تلقيت مؤخراً دعوة كريمة من سعادة سفير دولة قطر الشقيقة بالسودان معالي راشد عبدالرحمن عبدالله النعيمي لحضور احتفالية ذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس دولة قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الحكم في البلاد، وذلك في بيت سعادة السفير بالمنشية. وسعادة السفير راشد النعيمي ياسادتي شخصية دبلوماسية قطرية مرموقة.. جبينه الوضيء يتوهج بذكاء وألق شفيف.. يلتقي الناس بابتسامة عريضة وكأنه يعرف الناس.. كل الناس، ولذلك أحبه كل الناس في السودان بلد الصيف والنمارق والمطر .. إنهم ناس السودان الذين أحبوا دولة قطر الشقيقة التي ظلت تغدق العطاء للسودان ولم تستبق شيئاً. ولأن سعادة السفير (النعيمي) يشبه قطر.. كانت الاحتفالية تشبه سعادة السفير الذي يشبه قطر.. كرم بلاحدود ونور ممدود توهج في المسافة بين الأرض والقمر.. ابتسم القمر وهو يحدق في وهج الاحتفالية ثم انسحب القمر برفق ليفسح المجال لشلالات الخير والنور، فاشتعل المساء نوراً وعطراً وشدواً وبيارق واشواق قطرية شهقت بها بواريد الألعاب النارية، التي عانقت عبقرية الزمان والمكان، فأصبح المساء الوضيء برتقالة (سودا قطرية) النور في قشرتها والخير في بذرتها. تحدث في فاتحة الاحتفالية سعادة السفير (النعيمي) فتوهجت وانتبهت الآذان لذاك البوح الدافئ الذي اشعل النور والحبور في أفئدة الحضور.. حيا سعادة السفير في كلمته السودان وأهل السودان وثمن العلاقات والوشائج الوريفة التي تربط بين البلدين الشقيقين قطر والسودان. تحدث بعد سعادة السفير (النعيمي) الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الاستثمار الذي جاء ممثلاً لفخامة المشير البشير رئيس الجمهورية، حيث استعرض سيادته الاستثمارات القطرية في السودان التي قال إنها تشهد حراكاً استثنائياً في هذه المرحلة التي تحتاج الى تكامل الإرادات في البلدين الشقيقين لخلق مستقبل أفضل ينعم به الشعبان بخير كل منهما. والمعلوم أن الاستثمارات القطرية في السودان أصبحت تجسد طموحات لا سقف لها لاسعاد إنسان البلدين الشقيقين وتناغماً شفيفاً بين الغابة والصحراء. ولعل أولى بشارات هذه الاستثمارات ماجاء مؤخراً في ميديا البلدين الشقيقين عن قرب استئناف العمل في مشروعات شركة الديار القطرية.. حيث أن الشركة ستبدأ في تقديم عروض للشركات المنفذة توطئة لمرحلة فرز العطاءات ولعل زيارة معالي وزير الخارجية القطري للسودان الدكتور خالد العطية كان لها أثر كبير في تفعيل الاستثمارات القطرية في السودان والمعلوم أن تلك الاستثمارات تتركز في قطاعات التعدين والزراعة واللحوم والعقارات والعمل المصرفي والخدمات.. الى جانب مشروعات النفط والنقل والطرق وقدرت تلك الاستثمارات ب(18) مشروعاً ستة منها في مجال القطاع الصناعي و(11) مشروعاً في مجال القطاع الخدمي ومشروع واحد في القطاع الزراعي. تجدر الإشارة الى أن الاستثمارات القطرية في السودان يبلغ حجم تمويلها (2 ) مليار دولار ويتوقع أن يقفز الرقم الى (4) مليار دولار، وذلك مع دخول قطاعات جديدة كدخول شركة قطر للتعدين التي تعمل في (7) مربعات باستثمار يصل الى أكثر من مليار دولار، الى جانب دخول شركة (ودام الغذائية) التي تستثمر في مجال القطاع الحيواني لتغطية احتياجات السوق القطري من اللحوم والمواشي السودانية، والى جانب ذلك