الإخوة «المتشدّدين» في الإنقاذ.. لكم التحايا والسلام.. وأحد إخوانكم.. وأظنه رئيسكم.. لأنه رئيس مجلس شورى الحركة الإسلامية، وبما أن مجلس الشورى هو أعلى سلطة إسلامية في البلاد.. فهو رئيسكم «قطع شك» ومولانا مجذوب.. وفي آخر اجتماع لمجلس شورى الحركة الإسلامية يفعل تماماً ما فعله ذاك الإعرابي الذي جاء إلى أحد المشائخ.. سائلاً أو مستفسراً.. فقد أتى ذاك الإعرابي وسيفه «ملطخ» بدم سبط رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فقد كان أحد القتلة.. سأل مولانا.. هل دم «البرغوث» حرام في الأشهر الحرم؟؟ وها هو مولانا وشيخنا مجذوب أبو علي يتلفّت يميناً ويساراً ويدوي عقله بطبول الغناء.. ويضيق صدره بالأوتار والأعواد.. و«الكمنجات».. ويؤلمه ظهور الفنان.. أي فنان وهو في كامل زينته.. ليغنّي.. يزعجه ذلك ويلوّن كل أفقه، يحجب نظره تماماً من قضايا المسلمين الملحّة والحاضرة.. لا يسأل مولانا في خضم الاجتماعات وفي جداول الأجندات لا يسأل.. لماذا لم نُقِم حتى هذه اللحظة الشريعةَ الغرّاء السمحاء.. لماذا أطلقنا وبألسنتنا وليس بلسان المعارضة والأعداء.. لماذا أطلقنا وبعد مرور ربع قرن من الحكم المتواصل الذي ما تنازلنا عنه بوصةً واحدة، لماذا أطلقنا على «نوع» حكمنا أنها كانت شريعة مدغمسة؟ ولا يسأل مولانا باكياً أو غارقاً في الدموع عن ذاك التهتّك والانحلال الذي ضرب كما الزلزال بعض أبناء وبنات الوطن حتى بات «انتاج» الأطفال مجهولي الأبوين يفوق إنتاج «الفراخ».. ولماذا وفي قلب دولة اسلامية أو هي تدّعي ذلك لماذا في قلبها دار مُشْرعة الأبواب تستقبل «يوماتي» ثمرة خطيئة ماحقة فادحة.. ولا يزعج مولانا وشيخنا أبو مجذوب ذاك الضيق والعنت والمشقة التي يجابهها فقراءُ المسلمين، ولعلم فضيلته هم السواد الأعظم من الأمة الإسلامية المسلمة.. ولا يحرك في مولانا «شعرة» ذاك البطرُ والعزُّ والفخامةُ والترفُ والحياة.. حياة الجنان والتي قطوفها دانية، التي «يعوم» فيها ويتنسّم أريج عطرها «إخوانٌ» لكم، مكّنهم اللهُ وأفاء عليهم بنعمة الحكم والسلطان.. ويقول المعصوم صلى الله عليه وسلم.. «لا يدخل الجنَّةَ من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر».. وبعض إخوانك في قلوبهم كيلو جرامات من «كبر» حراسة وحاشية.. وفيلق متابعين وأبواب مُوصدة أبداً أمام الرعية.. مولانا مجذوب.. تترك كل ذلك وتركض في الاتجاه المعاكس ولا ترى في كل أوحال وأوجاع الوطن غير الغناء، والذي حسب رأيك هو الذي جرّ البلاء والشقاء جرّاً نحو بلادنا.. بل ترى أنّ ذلك هوالمسؤول الأول عما نحن فيه من مشاكل وأزمات.. «طيب» إذا كان الغناء ينزل أمطاراً في أي بلد وحتماً تهطل من نفس السماء وفي اللحظة والتو اللعنات والمشاكل والفقر والجوع.. لماذا لا يحدث ذلك في بلاد الكفّار؟؟.. لماذا باريس مترفة عائمة في الترف نائمة على مخدات الراحة.. وغناء «الفرنسيين» يخجل حتى ابليس عن سماعه؟.. لماذا أمريكا أقوى وأغنى دولة في العالم، وهطل على أرضها كل غناء «برودواي» وأدهش العالم غناء «فرانك سيناترا» وأدمى الأكف بالتصفيق إبداع «الفيس بريسلي» وألجم الدنيا دهشة العبقري مايكل جاكسون... سيدي مجذوب.. بالله عليكم أتركوا لنا الغناء.. إنه الفاكهة الوحيدة «المجانية» التي تبقّت لنا.. دعونا «نفك تكشيرة» الوجوه ونرخي قليلاً «صرة الحياة» بعد أن عجزنا عن شراء «اللحم واللبن والابتسام ولبن الأطفال والأحلام».. دعونا.. نضحك أو نبكي مع عثمان حسين وهو يختلج.. «جاي تترجّاني أغفر ليك ذنبك؟.. ما كفايه الشفتو من نارك وحبّك.. إنت فاكر تاني أرجع ليك وأعاتبك.. لا يا هاجر.. دربي أصبح ما هو دربك».. مع السلامة