جدد أبادي زيمو سفير جمهورية أثيوبيا بالخرطوم تمسك بلاده بالمضي قدماً في تنفيذ مشروع سد النهضة لإنتاج الطاقة الكهربائية، مشيراً إلى أن المشروع مرتبط بنمو بلاده وتطورها لما للمشروع من قدرة لإنتاج طاقة كهربائية تستفيد منها العديد من البلدان المجاورة وتعود بمكاسب اقتصادية لأثيوبيا. وقال زيمو في لقاء مع القيادات الصحفية بالبلاد إن بلاده لا تهدف من خلال هذا المشروع إلحاق الضرر بأي من مصالح بلدان ودول حوض النيل خاصة دولتي المصب مصر والسودان، و قال ان بلاده قدمت لهما الكثير من المستندات والتوضيحات والدراسات التي تثبت جدوى المشروع دون الإضرار بهما.ووصف السفير المخاوف المصرية تجاه المشروع بأنها غير مبررة خصوصاً بعد التعاون والمرونة التي تبديها أثيوبيا للحفاظ على مصالح مصر في مياه النيل، وقال إن مصر ربما تكون ضحية لشائعات تروج إلى أن أثيوبيا تحاول حرمان مصر من حصتها من المياه نافياً بشدة هذا التوجه.وقال «هنالك من يروج إلى أن دول مثل إسرائيل وغيرها تسعى لإلحاق الضرر بمصر من خلال هذا المشروع»، مؤكداً أن هذه الأحاديث محض افتراءات لا أساس لها من الصحة. مشيراً إلى أن أثيوبيا لا تنتهج على الإطلاق سياسة الإضرار بالآخرين.وتطرق السفير الأثيوبي إلى جدوى المشروع بالنسبة لأثيوبيا من الناحية الاقتصادية، كاشفاً عن تفاهمات تتم مع عدد من دول الجوار لمدها بالطاقة الكهربائية مقابل أسعار منخفضة نظراً للإنتاج قليل التكلفة الذي يمكن أن ينتجه المشروع بعد اكتماله، فضلاً عن أن الحكومة الأثيوبية باتت تلحظ مؤخراً على المستوى الداخلي تزايداً في الطلب على الطاقة الكهربائية لأغراض التنمية وغيرها، وهي بدورها تحاول مقابلة هذا التزايد في الطلب. وقلل أبادي من حجم الأضرار الجانبية المترتبة على إقامة المشروع سواء من النواحي البيئية أو غيرها، وقال إن كل هذه الجوانب مدروسة بصورة علمية ودقيقة ووضعت لها الاحتياطات مشيراً إلى أن هنالك ما يقارب ال4000 مواطن سيتضرر من إقامة السد من حيث الأراضي وأن الحكومة وضعت احتياطاتها لذلك وستتم معالجة أوضاعهم بصورة أكثر من منصفة.وأضاف زيمو أن المشروع سينفذ بواسطة شركة إيطالية ذات خبرة واسعة في المجال ونفذت مشاريع مماثلة في كثير من البلدان، وتعمل على مراقبة تنفيذ المشروع شركة صينية متخصصة، وأن تمويل المشروع من جهود ذاتية صرفة، إذ توصلت الحكومة الأثيوبية إلى صيغة شراكة بينها والمواطن الأثيوبي لتمويل المشروع، قائلاً في هذا الصدد إن أثيوبيا لها علاقات منفتحة مع كل دول العالم بما فيها إسرائيل إلا أنها لم تجد من يمد لها يد العون في تمويل المشروع. ووصف أبادي العلاقات مع السودان بالمتميزة و على أساس من التفاهمات السياسية والأمنية، مبدياً رغبة بلاده الصادقة في تطوير هذه العلاقة، وقال «لدعم هذه العلاقات وتوطيدها يجب على قيادة البلدين السعي وإطلاق العنان للتوسع في المصالح الاقتصادية التكاملية». وجدد السفير الأثيوبي بالخرطوم إشادته بموقف السودان تجاه المشروع. مشيراً إلى أن بلاده تدعو مصر إلى التعقل وأخذ الأمر بروية، وقال إن أثيوبيا قدرت الأوضاع السياسية في مصر العام الماضي وأخرت مشروع اتفاقية عنتيبي لمدة عام كامل دون أي تجاوب، منوهاً إلى أن بلاده وبعد الاستقرار السياسي في مصر عرضت الاتفاقية على برلمانها الذي أقرها أمس الأول.