تطوير الإنتاج الزراعي يظل الشغل الشاغل لإنسان القضارف. فالزراعة التي يمتهنها أكثر من 80% من السكان ،تمثل عصب الاقتصاد القومي والولائى .ولم يكن مستغربا اهتمام وزارة الزراعة بالقضارف بهذا الأمر،وهو اهتمام عكسته كلمات الوزير في مؤتمره الصحفي الذي أعلن من خلاله عددا من البشريات على صعيد انجاز الطفرة المنشودة. معرض التقانات حزمة البرامج التي رسمت وزارة الزراعة ملامحها ،ترمي بحسب الوزير د.محمد عثمان محمد نور لإنفاذ مبادرة السيد رئيس الجمهورية الخاصة بالمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي العربي ،مشيرا إلي أن القضارف مؤهلة للعب هذا الدور لما يتوافر بها من إمكانات هائلة. وقال إن افتتاح معرض التقانات الزراعية في نسخته الرابعة يوم الأحد القادم يهدف لتشجيع المزارعين لتبني التقانات ،والتعرف على احدث المعدات الزراعية التي يزيد استخدامها من إنتاجية الأرض.وأشار إلي أن المعرض الذي تشارك فيه أكثر من عشرين شركة زراعية ،يعد سانحة لالتقاء المزارعين بالخبراء في المجال الزراعة ،بما يسهم في توسيع دائرة المشاركة في مناقشة قضايا تعزيز الإنتاج الزراعي.وأوضح د. محمد عثمان محمد نور وزير الزراعة بالقضارف أن البرنامج المصاحب للمعرض يشتمل على ندوات متخصصة تبصر بأهمية التقانات الحديثة وأثرها في تجويد العملية الإنتاجية وتقليل كلفتها للمنافسة في الأسواق العالمية. وفي ذات المنحى أكد ممثلو المزارعين عن رضائهم للنتائج الطيبة التي انعكست على واقع الزراعة في القضارف من خلال الدورات الثلاث الماضية للمعرض ، فيما طالب أحمد أبشر رئيس اتحاد الزراعة الآلية تبني نماذج تطبق فيها التقانات الحديثة لتأكيد نجاعتها في تجاوز بعض المشكلات التي تقعد القطاع الزراعي بالولاية ،كما طالب بالاستفادة من الموارد المائية التي يوفرها مشروع سدي أعالي عطبرة وسيتيت للتوسع في إنتاج الخضروات. وينتظر أن يسهم معرض التقانات الزراعية الرابع الذي سينطلق يوم الأحد الثاني من مارس الجاري ويستمر حتى الثامن منه في إتاحة فرص للنقاش حول أهمية تبني المزارعين لهذه التقانات لزيادة الإنتاج والإنتاجية ،وإمكانية تجاوز مشكلة ارتفاع أسعار الآليات الحديثة وهو أمر أشار إليه وزير الزراعة في معرض رده عن سؤال (آخر لحظة) بهذا الخصوص ،حيث أشار إلى أن معالجة هذه القضية المهمة يتطلب توفير قروض خارجية ،بيد أن مراقبين يشيرون إلى ضرورة النظر في إمكانية تيسير إجراءات الاقتراض من المصارف بشروط تمكن المزارعين من شرائها ،فضلاً عن وضع صيغ تمويلية تراعي حاجة صغار المزارعين عبر جمعياتهم الزراعية . إسناد صغار المزارعين شريحة صغار المزارعين تبقى ضلعاً مهماً في عملية الإنتاج الزراعي بالقضارف ،فتعدادهم وفق وزير الزراعة يزيد عن 160 ألفا ،وهو رقم مقدر ضمن حدود المساحات الزراعية المستغلة التي تبلغ حوالى8 مليون فدان.لذا فإن الوزارة بطرحها مشروع إسناد صغار المزارعين إنما تراهن على دورهم في زيادة الإنتاجية ،وأوضح وزير الزراعة بالقضارف أن البرنامج أقره النائب الأول السابق الأستاذ علي عثمان محمد طه وهو يهدف للارتقاء بالإنتاج الفردي للمزارعين داخل منظومة الجمعيات الزراعية ،مشيرا إلي النجاحات الكبيرة التي حققتها الجمعيات النسوية خلال السنوات الماضية.من جهته كشف الأستاذ محمود زكريا مدير فرع البنك المركزي بالقضارف عن أن البرنامج يستهدف مساحة 550 ألف فدان على مدي خمس سنوات بواقع خمسين ألف فدان كل عام،مؤكدا اعتماد محفظة البنوك التي كونها بنك السودان مبلغ 77,7 مليون لتمويل جمعيات صغار المزارعين ،بغرض تجويد إنتاجها من خلال التوسع في توفير التقانات الزراعية وتطبيقها لرفع الإنتاجية الراسية للفدان ،موضحا أن المشروع يتوزع على ثمانية من محليات الولاية ،مع مراعاة عوامل المناخ ونوع التربة ومعدلات الأمطار لضمان تحقيق معدلات إنتاجية عالية.وقال محمود زكريا إن لجنته وضعت جملة من المعايير والمحددات الفنية بمشاركة خبراء زراعيين وممثلين عن شركات الخدمات الزراعية ومؤسسات التمويل ،بغرض ضمان نجاح التجربة،مؤكدا أن العمليات الفلاحية المتمثلة في إعداد الأرض وتوفير المدخلات، ستسند لشركات متخصصة .وأوضح أن اللجنة العليا لبرنامج إسناد صغار المزارعين حرصت على تنويع التركيبة المحصولية من خلال زراعة الحبوب الغذائية مثل الذرة والسمسم والدخن إلي جانب إدخال محصولات القطن والقوار وزهرة الشمس، باعتبارها محاصيل نقدية يمكن أن تسهم في زيادة صادرات البلاد غير البترولية.وبث عضو اللجنة العليا للمشروع المهندس أمين خضر تطمينات بشأن نجاح التجربة مرجعا ثقته تلك إلي الدعم الذي يحظي به البرنامج من حكومة الولاية واتحاد المزارعين والجمعيات الزراعية .وقال إن هذه الجمعيات من شأنها توفير خبرات عملية في مجال استخدام التقانات الزراعية ؛ما يعود عليهم بالفائدة في ما يتصل بزيادة الإنتاجية .وعد خضر المشروع فرصة جيدة لتأكيد أهمية توحيد جهود صغار المزارعين عبر جمعيات خدمية فضلا عن دوره في ربط هذه الشريحة المنتجة بالنظام المصرفي .وختم بالقول إن برنامج إسناد صغار المزارعين يمثل سانحة للتوسع في دعم الشرائح المنتجة بهدف تعظيم العائد من الموارد المتاحة. والبرنامج الطموح - حال تنفيذه - سيكون دفعة قوية لخطط الدولة الرامية لتقليل حدة الفقر وتعظيم الجهود المبذولة لمحاربة البطالة ،وتجويد العملية الإنتاجية بما يخدم مشروع الاكتفاء الذاتي ،ويسهم في إنجاح مبادرة تأمين الغذاء التي طرحها رئيس الجمهورية وتبنتها الجامعة العربية في قمتها الأخيرة.