طالب الأمين العام لهيئة دارفور الشعبية للحوار والوحدة والمصالحة حسن محمد عبد الله برقو بضرورة إعادة هيكلة مكتب سلام دارفور لمواجهة المتغيرات والتحديات التي تواجه إنزال اتفاقية السلام لأرض الواقع، داعياً لأهمية أن يتولى مسؤولية الملف أحد أبناء الإقليم لأن الخطوة ستساهم في إزالة جزء من الغبن الداخلي الذي خلّفته الحرب وسط المكونات الاجتماعية. واتهم برقو في مؤتمر صحفي بمكتبه بالخرطوم أمس قيادات من دارفور بالمركز- لم يسمّهم - بالتورط في تأجيج الصراعات القبلية لخدمة أجنداتهم الشخصية بالتقرب من السلطة، واصفاً الصراع القبلي بأنه أخطر مهدد للسلام والأمن والاستقرار في المنطقة والسودان، وحذّر من أسماهم بتجار الدم من الاستمرار في مخططات حرق الإقليم وقتل الأبرياء، لافتاً النظر إلى أن ما يحدث الآن في دارفور ليس حرباً في مواجهة الدولة بحثاً عن مطالب عادلة، وإنما مواجهات قبلية واقتتال بين مجموعات من المتفلّتين والمنشقين عن الحركات، مبيّناً أن المطالب العادلة للإقليم انحرفت عن مسارها وتحولت المواجهات والقتل لمشروعات للتكسب فقط، ووجه برقو انتقادات لاذعة للحركات المسلحة ووصفها بالهشة التي تحمل مقومات فنائها بداخلها، لأن قياداتها يبحثون عن مكاسب شخصية لا علاقة لها بمطالب أهل الإقليم، بجانب أنهم ينفذون أجندات تهدف لتدمير دارفور وتشريد أهله إلى الملاجيء ومعسكرات النازحين واللاجئين، كاشفاً عن أن أهل الإقليم قرروا وضع حدٍ للأزمة التي استمرت عشرات السنوات وحسم من يعبثون بالأمن والاستقرار خدمةً لجهات أخرى تسعى لتقسيم البلاد،منادياً من أسماهم «بالمتفنجطين» في الخرطوم بترك حياكة المؤامرات لأن الأمر أصبح مكشوفاً، مشدداً على أهمية تنفيذ وثيقة الدوحة وتوفير الثقة بين أطرافها. وقال إن الهيئة تعكف على إيجاد حل نهائي لقضية دارفور لا يستثني أي طرف، مضيفاً أنها كلفت قيادات من أبناء القبائل التي تدور بينها مواجهات لوضع استراتيجية تؤمِّن حلولاً دائمة للمشكلات المتفاقمة، لأن استقرار دارفور يعني استقرار السودان، وقال إن على الحكومة الاتصال بقيادات الحركات المتمردة لدفعهم للحوار، واصفاً العلاقة بين الحركات المكوّنة للجبهة الثورية بالزواج الكاثوليكي، وتوقع انفضاضه قريباً. وفي سياق آخر وجه برقو انتقادات عنيفة لمجموعة الحراك الإصلاحي داخل الحزب، واعتبر اختيارهم توقيت رفع الدعم عن المحروقات لتقديم مذكرتهم لرئيس الحزب المشير عمر البشير- مطالبين بإجراء الإصلاحات- طعناً للحزب من الخلف، كاشفاً عن اتصال الإصلاحيين به للإنضمام للحراك باعتباره ظل يدعو لذلك منذ وقت مبكّر، مشيراً إلى أنه يدعم الإصلاح لكنه يرفض استغلال الظروف لتمرير المطالب، مؤكداً أن خطوة تيار الإصلاح هيأت المناخ للمعارضة لاستهداف النظام وقدمت أجنداتها في رفض رفع الدعم عن المحروقات، وأعطتها الفرصة لتصعيد وتيرة المطالبة بإسقاط النظام والنيل من البلاد، لافتاً إلى أن اختلاف وجهات النظر علامات عافية للحزب، إلّا أن استغلال التباين في الرؤى خارج المؤسسات أمر مرفوض، لأن هناك خطوطاً حمراء غير مسموح لكائن من كان بتجاوزها لأن القضية عندما تكون قضية وطن فلابد من الحسم. ونصح برقو بأهمية إتاحة الفرصة للشباب بشكل حقيقي وليس على شاكلة «تمومة الجرتق» حسب تعبيره.