عمر إحساس رقم فني واجتماعي لا يمكن تجاوزه، يمتاز بحلاوة الصوت، وبعد المنى، علاوة على علاقاته المتميزة مع كافة انماط المجتمع، يتمتع بالحضور وسرعة البديهة وخفة الدم فإلى مضابط حوارنا معه.. ٭ ماذا اضاف لك مجتمع (الخرطوم)؟ - مجتمع الخرطوم كمجتمع منفتح ومركز لكل الأجهزة الإعلامية كانت الخرطوم عبارة عن وجهة لأزمة لا بد منها ولا زالت وهذا المجتمع قدم لي الكثير كقاعدة أنطلقت منها وبشكل خاص أذكر أهالي حي الحلة الجديدة الذين رحبوا بأغنياتي الخاصة منذ عام 1891م عندما سكنت بداخلية معهد الموسيقى والمسرح التي كانت عبارة عن منزل مؤجر وعندما تم تجميع الداخليات في داخلية واحدة أصر أهالي الحي على عدم رحيلنا فكان أن أجرنا منزلاً بنفس الحي. مجتمع الخرطوم الفن لديه ضرورة وليس كماليات وكل مجتهد يجد مكانة خاصة لدى هذا المجتمع. ٭ دارفور عانت من ويلات الحرب، وأنت كأحد مبدعي دارفور، كيف تفكر بإخراج دارفور من هذا النفق المظلم؟ - لاخراج دارفور من هذا النفق الذي ساهم فيه الجميع من أبناء هذا الوطن بمسميات مختلفة وأسباب تتراوح بين غفلات وقصد وجهل ووصالح والآن جاء الدور ليعمل كل أبناء دارفور رسميين وشعبيين ومتمردين ومحايدين وصامتين أن يعمل كل هؤلاء بتجرد وصدق ونزاهة لاشعال شمعة داخل هذا النفق لتنير للجميع مخرج هذا النفق أما عن دوري كمبدع أنا أول من طرق ناقوس الخطر عبر أغنية دارفور بلدنا والتي بسببها أتهمت بالجهوية والقبلية والعنصرية بسبب عدم فهم النداء الايجابي للقبائل أن هلموا للتعايش السلمي وتنمية البلد والفنون دائماً تستبق الأحداث وهي بمثابة قرون استشعار ترصد الأخطار المحدقة بالمجتمع. وعلى أرض الواقع ساهمت بتنفيذ العديد من الأغنيات بلغت 23 أغنية تناولت كل أسباب الأشكال وقمت بطباعة شريط غنائي يحوي 9 أغنيات تم توزيعها مجاناً لجهات ذات صلة بالأشكال وبين أبناء المنطقة بغرض تليين المواقف وهذا أمر مهم قبل بدء أي مفاوضات للسلام أو المصالحات يجب أن تسبق هذه الجلسات أنشطة فنية هادفة تمهد السبيل وتلين المواقف لهذه الجلسات ولكن ما يحدث في الواقع عكس هذا إذ تأتي المشاركة الفنية بعد التوقيع هذا تم الاتفاق وبهذا نرى أن الفنون غير مستصحبة وغير مفعلة بالشكل اللازم. ٭ هل وجدتم الدعم المعنوي والمادي لإيصال اسهاماتكم الفنية الرامية لحل مشاكل دارفور؟ - هذا سؤال مهم، في مجال اسهاماتنا الفنية لحل المشكلة في هذا الجانب تحديداً لم أجد أي دعم وحتى في انتاج الشريط المذكور بعد بحث استمر قرابة الثلاثة أعوام بين رموز أبناء دارفور في المواقع الرسمية وما أكثرهم دون ذكر أسماء، ولكن لم أجد مساندة وكان هذا الأمر قبل 7002 ولكن بعد ذلك وافقت شركة موبتيل - زين حالياً في شخص الأستاذ إبراهيم محمد الحسن للمساهمة في الطباعة وأنا تكلفت بالباقي وجاءت بعض المساهمات