قالوا: السيسي المصري الذي كان معادياً يزور السودان. قلت: (الواد) بدأ يتعلم السياسة! قالوا: كيف؟ قلت: عرف كيف يأكل (الكتف السوداني). بقليل من (الريق الحلو) يستطيع المصريون أن يأخذوا كل شيء من السودان. *** مصطفى عثمان يعقد اتفاقية أمن الحدود مع مصر وهو وزير استثمار. العساكر غائبون..أخشى أن يبيع هذا (الدبلوماسي) حدودنا الشمالية تحت اسم فتح المعابر. وأخشى ما أخشاه أن تبيع الحكومة السودانية (الأخوان المسلمين )لإرضاء السيسي، كما باعت حماس من قبل للأمريكان! المعتمد في ولاية الخرطوم (يغني) للوالي ويقول له : أنت بيننا رغم كل ما يقال عنك في الإعلام!! قلت : أين الجديد في هذا..معلوم أنهم لا يحترمون الإعلام لأنهم لا يعترفون بالرأي العام. قال: الجديد أنه بهذا أثبت ما يقوله الإعلام..ومن موقع (لحياد) يدافع عن سيده. وهذا لعمرك أسوأ أنواع الإدانة! السيد المعتمد أفرط في (اللغة) حتى فقد البوصلة..شبه أناقة (ناس الحزب) بأناقة (محلية الخرطوم)..هل كان موفقاً في هذه المغامرة اللغوية؟ وهل هناك أصلاً أناقة في الخرطوم ومحلياتها؟! قلت: كيف نفهم هذا: قرار جمهوري رقم (261) ليعطيك حقك، ثم يأتي القرار رقم (290) ينزع منك هذا الحق! قال وهو يرفع كتاباً مكتوب عليه (كل شيء ممكن في السودان) هذه شهادة أحد الأجانب.. ثم صمت قليلاً ليواصل الكلام متحسراً:- مصيبتنا أننا لا نثق في الخواجات ونصدق أوهامنا! قالت الجرايد: معتمد حلفا الجديدة يهدد بقطع رؤوس معارضيه. قلت: هكذا وضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب. قال: لم أفهم! قلت: رغم أنني لست أكثر فهماً منك، إلا أن منطق الأشياء يقول: إن هذه (الفقاقيع) من بقايا ثقافة «نافع علي نافع» في السلطة، ولكن الفرق أن الدكتور كان يتوعد بكامل قواه العقلية!! علماء الحكومة الدينيون يشكون من أن الفضائيات لا تهتم بفتاويهم! قلت : السبب في ذلك أمران لا ثالث لهما: إما لأنهم لا يفهمون من يخاطبون أو أن ثقافتهم وفقههم تجاوزه الزمن. في الحالة الأولى وسائل الدعوة معطوبة أما في الثانية عجز فكري..كيف يكون مسموعاً إنسان مثل هذا؟!! قال: لماذا لا تكون هناك مؤامرة؟ قلت: الفضائيات وسائط محايدة لا تعرض إلا ما يروق للمشاهدين ولا تجتمع أمة على ضلال!! يحاربون مثلاً حلقات السر قدور «أغاني وأغاني»أستطاع هذا الرجل أن يستثمر فتنة الشباب وهو أن يلمس في الناس أوتار حساسة مثل: معالجة الوطنية المجروحة من خلال تاريخ الأغنية السودانية. ولم ينجح في ذلك إلا لأنه الوحيد في الساحة الذي يحاول!! أما علماء الحكومة، من لم يبرر منهم الاستبداد السياسي بفقه قصور بني العباس،فشل في معالجة القضايا الحيوية مثل: أزمة الحكم والفساد الحكومي.. ومنهم من هرب إلى قضايا لأنهم أصحاب السؤال!! في حفل تأبين العلامة عبد الله الطيب، سخر البروف عبد الرحيم علي (وهو من أقطاب الإنقاذيين) من حال اللغة العربية!! قلت: من المسؤول؟هذا البروف ينعي فكره السياسي. بعد ربع قرن من مشروعه الديني السياسي يكتشف هذا (التدهوراللغوي).. الخلاصة:(طفشوا) اللغات الأجنبية باسم التعريب، وأضعفوا (العربية) بنشر الفقر الاقتصادي والثقافي! الهلع في الأسواق مع رمضان والصفوف التي تنام في المساجد دليل على ضعف الدين لدى هذا الشعب. قلت: ماذا بقي للشعب السوداني إذا فقد أخر معاقله وهو التدين.. قال: أطمئن ما زال هناك باقي وهو (الطيبة) الساذجة التي تبدو كأنها ضرب من التدين!! سأحكي قصة بتول(ست البيت): تسلق أحد أطفالها الصغار ظهرها وهي في دكان إسحاق الفوراوي. حاولت إسكات الطفل بقطعة حلوى تناولتها من (بنك) الدكان دون أن تستأذن صاحب الدكان ولكنها فوجئت بطفل آخر يبكي خارج الدكان. وهي بين هذا وذاك عالجها صاحب الدكان بدينها القديم..وهذا يعني أنها فقدت فرصة دين جديد!! صمتت قليلاً ثم قطبت جبينها وألقت ما في أعماقها دفعة واحدة،وصرخت: العيشة ابتنا يا شيخ إسحاق!! يعود الرجل مجرجرًا قدميه بعد هبوط الظلام..وعندما تسأله زوجته لا يقدم تبريراً مقنعاً ولكن عندما اجتمع أصحاب الدكاكين ليطرقوا الباب واحداً بعد الآخر اعترف لها: اليومية لا تكفي لكي يسدد دينه لأصحاب البقالات لهذا، يفضل دخول (الحارة) ليلاً! وأحياناً يخرج قبل الشروق لأنه لو تأخر ستلاحقه المطالبات. كل المنافذ أمامه مسدودة: دكان زكريا يغلق المنفذ الشرقي وخليفة (ود المناقل) ينتظره في غرب الشارع!!