وهي قاعة الصداقة بالخرطوم قبالة مرسى (توتي) بمصعد (كبريها) الجديد.. ففي هذه الفارهة تدافعت ولايات السودان كلها إلا (ثلاث) وأنِست بها، وفرِحت ولاية الخرطوم التي حشدت (ألف) شبل وفتى وجوال وآخرين لتشرئب أعناق الأجيال الشاهدة اليوم بأن الكشافة التي بلغت من عمرها (مائة) عام تخطو للمائة الثانية بإذن الله.. فهؤلاء المرشدات يشاركن في هذا الحدث الفخيم.. وهذه هي كشافة (أبا) الناشطة.. ومالك لا تقول (أبنوب) و(جرجيوس) ومدارس (القبس) و(الواحة) ثم غيرها عديدات وتزحف لكل المدارس بعد إبرام عقد (المنهج الكشفي) بين الكشافة ووزارة التربية والتعليم العام.. وتحدثت إلى أخي (بروفيسور خميس كجو كندة) الوزير السابق في شأن القادة بالجامعات والتعليم العالي.. وقلت إن (بروفيسور سمية أبو كشوة).. هي لا توصى كذلك.. هذه الاستهلالية للوقفة المئوية رميت بها إلى أن أقول بأن الأخ (رئيس الجمهورية) المشير: (عمر حسن أحمد البشير) هو (الكشاف الأول) على القطر السوداني كافة والذي (أي البشير) ما تشرفنا بطلب إليه إلا وجدناه حادباً مبادراً.. فذكرنا له أن عام (1913) هو عام ولوج منشط الكشافة لمدينة (عطبرة) عاصمة الحديد.. والذي سيعود من جديد- أي السكة حديد- بعون الله.. وهو عام ومنطلق التجديد.. إذ التجديد يتم كل مائة عام.. هو المرجعية والمرتكز الصادق.. فانطلقت اللجنة العليا من (18) قائداً ورائداً عليها الدكتور (مصطفى عثمان اسماعيل) وزير الاستثمار.. ونائبه الاستاذ (صديق محمد التوم) وزير الشباب والرياضة وكنت أنا أبادرهم من مجلسي الإداري برئاسة الكشافة أبادرهم بكل فنية وخصوصية وبكل ربط وتنسيق.. حتى أتانا التحديد من مراسم الجمهورية بيوم الاثنين (الخامس) من (مايو) هذا العام (2014م) بعد إنارتنا لشعلة المئوية بالخرطوم في (27/12/2013م) وهكذا تألق الدكتور (مصطفى) في انجاح الإحتفاء بمئوية ا لكشافة السودانية مثلما نجح هو أيضاً عام (2010) في المؤتمر العربي الكشفي بالسودان رقم (26).. ومثل ذلك ترافقنا معاً لمؤتمر الكشافة (بداكار) بالسنغال عام (1992م) حيث أصلحنا ما بيننا كدولة سودان وكشافة الكويت حين رفضوا مصافحتنا ظناً منهم أننا وقفنا مع (العراق) ضدهم حينها.. فأجلينا لهم أن رأينا كسودان أن تصلح قضايا العالم العربي في المنابر العربية وليس غيرها.. فأدركوا من ثم الحقيقة فصافحونا.. ثم مضينا.. وتمت كذلك مجهوداتنا ككشافة سودانية حين بادرنا إلى (12) دولة عربية من القاهرة إلى بورسعيد لنقول في مسيرة هناك: (بورسعيد عربية.. بورسعيد لنا).. (القاهرة عربية.. القاهرة لنا) فتجاوبت معنا الجماهير.. عبر الطرقات وتجاوزوا معركة فريق (القاهرة) وفريق (بورسعيد) والتي استشهد فيها فوق (70) مواطناً.. العام الماضي.. وهكذا حق لنا أن نحتفل بعيد كشافتنا المئوي.. وتجاوبت أيضاً كل الولايات السودانية بأعيادها المئوية كل منها بحاضرتها