فهناك الاستثمار القطري في المجال العقاري بإقامة مجمعات سكنية استثمارية على ضفاف النيل الأزرق بالخرطوم وهو مشروع (مشيرب) العقاري وتكلفته (400) مليون دولار، وهناك دخول بعض الشركات القطرية في مجال الاستثمار في قطاع الأدوية ودخول الاستثمار القطري في المجال المصرفي، ويتمثل ذلك في قيام (بنك قطر الوطني) في السودان. هذا وتقود (شركة حصاد الغذائية) القطرية خططاً للتوسع في عملياتها من خلال زراعة آلاف الأفدنة، وقد تحدث سعادة السفير السوداني لدى دولة قطر الشقيقة الأستاذ ياسر خضر عن الجهود الاستثمارية القطرية في قوله:إن المرحلة المقبلة سوف تشهد مزيداً من التطور في العلاقات الاقتصادية في البلدين الشقيقين السودان وقطر. أعود الى الاحتفالية الضخمة الفخمة التي أقامها سعادة السفير القطري لدى الخرطوم معالي راشد عبدالرحمن عبدالله النعيمي فقد كانت الاحتفالية متميزة جداً، حيث تجمل الجدار الرئيسي لبيت السفير بصورة ضخمة يظهر فيها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الحالي الى جانب صورة والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (الأمير الوالد) وكان الشيخ حمد قد تنازل من الحكم لابنه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في 25 يونيو من عام 2013م، والشيخ تميم بن حمد شاب في مقتبل العمر، حيث ولد يوم 3 يونيو عام 1980م في الدوحة وهو ثاني أبناء أمير قطر حمد بن خليفة وهو متزوج وله عدد من الأبناء، وكان قد حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة (شيربورن) في المملكة المتحدة عام 1997م بعدها تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية البريطانية، وهو يتحدث الى جانب اللغة العربية الأم الانجليزية والفرنسية.. وتجدر الإشارة الى أن أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، كان قد تخرج منها الملك عبدالله ملك الاردن الحالي، وكذلك والده الملك الراحل حسين، وكان الشيخ تميم قد تولى ولاية العهد في يوم 5 اغسطس 2003م بعد أن تنازل له شقيقه الشيخ جاسم بن حمد. كانت احتفالية هذا العام متميزة للغاية.. حيث أنها الاحتفالية الأولى في ظل تولي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحكم في البلاد، وقد أمها جمع غفير من كبار الشخصيات السودانية على المستويين الرسمي والشعبي، وفي مقدمتهم الشيخ الدكتور حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي، وكان في معيته نائبه الشيخ السنوسي وكان لي أن اقتربت من الدكتور الترابي وأثناء مصافحتي له عرفته بشخصي، فقال جملة مبهمة لم اتوصل الى فحواها حيث قال:(بدري عليك) الجمتني الدهشة فاستدرك الشيخ السنوسي الموقف وسألني عن رقم هاتف الزميل مؤمن الغالي فاجبته بالنفي، فالتفت اليّّ الشيخ الترابي وقال: (مؤمن) هذا كتب عني ثلاث حلقات في عموده المقروء (شمس المشارق).. واردف لي قائلاً بلغه تحيتي وارجوا أن يتصل بي لأشكره. اختم مقالي هذا بالتحية للأستاذة (سعاد أحمد المصطفى) سكرتيرة سعادة السفير، وكذلك التحية موصولة الى الصديق العزيز الأستاذ الصحفي والإعلامي المرموق طيفور فقيري محمد أحد أعمدة وكالة سونا حيث أنهما اتصلا بي بشأن كيفية توصيل الدعوة لي، وقبل هذا وذاك التحية والتقدير لسعادة معالي راشد عبدالرحمن عبدالله النعيمي سفير دولة قطر الشقيقة بالسودان.