قطع المشير عمر البشير رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني بعدم وجود أي نية لتأجيل الانتخابات القادمة المقرر إجراؤها في مارس من العام المقبل وقال إن عملية الإصلاح والبناء وعقد المؤتمر العام للحزب تأتي في إطار الاستعدادات للانتخابات، مجدداً دعوته للقوى السياسية للحوار والمشاركة، مؤكداً أنها ستكون حرة ونزيهة، لافتاً إلى أن حزبه سيشرع خلال الفترة المقبلة في إدارة حوار واسع مع الأحزاب بلا استثناء حول «4» محاور، تحقيق السلام والأوضاع الاقتصادية والحريات السياسية، بجانب قضية الهوية السودانية، مبيناً أن الحكومة ستقود مساعٍ لإقناع الحركات المسلحة بالعودة إلى حظيرة الوطن لكنه اشترط لذلك تركها للسلاح ونبذ العنف والدخول في حوار ومن ثم التوجه للشعب السوداني ليختار من يقوده في المرحلة القادمة. وقال البشير خلال مخاطبته أمس للاجتماع الطاريء لمجلس شورى الوطني بقاعة الشهيد الزبير إن المسألة الاقتصادية والمعايش من القضايا المهمة، فرغم التمدد والنمو إلا أنه ما زالت توجد قطاعات من الشعب تعاني من الفقر، لذا تجب مناهضته من أجل تحسين حياة الناس، منوهاً إلى أنهم مقبلون على مرحلة جديدة تتطلب جمع الشعب بأحزابه ومنظماته للحوار حول الموضوعات والقضايا قال إن الوثبة الوطنية طرحتها، وزاد إن ما طرحناه من قضايا يقولون لم نطرح شيئاً لذلك نقول لهم لدينا رؤية كحزب ولكن لم نطرحها مباشرة عشان ما يدعوا أن الوطني مجهز أوراقه وعايز الناس يبصموا عليها، لافتاً النظر إلى أن الوطني يريد أن يطرح رؤاه مع الآخرين للحوار حولها، منوهاً إلى أن الوثيقة تحتاج لمواعين وأن مواعينها الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، مضيفاً أنهم يرون ذلك ليس وثبة كاملة، مشيراً إلى أنه يريد أن يصهر الشعب السوداني في بوتقة واحدة من أجل تكوين الهوية السودانية ولا وجود للقبلية والجهوية. ومن جهته طالب المجذوب أبو علي رئيس مجلس شورى الوطني بتحقيق انتصارات على النفس، داعياً القيادي إلى مزيد من الضبط لإجراء الإصلاح في الحزب والدولة وفتح المجال لكل من يريد الإسهام في البلاد. واعتمد المجلس في ختام جلسته الطارئة أمس برئاسة رئيس المؤتمر الوطني المشير عمر البشير بعد مناقشته لورقة تعديل لائحة المحاسبة للحزب، تشكيل لجنة عليا اتحادية لمحاسبة ومراقبة أداء قيادات الحزب، ومنح المجلس اللجنة حق المعاقبة والمراقبة والتبرئة، وأجاز الورقة تمهيداً لصياغتها والتوقيع عليها من قبل رئيس الشورى خلال أيام، ودعا المجلس إلى تكوين لجان على ذات الشاكلة لمحاسبة القيادات على المستوى الولائي. وأشار مساعد الرئيس نائب رئيس الحزب لشؤون الحزب بروفيسور إبراهيم غندور في تصريحات صحفية أمس بالشهيد الزبير بالخرطوم إلى تقديم ورقة لإصلاح العمل في الدولة في كل المجالات سواء على المستوى الداخلي حول الاقتصاد أو الخدمة المدنية وعلى الصعيد الخارجي بشأن العلاقات الخارجية، مبيناً أنها وجدت حظها من النقاش، كاشفاً عن بحث الأعضاء لخطاب البشير الأخير للشعب السوداني وتأمينهم على أهمية الحوار مع القوى السياسية للوصول إلى توافق وطني، لافتاً النظر إلى لقاء مرتقب مع عدد من القوى السياسية للاتفاق على تحديد الزمان والمكان والكيفية للقاء خلال الأيام القادمة بجانب الاهتمام بقضية الفقر، مشيراً إلى توجيه أعضاء الشورى لكل القيادات الحزبية في كل مواقع الدولة بالاهتمام بالخدمات وقضايا معيشة المواطن، داعين إلى ضرورة إعمال مبدأ الشورى والمحاسبة على كل المستويات بجانب دعمهم للحوار وإرساء السلام في دارفور والمنطقتين، ونوه غندور إلى دعوة أعضاء الشورى إلى ضرورة متابعة عملية البناء الحزبي ومؤتمرات الأساس على المستويين الاتحادي والولائي. وقطع إبراهيم بأن أعضاء الشورى طالبوا بضرورة الانطلاق في العلاقات الخارجية من سياسة المباديء والمصالح في المحيط الأفريقي والعربي والإسلامي، مشيراً إلى أنهم سيستمرون مع شركائهم في آسيا وأروبا وأمريكا مع التطبيع الكامل وفق شروط عدم التدخل في شؤون السودان أو شؤون الآخرين.