مدينة جميلة لايختلف عليها إثنين؛فنحن على متن الطائرة يوم السبت(الماضي) في طريق عودتنا للخرطوم،قابلت زميلي الأستاذ نادر بلة،المحرر السابق بالإنتباهة والصيحة الموقوفة الأن..والذي أخبرني بأنها الزيارة الأولى له لمدينة الفاشر ؛ساكنا فيها عشرة أيام برفقة أستاذنا عبدالماجد عبدالحميد(أبواياد)..في عمل خاص..قال لي بلة رغم أنها الزيارة الأولى لكنني كم تمنى أن مكث فيها أكثر،وياحبذا لو استقريت فيها.. أصل الحكاية تحركنا من صالة الحج والعمرة متوجهين لفاشر السلطان في الثالثة عصر الجمعه (الماضي) أنا وزميلتي الأستاذة فاطمة الصادق الصحفية والكاتبة ب(الصحافة) السياسية والرياضية،بعد أن ودعنا الأستاذ عثمان علي،وفي الطائرة كان معنا السيد عثمان محمد كبر والي شمال دارفور،والأستاذة سعاد عبدالرازق وزيرة التربية والتعليم الإتحادية،ووفدها المكون من وكيل وزارة التربية الدكتور السر الشيخ أحمد ،والدكتور أحمد رمضان وزير تربية ولاية سنار والأستاذ محمد الأمين مدير الإعلام والسيد المفوض بلجنة تخصيص الإيرادات الأستاذ مالك إبراهيم..بعد الوصول والإستقبال،نزلنا بالقصر الضيافي،ليستعد وفد وزارة التربية والتعليم للقائهم بالأستاذ التجاني سنين وزير تربية شمال دارفور؛عند الساعة السادسة مساءاً،بغرض عرض تجهيزات الولاية للعام الدراسي،ومناقشة المتطلبات والمعينات الضرورية.. حوالي الساعة السابعة مساءاً توجهت للصالة الكبرى بالقصر الضيافي لمتابعة مباراة إيطاليا وكوستاريكا ببطولة كأس العالم،وبين شوطي المباراة سألت مجاوري..هل قامت الولاية بتخصيص أماكن لمشاهدة مباريات كأس العالم في الأحياء..؟ فرد علي بأن جميع أحياء الفاشر بها شاشات كبيرة وأجهزة للقناة الناقلة..وأضاف بأن أحياء المعسكرات لم تسقط من عدالة التوزيع..فالفاشر كلها تتابع وتشجع من يروق لها وهي به معجبة.. النفير من مجتمعنا اليوم الثاني صباحا كنا متوجهين لمبنى محلية الفاشر لحضور حفل نفير التعليم للوحدات الإدارية،وكان في إستقبالنا معتمدها نصرالدين سراج، وإبتدر الوالي عثمان محمد يوسف كبر الذي إبتدر خطابه في الاحتفال شاكرا مجتمع الفاشر « فلولاه لما نجح نفير التعليم» ،فالمجتمع هو الشريك الأول في التربية،مرجعا الفضل له في القيادة،وأكد أن حكومة الولاية تعهدت بسقف جميع الفصول،وتركيب أبوابها ونوافذها،وهي تكون قد أكملت ماأنجزه مجتمع الفاشر ومكوناته من لجان شعبية ومجالس محلية،ليتم بناء وتأهيل عدد كبير من الفصول في (1200) مدرسة أساس بتكلفة 16 مليار وفرها نفير التعليم الذي بدأ في الثلث الأول من العام 2012م،مشيدا بالمواطنين الذين كشف عن قيامهم ببناء ألف فصل ومكتب معلمين، وأوضح أن جملة النفير بلغت نحو ال(60) مليارا من الجنيهات..وكله كان جهدا شعبياومجتمعيا.. د.احمد رمضان وزير تربية سنار أشاد بالنفير قائلا بإنه يعتبر نموذجا لجميع ولايات السودان،مؤكدا الدور الفاعل والإهتمام الذي يوليه السلطان كبر للتعليم.. الوزيرة سعاد عبدالرازق ثمنت المبادرة وكشفت في ذات الوقت إشفاقهم على سير الإمتحانات بالولاية في ظل التقلبات الأخيرة والأحداث؛ولكنهم كانوا مطمئنون عندما كان الوالي كبر يقف بنفسه عليها،وقال إن النفير الذي إنتهجه الوالي وحكومته يعتبر منتهى الشفافية،معتبرة ذلك رسالة حقيقية لكافة ولايات دارفور لتحذو حذوها..وقالت الوزيرة سعاد إن إحصائيات موجود بوزارتهم توضح التصاعد والزيادة التي طرأت بالكادر التعليمي والتلاميذ الذي تضاعف عددهم عشر مرات..وأوضحت الوزيرة أن حضور الوالي للنفير يعكس مدى الإهتمام الذي يوليه للتعليم..