ورعاية (واليها) وتنافست (أي الولايات) في الحراك الاجتماعي والثقافي والبيئي وإفشاء روح النفير والنخوة.. والآن تشهد شواطيء الأبيض والأزرق.. والنيل الكبير تشهد ترقية للمظهر العام والبيئة.. وتسمو همم الناشئة والشباب والأولياء للأخذ بمنهج الكشافة الرباعي: (التربية الدينية) و (التآخي والإحاطة العربية) و (الأفق الثقافي والإلمام) ثم (حذق الفنون الكشفية والتربية البدنية).. كل هذا الجهد والانتشار الافقي بالولايات أشاد به (القصر الجمهوري) فأصدر الرئيس (البشير) تكليفاً لنائبه الاستاذ (حسبو محمد عبد الرحمن) ليعلتي منصة قاعة الصداقة وعلى يمينه العميد ركن (عبد الرحمن الصادق المهدي) مساعد رئيس الجمهورية ثم (الاستاذ يحيى حماد) وزير التربية بالشباب والرياضة ولم يتوان أبداً الدكتور (عاطف عبد المجيد) ابن السودان.. الأمين العام للاقليم العربي الكشفي.. قادماً للمئوية من القاهرة.. ثم مثّل المكتب العالمي الكشفي الماليزي (داتو/د/ توماس شي) وزوجته عمدة المدينة هناك: (داتي/ إيلين).. حيث منح وسام الجدارة بالقرار والمرسوم الجمهوري لكل من (د. عاطف عبد المجيد).. لما يقوم به خلال العالم الكشفي قاطبة.. ثم الاستاذ (مكي محمد بابكر) مبتدر الكشافة البحرية.. ثم (الاستاذ عصام كامل الخضر) مبتدر الكشافة الجوية وأخلص الجميع وأُعجبوا بكلمة نائب رئيس الجمهورية (حسبو) الذي اشاد بدور هذا المنشط في ترقية وعلو الشباب.. وقال اذا كانت الكشافة اليوم زهاء (40) ألفاً.. فإننا نوجه أن تصعد قريباً إلى (400) ألفاً وسندعم نحن كدولة سودانية كل الحراك الإيجابي للاشبال والفتية والجوالة والقادة.. ثم كان العميد (عبد الرحمن).. كان صادقاً في كلمته ومنحى حديثه... وذكر أنه سيدعم الكشافة بوقفة (فروسية) بميدان سباق الخيل والفروسية وتحدث (د. عاطف) بتاريخ ومجلدات الكشافة.. وقد اشرت أنا إلى تكليف أخي (د. مصطفى عثمان) وأخي (صديق محمد توم) بمهام خارج السودان.. ولهذا يتصدر اللجنة العليا (أخي العميد عبد الرحمن الصادق المهدي) مساعد رئيس الجمهورية.. وكان الاعلام والإنشاد والتمثيل الناشط للفعاليات.. وزهو الشارات والمناديل الكشفية لدرجة أن بعض الشباب ارتدى الرداء القصير والقميص والعمامة تذكيراً (ببادن باول) الضابط البريطاني مبتدر الكشافة عالمياً.. وسررت من بعض الأمهات وهن يأمرن ابنائهن العصافير الصغار ليؤدوا أمامي تحية الكشافة وليشرح لهم عنى التحية الثلاثية.. كما تناول ذلك أخي (حسبو) في كلمته أمام الحشد الالفي العدد.. حيث لم تسعهم قاعة الصداقة الكبرى.. فهنيئاً للسودان لهؤلاء الناشئة وهيا للمستقبل ثم (المائة) الثانية بإذن الله ونقول (أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أم من يمشي سوياً على صراط مستقيم) ولا تتراخوا إذ أرشدكم الله الأعظم بقوله لذلك الفتى (يا يحيى خذ الكتاب بقوة). والله أكبر..