بشراء كميات من الشريط بسعر أكرامي في إعادة الطبع والتوزيع مجاناً لفئات من الجمهور وأنا هنا أشكر كل من استجاب وساهم، ومشكلة أبناء دارفور المسؤولين هي الحساسية المفرطة والتخوف من الانتقاد والاتهام بتقديم المساعدة والدعم لأبناء المنطقة رغم أنه يجب الفصل بين دعم المنشط العام والمصلحة الخاصة وهنا أشيد بمواقف الأخوة بالسلطة الإقليمية المتفهمة لدور الثقافة وأثرها في دعم مسيرة السلام ورسالة أوجههاه تحديداً لأبناء المنطقة من المسؤولين أن العمل السياسي وحده لا يكفي لا بد من استصحاب كل شرائح المجتمع وبالطبع الفنون والرياضة في مقدمتها وتعينكم في هذا المواقع تم لهذه الأغراض وخدمتها لأن المستفيد الأول من حسم مشكلات دارفور هو السودان كله وشعبه. ٭ عمر سفير الأغنية الدارفورية - هل وجدتم تجاوباً من الشعوب الخارجية وأنتم تعكسون تراث دارفور والسودان خارجياً؟ - نعم وجدنا تجاوب مدهش ولكنه متوقع لعلمنا التام بالكنوز المضيئة التي تزخر بها المنطقة وبعد انفصال الجنوب أصبحت دارفور من أغنى مناطق السودان بفنونها الشعبية والإيقاعية وارجو أن لا يثير حديثي هذا حفيظة البعض فمثلما يمتاز شرق السودان بالبح ر وكنوزه والشمال بأثاره التاريخية والوسط بالنيل فدارفور تمتاز بجمال الطبيعة وجمال إنسانها المتمثل في الفنون الشعبية من أغاني ومشغولات جلدية وسعفية الخ... ودائماً الدهشة حاضرة وسط الجمهور الأوربي أثناء عروضنا الفنية. ٭ ماهو شكل الرسالة التي وجهتموها للشعوب الخارجية؟ - الرسالة متمثلة في جدية طرحنا بعكس ثقافة بقية مناطق السودان الأخرى وهذه في حد ذاتها رسالة للوحدة والسلام ورسالة أخرى أننا شعب مبدع ومسالم وتلك الشعوب تتفهم تماماً هذه اللغة وتقدرها بل أنا شخصياً وفرقتي تجاوزنا دور الرسائل لخلق جسور ثقافية وتحديداً في دولة النمسا بعمل ورش عمل فنية بكل المراحل الدراسية لطلبة الموسيقي من مرحلة الأساس إلى الجامعة في فترات زمنية متفاوتة إلى أن أصبح جسرنا حقيقة قائمة عبرت فوقه وفود سياسية وتجارية واجتماعية إلى السودان من دولة النمسا وحتى مع دول الجوار كنا سبباً ساهم في ثورة العلاقات بين السودان ودولة أريتريا. ٭ كيف يمكن حل مشاكل دارفور في تقييمك؟ - تحل بإخلاص النوايا والتجرد وقبول الآخر وإبعاد وإسقاط الأغراض بكل مسمياتها عند لم شمل أهل دارفور في جلسات السلام والمصالحات والمفاوضات، وأيضاً بتجاوز مرارات الماضي والشروع بفتح صفحة جديدة. ٭ رسالة لإنسان دارفور وحاملي السلاح؟ - التفرق ما شبهنا. ٭ الرياضة والفن لهما تأثيرات في مشاكل دارفور وتحديداً ختام دورة سيكافا بالفاشر كان ملتقى للتعايش السلمي، ورسالة للعالم بأن دارفور مستقرة فما قولك في هذا؟ - كلامك صحيح 001% ولكن دعنا أولاً نسأل أنفسنا لماذا نجحت دورة سيكافا وتميزت فعاليات الختام. كل هذه الانجازات لم تأت من فراغ بل أتت نتاج ممارسة راشدة وقيادة واعية متمثلة في السيد والي شمال دارفور الأستاذ محمد يوسف كبر أولاً أنا أسجل له صوت شكر وأنا أحد أبناء دارفور أشكر الرجل لأنه حفظ ماء وجه دارفور وأهلها طوال فترة قيادته التي امتدت لسنوات وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها من الذين يقفون معه أو ضده. هذا الرجل رغم ظروف المنطقة المعقدة استطاع أن يحفظ التوازن المجتمعي بتواصله عن فهم مع الجميع من أبناء المنطقة والسودان والمجتمع الدولي المتمثلة في الوفود الزائرة لدارفور وما أكثرها منذ بداية المشكلة وأيضاً قوات اليوناميد وطوال فترته على القيادة التزم باستصحاب كل شرائح المجتمع معه في كل عمل أو مبادرة والدورة المدرسية حاضرة بالذاكرة بل أذكر أن احتفل بفوز البرنامج الإذاعي بين القصر والسلطان وجاءت الوفود الإعلامية من الخرطوم للاحتفال بالفوز في الفاشر وهناك دعم الرياضة التي أصبحت فرق الفاشر الهلال والمريخ على كل لسان وفرقة فنون دارفور تطل على أهل السودان في كل بعثة إعلامية تصل الفاشر وهناك ليلة ليالي السودان وكان الجمهور حضوراً بأجسادهم داخل قاعة الصداقة ولكن بوجدانهم وأحاسيسهم كانوا في الفاشر أبو زكريا. نجح الرجل في كل هذا لأنه يكلف ويتابع بنفسه ولا تحتار في مقابلته لنقل فكرة أو اقتراح ومَنْ مِنْ فناني العاصمة لم يزور الفاشر مغنياً. أنا وجدت الفرصة لأقول لا يجب أن ننتقص من شأن كل مجتهد لأننا في مجتمعنا السوداني درجنا على هذا الفعل الغير حميد وليس قولي لاقارن بين حكام ولايات دارفور لأن الأمر لا يستقيم لأن للرجل تجربة أهلته للبقاء في هذا الموقع لسنوات لا توصف سوى بالعجاف في ظل متغيرات المنطقة الأمنية، دعوة عامة لتفعيل الفنون والرياضة والثقافة للنهوض بوجدان إنسان دارفور وغرس قيم الجمال والذوق مكان البغض والكراهية والشر. ٭ كلمة أخيرة:- السلطان علي دينار رحمه الله الكل يعلم عنه بكسوة الكعبة المحمل وآبار علي بعد سنين تمر الذكرى المئوية للسلطان علي دينار ولا شيء على الأفق يلوح بهذا الشأن وهناك قصيدة عصماء ألفها الراحل الأستاذ محجوب جلغام وقد سعينا مع بعض بحثاً عن جهة تمول هذا المشروع ولم نترك أحداً من أبناء دارفور من المسؤولين والا ذهبنا إليه إلى أن توفاه الله بل وتوفى بعض من وافق على المشاركة في العمل من كبار المغنين أمثال زيدان إبراهيم وخليل إسماعيل، فهذا نداء أطلقه لأبناء دارفور عامة وأبناء السودان لأن السلطان علي دينار واجهة لكل السودان في تاريخه الحديث، نداء لجهة ما تتكفل برعاية هذا العمل الضخم وعرضه كقيدومة الاحتفال بسيرة السلطان علي دينار. وإلى حين إنشاء مجلس السلام فمكتب سلام دارفور يمكنه أن يثبت نشاطاً راتباً بمراكز السلام بالجامعات المختلفة وتجمعات أهل دارفور الثقافية والاجتماعية.