رغم أن حكومته ووزير التربية يقومون بواجبهم على الوجه الأكمل، وهم بذلك و مطمئنون بأن الأجيال القادمة هم في أيدي أمينة.. الإجلاس بأيدي الأبناء تواصلت زيارتنا فقمنا بالوقوف مع الوفد على تجهيزات الإجلاس التي تم تصنيعها بالمدرسة الفنية الصناعية،كتأهيل وتدريب وإنجاز يحسب لطلابها،وطفنا على جميع شعبها،لتكون محطتنا التالية هي معسكري السلام وأبوشوك،وأبوشوك هذا له حكاية يعرفها الجميع،ولكننا الأن فيه ونحن آمنون..وكنا حضورا بمدرسة طيبة الثانوية بنات ، ومن حضروا لإستقبالنا كان مشيدا بحكومة الولاية وواليها،موضحين أن (طيبة) هي نموذج موجود وماثل أمامنا،ومجتمع أبوشوك تعارف وتآلف مكونا لمجتمع وإن كان جديد؛فهم لشمال دارفور ينتمون..منسق المعسكرهارون موسى،أكد أن الوالي كبر وحكومته لهم الفضل من بعد الله في تعليم أبناء المعسكر،بقرارهم الشجاع بالإهتمام بالتعليم،ولولا تضافر المجتمع والحكومة لما نال أبوشوك في الشهادة الثانوية العام الماضي المركزين الأول والثاني..وتعهدت سعاد عبدالرازق بتدريب جميع معلمي ومعلمات (طيبة)،مبشرة بتكفلهم بمعمل علمي،سيكون نواة لمعامل ستجد طريقها لجميع ثانويات أبوشوك.. العريشة والمندولة المحطة قبل الأخيرة كانت عريشة الأمهات لمجندي الخدمة الوطنية عزة السودان 18،وتم عرض الطابور والمهارات العسكرية والبدنية،والذهنية..وفيه ثمن الوالي والوزيرة دور الأمهات اللائي يمثلن المجتمع الفاشري في تنمية المورد البشري بالولاية،وهن صاحبات قدح المندولة،التي طلب وكيل وزارة التربية الإتحادي من المحرر أن يلتقط لهم صوراً وهم يتناولون العصيدة من (المندولة) على مائدة الوالي ومرافقيه..وهو يقول بأن هذا هو رمز لكرم وضيافة نساء الفاشر.. سألت السلطان كبر عن سر تفوق محليتي الطويشة وسريف عمرة في نتيجة هذا العام لشهادة الأساس،فالأولى حلت في التحصيل الأولى،والسريف حلت بالثالث..رغم الأوضاع والأحداث الأخيرة..!فقال لي:شوف نحن دائما نقبل التحدي؛لأنه من صميم عملنا،في بسط الأمن وتوفير الإستقرار،ولاينكر الجميع التطور الإيجابي في التعليم والتحصيل بمحليات الولاية الثمانية عشر،فالمعأناة تولد الإبداع وتصنع التفوق، فالنفير أوضح للمجتمع الفاشري أهمية التعليم ، ومواطنو المحليتين لديهما الإصرار والأساس والوعي الذي ترجم تفوقا،رغم الظروف الإستثنائية،وهناك مقولة (الحاجة أم الإختراع)؛وهنا نقول إن (المعأناة أم التفوق والنجاح).. الوالي كبر كشف عن بدء عمل المعلمين بالمدارس يوم غد (أمس الأول)للإستعداد لإنطلاقة العام الدراسي الجديد في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.. رسالتان ومغزى وعن وجود حركات مسلحة من عدمه بالولاية، أكد كبر ؛بإنحسار الحركات مقارنة بالفترة السابقة ،رغم وجودها بسبب كبر حجم الولاية والسلاسل الجبلية الحصينة التي تتيح لهم ملاذا ولكن دون تأثير يذكر على أمن وإستقرار المواطنين لقلة أعدادهم وضعفهم..مضيفا بأن الأوضاع الأن غير العام السابق وبالتالي الأعوام الإحدى عشر الماضية..موجها رسالة للمجتمع بشمال دارفور بأن الأوضاع التي عايشها الجميع كانت تزيدهم إصراراً وعزيمة على توفير الأمن،بفتح أبواب السلام والحوار،لتقديم قدر محسوس من التنمية والخدمات لأهلنا في الولاية.. وكانت رسالة السلطان لجميع أهل السودان وبلغة واضحة تماماً ، فقال لي أنقل على لساني بأن شمال دارفور قد عبرت إلى بر الأمان،وأبدا لن تكون خصماً على الوطن،بل ستكون إضافة حقيقية له،فهي أرض للسلام ونرنو للمزيد في التنمية،مما سيؤهل إنسان الولاية ليكون فردا منتجا يساعد في إدارة عجلة التنمية بالسودان. }}