مدخل أول: أنت بعيد من ماضي الذكرى.. حتى عيون الشوق بالفطرة رحلت منك وكشفت حِصله.. وكل إحساس الناس من حولك عرف النظرة.. كانت تبحث عن لحظاته عن أوقاته.. ضاعت في عينيك الفرحة غرقت في جواك الإلفة.. غابت فيك معاني الحب الصادق.. بقت العاطفة حساب الجبرة.. هام الود.. وشجن الشوق عطشان بالحسرة.. ملهوف لي بكره.. فاكر يمكن يلقى مشاعر تنبض.. أو تيراب أزهار منسابة يغازل شجرة.. أو نفحات شايلاها ضمائر.. صافية توزع ثمرة وخضرة.. قلوب الحب زارتها خسائر.. نسينا الماضي وطعم الكسرة.. نسينا حديث الونسة الهادئة.. ولمة حوش البيت العامر.. والجيران منظومة خاطر.. والحبوبة.. حكاية الشاطر.. كيف أصبحتوا تجيك (حنيه) تملأ قلوبنا محبة رقيقة غذانا محبة عزيزة فريده.. شفنا الماضي.. أسفنا الحاضر.. شفنا فوارق في دنيانا.. قالوا حضارة قواها الجفوة.. ضاعت من أيدينا معاني.. جلسنا نعاني.. كيف الحب أتحول سلعة.. وكيف الناس محصورة تعاين.. مشهد مؤلم الأطفال بتموت كمية.. والأحزان في صدر.. النشرة. آه.. آه.. من ماضي الذكرى.. لو راجعنا وإتراجعنا نقيس الزمن الأبعد.. نلقى الأجود.. نلقى قرار الحب الرائع بسقى شتول تنبت ملموسة عطر الورد نفحات تزورك تعدل في جواك طقوسه.. وتمشي.. على درب الإحسان.. والإيمان في قلبك لوزه.. آه آه من بكره. مدخل ثاني: أقول جرعات الإحساس في كثير من الأحيان تجعلك دائماً تلتمس المواقف الإنسانية من دواخلك عبر معايشات متعددة في إنسانية الإنسان السوداني وبمتابعة ذوقية مطلقة.. أتابع في عيون الآخرين أصحاب القلوب المرهفة والناصعة.. أتعجب بسباق القسوة تحت مظلة الربيع العربي.. أي ربيع هذا.. والأطفال الأبرياء يفترشون الذل والإرتهان والإذلال في أقبح صوره والموت الجماعي وهم ريحانة المستقبل. أقول نحن هنا إخلاص يتربع رغم اللاءات التي تحاول الزج بنا في دوائر الإنهيار الإنساني.. فالمدخل الأول هو نتاج إفراز سالب رأيته في عروبتنا وبكيت ألف مرة بعد مرة..! فنحن أهل القيم الفاضلة.. نحن نطرد تماماً قسوة الدنيا ومرهقات الزمن الأعوج.. تتجلى فينا سماحة الصبر وتبدو الحياة لدينا ملهمات نستجمع منها وفرة الإخلاص الذاتي لنعبر للآخرين ونحن في حالة خالية من الإمتصاص والإكراه.. بأننا أصحاب شكر وثناء لله الواحد الأحد.. وبمعيار الإرث الصادق. إذاً الثوابت الإنسانية تبقى شامخة وما يحدث من تواترات وإنقباضات في مسار الحياة اليومية لدينا.. لا يمكن أن ندمغه كضفة سالبة أو نجعله حالة إنطباعية مبرأة من السامية أو الولاءات الوطنية المطلقة. أقول نحن شعب يتميز بالتفاني له غيرة خاصة في العمق الوطني.. فعُرفنا يحكي أفضل المواقف عبر تاريخنا الطويل ومادين الأجيال.. تندس (الأسرار) فهناك فواصل ومشاهد قال الإنسان السوداني كلمته فيها وجعلها حالة متبعة لا يمكن تجاوزها. مدخل أخير.. في ظل الإختراق الإنساني في بعض عروبتنا.. أتجمل بمشاهدات تمسح عندي مرارات الآخرين.. ومن لا يشكر الناس أو يعكس قدرهم في وعاء الإشارة يظل منقوصاً.. لأن القلم رسالة مسؤولة عن أدق التفاصيل وليس هي فخر وتحدي وصياغ من حقي أن أفرد أجنحة الإشادة في زمن الإنكار.. والإنكسار لرجال ونساء جمعتني بهم مظلات العمل العام، وأحسبهم من وراء الصبر من المخلصين والأخيار تصحبهم صفة الصبر والمثابرة، فكلما كنت بينهم رأيتهم كسابق عهدهم.. مبتسمون تزنهم قناعاتهم بواجباتهم الموكلة اليهم لا يبارحون مقعدهم إلا وهم راضون تماماً بأنها نفذت وبتلك الأريحية.. وعالمنا يلتمس الإشفاق ويتنقل في هواجس الحرب الحديثة والمغطاة تحت مسميات القرض منها كسر القوة الإيمانية. إنني أكثر سعادة أن أعطي كل ذي حق حقه.. وهذا أبسط الإيمان. تدهشني همتها وحماسها في رئاسة إدارة المرور، فهي إمرأة جامعة في فكرها العملي عبر بوابة إعلام المرور.. أحس بأنها تنفجر لتقدم إرشاداتها بتوسع.. تجبرك للاستماع اليها.. لك التقدير المقدم شرطة إحتفال. هناك المقدم شرطة عبد البديع في السجل المدني بجهاز المغتربين شخصية تتميز بالقبول التام وحب العمل بشكل خرافي.. والرائد الصادق جلال الدين في الخدمة الوطنية بجهاز المغتربين، يتمتع بسعة الصدر ودراسة الأمر ومتابعة شؤونه بمنتهى التفاني.. وهناك المساعدان شرطة عبد الله منزول.. والطيب محمود يعقوب فهما شعلتان من الحماس في واجباتهم لساعات طوال دون كلل أو ملل.. فكلما ذهبت هناك لمتابعة مواد مجلة المتواصل الداخلية.. أتابعهم بدقة فهم في حراك دائم.. ودائماً ما ينسون وجبة الإفطار.. وتظل العاملة زليخة موسى عثمان منارة للإخلاص في خدمة القاصدين لمكتب مدير جوازات المغتربين.. وهناك العاملة زهرة محمد العوض التي تؤمن باب التأشيرة حفاظاً على تنظيم العمل خدمة منسابة وراقية وبأدب القانون لينال كل مغترب خدماته بسهولة ويسر. هذه النماذج من حقها أن تطالع مثل هذه الإشادات لتحس بأن الإعلام يعكس عطاءها بعيون الآخرين.. وقد قال أحد المغتربين وهو جالس ينظر لهؤلاء وللمسؤولين بأن في هذا الوطن رائعين يخدمون أهلهم بشهية مفتوحة.. التحية للأستاذ عثمان أحمد أبو سبيب فهو شخص يتمتع بقدر عالٍ من العرفان وقد عكست رأيه لأن في عيونه سماحة هذا الوطن الجميل.. تبقى النزاعات حالة لا نقبلها طالما لدينا قلوب خالية من همس الانتقام والتفشي.. أننا رائعون وإن ضاع الوجد القديم إلا أننا نحمل كنزاً متوالياً من السماحة والتسامح. عضو إتحاد الصحفيين السودانين.