مولانا البروف الجليل محمد عثمان صالح الأمين العام لهيئة علماء السودان مرة أخرى لك التحايا والسلام.. ونقدم لك نصيحة لوجه الله وليس ذلك تطاولاً.. ولا تعالياً وأنا أعلم أن الوضع الطبيعي.. أن تقدمون لنا النصائح أنتم.. فأنتم الأئمة ونحن الرعية ولا نعدو غير الحرافيش أو العوام.. نقدم لك النصيحة أنت ومن يرى رأيك من مشائخنا الأجلاء الرافضين للغناء مطلقاً وحتى الذين يطالبون بإيقافه في شهر رمضان.. والسبب بسيط ويسير جداً.. فأنتم قد عصمكم الله من سماع الغناء ونحن وحتى آخر سبيبة في رأسنا من الذين يذوبون وجداً في الغناء.. من الذين يشجيهم القوس عندما يذبح أوتار الكمان.. ننتشي ونفرح فرح طير طليق، ونزهو زهو الأطفال في العيد.. كلما صدح وردي أو تغنى عثمان أو طوع الحروف وغمسها في قارورة اللحن البديع.. مصطفى سيد أحمد.. والآن ألست بكل هذه الخبرة الثرة الوافرة مؤهل للافتاء لك ولكم في حقول الغناء.. النصيحة هي دعوا السر قدور وتلك المجموعة النظيفة أن تغني في رمضان وعبر الفضائيات والمحطات.. على الأقل أنه غناء رفيع ونظيف.. أنيق عبارة عف أسلوب وذلك لسببين أولها أنه يمسح باستيكة ذاك الغناء الهابط المبتذل الذي ملأ الساحة، وصار يتجول في الطرقات، ويسهر في الليالي، ويؤذي السامع والمشاهد.. دعوا السر قدور وفرقته يطردون تلك العملة الفاسدة عملة الغناء الوضيع.. هذا هو السبب الأول.. أما السبب الثاني هو أشد وجاهة وأقوى بلاغة وأنصع حجة من الأول.. وهو أن الحكومة.. بكل أجهزتها لا تملك مصدات الرياح ولا تستطيع- وإن أرادت- أن تمنع أبهام واحد في كل هذا الوطن من أن يكبس زر صغير في «ريموت» لا يزيد عن كف اليد من فتح أبواب الدنيا ليهب منها جحيم الغناء ذاك الذي يخجل منه حتى ابليس.. والله يا مولانا توقفوا الغناء في القنوات المحلية تنفتح أبواب السودان لتهب منها حمم الجحيم.. تأتيكم «روبي» في ليل رمضان بل تأتي حتى في نهار رمضان وهي تتلوى كما الأفعى.. تنظر إليها وتكاد تجزم بأن هذه «البنت» ليس بها عظم واحد أو حتى مجرد «غضروف» تأتيكم كل مطربة من «برودواي» تغني وهي بالكاد «تلبس» نصف متر من القماش وهذه كل ملابسها، أنا واحتراماً لأواخر «شعبان» وتوقيراً وفرحاً برمضان قد الجمت قلمي حتى لا يسترسل لينقل لك صور الغناء المتاحة للمواطنين والقادمة وهي على ظهر ابليس من «باريس» من «مانهاتن» وحتى من «بيروت». مولانا بالله عليكم.. دعوا الغناء وابتعدوا عن تعاريجه ومشاكله ومصاعبه، بالله عليكم تصدوا في بسالة لأمهات الأمور.. تحدثوا عن ذاك الجحيم الذي يتقلب في أتونه المشتعل المواطن المسكين الفقير المحروم.. ولماذا يا مولانا كل فتاويكم مصوبة فقط تجاه الرعية.. لماذا لا تتوجهون بالفتاوى للحكام.. أفتوا بأنه ليس من العدل.. أن يكون راتب مواطن هو 450 جنيهاً لزاماً عليه أن ينفقها على نفسه أو زوجه لمدى ثلاثين يوماً.. ومواطن آخر وإن كان من المسؤولين راتبه سبعة ملايين «بالقديم» ومعها بعض «التحابيش» علماً بأنهما يعيشان في وطن واحد ويأكلان نفس الطعام.. ويستهلكان نفس «السُكر» ويشربان نفس الماء..؟ أفتوا بأن طرد المواطن من وظيفته بغير جريمة بغير مجلس محاسبة حرام.. حرام.. حرام.. حتى وإن جاء طرده ملفوفاً بعباءة التمكين.. أفتوا للمسؤولين بأن وقوف المواطنين تحت هجير الشمس وهم يتزاحمون ويتدافعون وكأنهم في يوم الحشر انتظاراً للمواصلات التي لا تجيء أبداً ولكن تنسل سيارة وسيارات أو تمرق كما السهم رباعية الدفع مظللة الزجاج وفي جوفها مسؤول يهفهف من حوله هواء التكييف محيلاً السيارة إلى «ثلاجة موز» قولوا لهم هذا حرام.. حرام.. حرام.