحمد محمد تاجر بشار- وكذلك درع الكشافة. - إبراهيم جمعة- ووسام الهدهد الإعلامي. - مصعب محمود- ونائب رئيس لجنة الشباب.. - أحمد أمين نمر- ثم كانت التوصيات الختامية (25) توصية منها كنماذج فقط (أولاً) متابعة المكتب الكشفي العالمي بجنيف لتحديث تصنيف الجمعيات الكشفية العربية وفقاً لآخر تصنيف معتمد من الأممالمتحدة.. (ثانياً) قيام المنظمة الكشفية العربية بعمل شهادات تمويل ورفعها للجمعيات الكشفية العربية لدعم استكمال بيت الكشاف العربي.. (ثالثاً) قيام اللجنة الكشفية العربية الجديدة بالمتابعة في مدى تنفيذ بيت الكشاف العربي والوقوف عند الخطوات التي يتم عملها أولاً بأول مع التأكيد على أهمية سرعة استكماله في أسرع وقت باعتباره من أهم المنجزات للمنظمة الكشفية العربية.. (رابعاً) على الجمعيات الكشفية العربية ترشيح ممثليهم من القادة البرلمانيين في الاتحاد الكشفي العربي للبرلمانيين وذلك لتفعيل الاتحاد.. (خامساً) أهمية إدراج موضوعات (المواطنة) في كافة أنشطة وبرامج الحركة الكشفية على المستوى العربي والوطني.. (سادساً) التوصية للأمانة العامة باعتماد (ما جاد من توصيات الندوة الكشفية العربية الثانية للشباب والتي اقيمت بالجزائر بولاية (وهران) في (19- 24/5/2013م).. ثم انفض المؤتمر الكشفي العربي (السابع والعشرون) يوم الخميس (30/5/2013م) لينعقد تاليه بعمان في (2016) بإذن الله.. وغادر وفدنا إلى (دبي) العجيبة.. وقضينا ليلتنا بمطارها.. ثم غادرنا إلى الخرطوم الحبيبة.. حفظها الله.. والله أكبر..