كالعادة ارتبطنا بقضاء أيام العيد بالولاية الشمالية بين الأهل وسماحتهم وطيبتهم.. فصلاة العيد في معظم ربوع الشمال تؤدي شعائرها في الساحات كسنة التزموا بها.. وكان الخطيب متجدداً في خطبته التي بنيت على السلام والوحدة والتصافي والتسامح، حاثاً المصلين بالحرص على التسامح والتصافي ومعاودة كل الناس، والالتقاء مع الذين بينك وبينه جفاء وخصام.. فكان لخطبته أثر ما بعده أثر، تسابقاً للالتقاء والتسامح.. مما أكسب العيد بهجة ومسرة.. فكان العيد بمنازل المتخاصمين.. ولائم وذبائح وتجمعات طابعها التسامح والتصافي والسلام.. أملاً في غدٍ زاهٍ نضير، وما شاهدناه بالولاية الشمالية من سلام ومحبة.. تمنينا أن يعمم كل السودان تنمية ورخاءً في ظل حكم والي الولاية الشمالية، الذي نرى بحسب ما سمعنا هناك بأنه شخَّص الداء وبدأ بالعلاج عدالة، وخاصة بين قيادات المحليات واللجان المختلفة، فكان التجديد في تلك القيادات الديناصورية التي شملها كشف التنقلات.. وتم استلام سيارات الدولة من بعضهم.. فكل ذاك كان انعكاسه على وجوه الناس وحياتهم واضحاً جداً. والسلام في عيد الشمال كان حضوراً في مجالس الناس وأنسهم، متنقلاً بينهم في البيوت والمزارع والمصالح.. وإن كانت هناك ملاحظة وتنبيه فنسوقه للسيد والي الولاية الشمالية، وهي عن باصات الولاية الشمالية التي جعلت أهلنا يقطبون وجوههم غضباً على مظاهر هذه الباصات السياحية، فقد ارتضوا بمبلغ (الأربعين جنيهاً) أملاً في خدمة سياحية راقية.. ولكن كانت الخدمات.. فوضى، وصورة غير حضارية تقابلهم من بداية الرحلة وحتى محطات الوصول.. فيهم من فقد ماله.. وفيهم من ضاع متاعه.. وكل الركاب تضجروا من عدم تقديم الخدمات.. فهل تصدقوا سائق البص.. يختار الكافتريا التي تقدم له وطاقمه خدمات.. أما المواطنون فيتزاحمون من أجل كوب شاي.. أو صحن فول.. والسؤال لكل مسؤول.. إلى متى يتحكم السماسرة في بصات الولاية الشمالية؟.