تعرضت ولاية الخرطوم في خريف 2013 لأمطار غزيرة بلغت «120» ملم وهي تفوق أمطار عام 88 «50» ملم وصاحبت هذه الأمطار سيول جارفة من شرق وغرب الولاية عبر الأودية الكثيرة والمصارف وقد كانت محليات شرق النيل «وادي سوبا ووادي الحاج ووادي الحسيب وأم ضواً بان»، ومحلية كرري المسيلات من جبال كرري، الخيران الغربية من أم درمان وخور وادي سيدنا ومحليتي أمبدة وأم درمان «خور حمرة، خور القيعة» وفي محلية بحري وادي الكنجر، تلي ذلك ارتفاع مناسيب النيل. وقد خلفت الأمطار والسيول كثير من الأضرار مما جعل من الجميع يتعاونون لإغاثة المتضررين وعلى رأسهم الحكومة الاتحادية والولائية وقدموا الإغاثات العاجلة، ولكن تبقى مشكلة مساعدتهم لإعادة إعمار مناطقهم وتسكينهم في منازلهم، ولتنفيذ ذلك قامت ولاية الخرطوم بإعلان إنشاء صندوق إعانة المتأثرين من السيول والفيضانات 2013«آخر لحظة» مع اقتراب خريف 2014 جلست مع د.محمد عبد الله شيخ إدريس المدير العام للصندوق للتعرف على ما قام به الصندوق للمتأثرين فكانت الحصيلة:. ü حدثنا عن الصندوق وفكرة إنشائه؟ - بعد امتصاص الصدمة الأولى للسيول والأمطار والفيضانات والتي تكامل فيها الجهد الرسمي مع الشعبي والخارجي مع الداخلي وتحولت فيها اجهزة ولاية الخرطوم الرسمية والشعبية إلى غرفة طواريء أنفقت فيها الولاية أكثر من «20» مليون جنيه، إضافة للجهود المركزية والدعم الشعبي والطوعي المقدر انصرفت بعدها الولاية الى دراسة مسببات الازمة وتلافيها مستقبلاً، حيث أصدر د.عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم قراراً بإنشاء صندوق إعانة المتأثرين في القطاع السكني في سبتمبر 2013 ليقوم بمهمة تقديم الإعانة في فترة لا تتجاوز خريف 2014.. وقد تلخصت مهام واختصاصات الصندوق في حصر وتصنيف المتأثرين سلباً بآثار خريف 2013 على مستوى ولاية الخطروم كلياً وجزئياً، وبناء قاعدة معلومات يستفاد منها مستقبلاً والتنسيق مع جهات الاختصاص لإعداد الخرط الكنتورية والموجهة المساعدة في إعادة التخطيط بالنسبة للمناطق غير المخططة وتقييم حجم الاضرار وتقدير كمية الاعانة المقدمة للمتضررين.. واستنهاض الجهود الرسمية والشعبية الداخلي والخارجي للمساهمة في انجاح المشروع. تقدير الاحتياجات المالية للمشروع واستنباط موارد مالية إضافية لإنجاحه. ü هل تم إحصاء وتصنيف كلي للحالات؟ - بالطبع تم احصائها وتصنيفها بواسطة الجهات الشعبية والهلال الأحمر ونحن قمنا بتأكيد الحصر بواسطة مسح ميداني لكل المناطق وقد وصلنا بدعمنا ل(60%) من المتضررين من الفئة «ج» وهي الفئة الأكثر تضرراً، وأريد أن أؤكد أن الحصر الذي تم بموجبه دعم المتضررين تم بواسطة فريق هندي ومناديب من اللجان الشعبية، وقد حددت اختصاصات لجان التأكيد في توضيح حجم الضرر وقيمته والتأكيد من أن المبنى لا يقع في مناطق الإزالة أو مجاري السيول او المناطق الخاصة للتخطيط، وفي نفس الزيارة تقوم بتقديم الدعم وهو 60% من قيمة الضرر الكلي أو الجزئي وكرت يستلم به مباشرة من الشركات التي تعاقد معها الصندوق والتي تقوم بتوصيل الطوب والأسمنت لمنزل المتضر ويتم تسليم الدعم على مرحلتين. ü وماذا عن المصنعية هل يدفعها الصندوق أم المواطن فمن المعروف أنها أصبحت تحدد بقيم كبيرة؟ - نحن تحملنا جزءاً مقدراً من تكلفة البناء، أما المصنعية فنحن لا ندفعها إلا عبر اتفاقيات مع جهات لديها أيدي عاملة مثل منظمات المجتمع المدني. ü لماذا وقع اختياركم على طوب البلك؟ - ثبت بالتجربة أن طوب البلك الأسمنتي هو الأجود في البناء بالإضافة لأن من يستخدمه يمكن أن يسكن في المنزل خلال «72» ساعة ويجب أن أؤكد أن الطوب الذي اتفقنا عليه مع الشركات المنفذة تمت صناعته بطريقة محددة نضمن بها الجودة. ü من خلال متابعاتنا هناك مناطق كثيرة لم تخضع للتخطيط أو بمعنى آخر أكثر عشوائية.. وقد ذكرتم أنكم تعاملون معها بطرق محددة ما هي؟ - لقد أثبتت جولاتنا أن «60-65%» من المتضررين يسكنون في أراضي غير مقننة وحتى المناطق المقننة توجد بها مباني غير مصرح لها بالبناء.. وقد عانينا من هذه المشكلة،ولكن تم حلها بعدم حرمان المتضرر من الدعم كله يسلم له بعد أن تقوم الحكومة بتعويضه في منطقة مخططة حتى لا يتكرر ما حدث في العام الماضي يقدم له هذا الدعم باعتبار أن الحكومة شريك في وجوده في تلك المناطق لأنها أقرته وأوصلت له بعض الخدمات. ü وماذا عن التمويل؟ - لدينا مشكلة أساسية في التمويل فهو ذو شقين الأول داخلي وينقسم هو نفسه لحكومي وشعبي ومنظمات مجتمع مدني وخارجي، وهي التزامات من بنك التنمية الإسلامي بجدة ومؤسسات أروبية ورجال أعمال لكننا لم نتحصل منها أي مبالغ حتى الآن، لذا لابد من استنهاض الجهد الرسمي والشعبي لاستكمال التعويضات قبل خريف 2014 الذي اقترب موعده، ونحن من هنا نوجه نداء للمنظمات وأصحاب العمل والخيرين لتلافي آثار خريف 2013 وتجنب مشاكل خريف 2014.