الصديق الحبيب يوسف عبد المنان لك الود والتحايا والسلام.. وأشواقي لك مطر يتدفق.. لأنسك الرائع.. لحروفك الأنيقة.. التهمها في تلمظ رغم انها من خنادق ومقصات الإخوة الأعداء كلماتك تزعجنا.. وأحياناً تغضبنا ولكنها لا تقتلنا.. تقصفنا بكثافة نيران هائلة.. ونحن نكتب لك ولهم ولكل من الذين يصوبون المسدسات لاغتيال الشمس.. نرد عليكم من وجدان انساني شريف.. نغمس ريشتنا في محبرة النزيف من فيض الدم الذي إنبثق حاراً يغرغر في صدور الرجال الشرفاء الذين لمعوا كالشهب وتفجروا كما النيازك بأجسادهم المطوحة في شرفات العالم أرق كلمات الأمل للزمن الآتي. أنا يا صديقي ظللت أردد في اصرار وتكرار إنني والأحبة في الانقاذ خطان متوازيان لا يلتقيا إلا في يوم الحشر ذاك الرهيب والمهيب.. هناك نلتقي نقف صفاً واحداً أمام الديان وتماماً بجانب «الميزان» والذي لا يظلم عنده أحد.. فقد كنا في الأرض نردد في زهو وكبرياء.. مولاي أنا في صف الجوع الكافر.. لأن الصف الآخر يسجد من ثقل الأوزار.. لدي يقين راسخ لا يزعزعه شك ولا يخلخله ظن أن صفنا هناك هو الرابح.. هو الذي يمسك كتابه بيمينه والصف الآخر هو الخاسر ليمسك كتابه بشماله.. فنحن يا صديقي لم «ندغمس» شرع الله المطهر.. ولم نساهم في انتخاب «كلو زور ومزور».. صديقي.. في زمن عزت فيه المعجزات.. هاهي معجزة تهبط على سطح الكوكب.. معجزة أبهجتني وأسعدتني وأطربتني.. حد الفرح وحواف الغناء البهيج.. فها هو خطي يلتقي «خط» أحد الأحبة من «الانقاذ» وقسماً بالشعب والايام الصعبة أن خطي لم ينحرف ويميل ليلتقي خطك يا حبيب.. بل خطك هو ا لذي مال وانحرف حتى عانق خطي.. إنه انحراف حميد.. وميل بهيج وتلاحم مدهش ورفيع.. ما الذي حدث.. مهلاً فقد قرأت لك قبل أيام.. في فرح عاصف كلمات مسربلة بالدهشة.. حافلة بالمتعة.. «معنكشة» جيد وسواعد بحلى الروعة.. كلمات وكأنها ترجمة أو صدى.. أو كأنها تقرأ أفكاري والتي تصور سخريتي وضحكي على الانتخابات الماضية وتلك القادمة.. ينصر دينك يا يوسف.. أنا معك في تطابق المثلثات بضلعين وزاوية.. بل أشد وأكثر منك يا شيخنا.. أنت تكتب.. ماذا جدوى انتخابات تنفق فيها «الحكومة» ستمائة وثلاثين مليون دولار.. وأنا أكتب مقسماً بالذي رفع السماء بلا عمد.. «ولو كان اليمين مطلوق» أقسم بأنها لا تستحق ان ينفق ويصرف عليها ستون جنيهاً فقط.. «عشان ما تفرح» يا صديقي.. لا تتوهم أو تعتقد مجرد اعتقاد إني ضد الديمقراطية.. وأرجو أن لا يخطر ببالك إني قد «إرتديت» عن مناهضتي الصارمة والحديدية للشمولية بأي رداء كانت.. لا ليس الأمر كذلك يا صديقي يوسف.. أنا أتحدث عن «ديمقراطيتنا» بل هي ديمقراطية «الإنقاذ» التي لم يعرف لها العالم مثيلاً.. ديمقراطية تأتي ب445 نائباً من حزب واحد.. مقابل خمسة أعضاء أو نواب من كل «الفضل» من الشعب السوادني الجسور الجميل والنبيل.. أنا مع الديمقراطية تلك الزاهية الرحيبة والمزهوة.. وأين في بلاد أولئك الكفرة الفجرة في عموم أوربا وبلاد «اليانكي» ديمقراطية عبر صناديق زجاجية شفافة ليس بها «دغمسة» ولا «إخلاء» دوائر ولا «حاجات تانية حامياني».. ديمقراطية هؤلاء الابالسة الكفار.. حلقت بجانحي فولاذ بألمانيا التي ثقب دخان مصانعها الأوزون وهي التي هدمها الحلفاء عام 1945 ودكوها دكاً حتى سووها بالأرض.. ديمقراطية صعدت باليابان إلى المجرات البعيدة وأيضاً عام 1945 مسح الحلفاء بل مسح معتوه أمريكي «هيروشيما وناجازاكي» من خارطة الدنيا ومسحوا حتى اسميهما من الأطلس.. صديقي.. بكرة نتلاقى