ترافقت وأخي وزير الشباب والرياضة الاتحادي صديق محمد التوم ترافقنا بالاحد (13/4/2014م) عبر طريق الشهيدة الوزيرة (شهوة الجزولي) من الخرطوم إلى عطبرة العريقة لنجد على البوابة نائب والي نهر النيل صديقي الاستاذ كمال إبراهيم ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الناهض عبد العزيز منصور ومعتمد محلية عطبرة اللواء بحري( م) بابكر حمدتو.. وشيخ العرب الهاداب معتمد الرئاسة.. ومدير الجامعة د. عبد الإله ورئيس الكشافة بالولاية جمال الدين بلة.. ورهطاً كثيرين بعطبرة المضيافة.. إذ تنادت إليها (أربع عشرة) ولاية سودانية في ملتقى شبابي كشفي لقادة الوحدات .. (لأربعة) أيام متتالية لمناسبة قومية إقليمية عربية وعالمية.. وهي الاحتفال الوطني بالعيد المئوي للكشافة السودانية التي دخلت السودان العام (1913م) بداية بمدينة (عطبرة) الفتية هذه.. ثم انداحت (أي الكشافة) إلى مدينة (الأبيض) حاضرة كردفان الكبرى.. ثم إلتفت إلى (مدني) جزيرة السودان الزراعي الواعد.. لتأتي من بعد ذلك للعاصمة الأم (الخرطوم) وهي (أي الخرطوم) تبتهج بهذا الإلتفاف الذكي في منشط شبابي متدرجاً إلى الكهول.. إذ يقول المجتبى صلى الله عليه وسلم (علموا أولادكم السباحة والرماية)- كما أكرر عليكم دائماً- ونعيد تذكيرنا أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يسابق زوجته الحميراء (عائشة بنت أبي بكر) حيث يسبقها مرة وتسبقه هي أخرى.. ولأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.. وإذا كان القيادي العسكري البريطاني (بادن باول) قد صاغها (أي الكشافة) عام (1907) فإنه قد خطها ونبتت من فطرته التي لا تتعارض مع موجهات شرعنا وديننا الحنيف.. وهذه الوقفة القاصدة بولاية نهر النيل.. هي إحدى فعاليات العيد المئوي للكشافة والذي حدد له الاثنين (5/5/2014م) ليكون اليوم القومي الذي يقف فيه رئيس الجمهورية المشير (عمر حسن أحمد البشير) كشافاً أولاً للسودان.. ليخاطب العالم من عاصمة السخاء والإباء المتجدد- الخرطوم- والتي بدأت شعلة المئوية في (27/12/2013م).. وما من ولاية سودانية اليوم إلا وكان (واليها) ووزرائها ومعتمدوها ومسؤولوها إلا وهم الأشهاد والقائمون على هذه المناسبة التي وقف عندها العالم العربي العام السابق (2012م) لاحتفائه بالمئوية العربية الكشفية.. ثم كانت (أي المئوية) عندنا إحدى توصيات المؤتمر الكشفي العربي (26) الذي عقد بالخرطوم العام (2010) والذي شهدته (19) دولة عربية.. وإنه لمؤتمر ذكر من بين توصياته وقراراته (توصيتين) بارزتين أولاهما: الشكر والثناء الذي أفرده لفخامة الرئيس السوداني (عمر حسن أحمد البشير) على رعايته للمؤتمر ومخاطبته لحفل الافتتاح.. ثم ما قدمه من توجيهات للمسؤولين بجمهورية السودان لدعم الكشافة السودانية على كافة المستويات (ثم) أوصى المؤتمر العربي هذا.. بتثمين واهتمام الكشافة السودانية بتقديم المساعدات لأهالي دارفور ولهذا طفنا نحن- كما ذكرنا لكم يوماً- طفنا بعد عودتنا من (دُبي والجزائر) الجنينة غرباً ومورني وزالنجي وسطاً.. ثم كانت كشافة نهر النيل (عطبرة) هي المتقدمة على غيرها في الدورة الشبابية المدرسية الأخيرة بالدمازين بالنيل الأزرق.. وهكذا.. عطبرة.. ونقول إذا كان مؤتمر العرب (26) بالخرطوم في (2010) فإن (أول) مؤتمر عربي للكشافة العربية كان بمدينة (زبدان) بسوريا عام (1954م) ولعلكم تقفون معي جميعكم عندما يقول ذلك المؤتمر قبل (60) عاماً في توصية من أجل توحيد المناهج الكشفية العربية أن تقوم (أي المناهج) على (أربعة) أسس هي: (أولاً) التربية الدينية- أياً كان الدين- (ثانياً) التربية القومية العربية.. (ثالثاً) الثقافة العامة.. (رابعاً) الفنون الكشفية والتربية الرياضية.. فكيف ترون أنتم- قرائي الأعزاء- وإنه لمنهج لو تعلمون فخيم.. ولهذا وضعنا نحن في دورتنا هذه بالكشافة السودانية (أربع) ركائز هامة.. هي الانتشار الأفقي والبناء القومي.. ثم الانتشار الاقليمي مع دول الجوار ثم الحضور الدولي.. فاحرزنا مقعد أفريقيا في ملتقى الكشافين البرلمانيين باليابان هذا العام.. و (رابعتها) توالي وتتابع التثقيف والمفهوم الكشفي بين شرائح المجتمع السوداني.. لسد أي فجوة وفراغ والسمو بتربية النشء وعدم الركود والانحرافات.. ثم حرصنا على صياغة منهج عكفت عليه خبرات منهجية من وزارة التربية السودانية.. واستراتيجيون من الكشافة السودانية لمدى ستة أشهر.. ثم تنادينا لورشة اسبوعية ببخت الرضا.. دار المناهج القومية ثم جئنا به لوزارة التربية.. فوقعنا عقداً بين الكشافة والوزارة ليكون منهجاً تربوياً ناشطاً عالي الحراك.. ليتدرج حتي الجامعات.. ويتقوى بالرواد والرائدات على مستوى السودان قاطبة.. وقد جلست في ذلك مع صديقي البروفيسور/ (خميس كجو) وزير التعليم العالي قبل حين.. وإن أتت بعده الدكتورة (أبو كشوة) فإنها مرشدة كشفية من العيار الثقيل.. ثم اقول إنه إن يكون هذا العيد المئوي للكشافة السودانية يقع تحت مفهوم (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) فإنها (أي الكشافة) هي منهج وسلوك متكامل مستمر.. ونهضة لا يعتريها الخور إلا لمن جهل.. وقد تدرج معنا لبخت الرضا بالنيل الأبيض شيوخ على الكراسي والدراجات.. فعلموا أولادكم (السِّباحة) و (الرِّماية) و(ركوب الخيل) و (غيرها) المتاح.. وقل رب زدني علماً. والله أكبر