(رمضان فات بي خيرو وشرو) و (كدي دندن لينا بي أغنية وانت في المقابر) و(الشيخ صديق أحمد حمدون كان يغرد بالقرآن الكريم) و(............)- خلوها بالنية بس- فهذه ليست كلمات تفوهت بها أنا ولكنها بعض السقطات والهفوات القاتلة التي تتحفنا بها مذيعات زمن الغفلة من حين لآخر لا تعني سوى شيء واحد فقط هو انعدام كل مقومات هذه المهنة لديهن- قال مذيعات قال- ولم يتركن لنا سوى أن نتساءل كما ظل الزميل الحبيب محمد الطيب الأمين دائماً يقول: (نفسي أعرف المذيعات ديل بجيبوهن لينا من وين)، فمن يعين أمثال هؤلاء؟.. وكيف تم ذلك؟.. وهل يمكن أن يكون أمثال فلانة وعلانة دي مذيعات؟.. وهل هناك لجان لاختيار المذيعات بحق وحقيقة تمر عبرها هذه الأشكال؟- لا أعتقد ذلك- بل إن إدارات هذه القنوات بإفساحها الأبواب والمجالات المشرعة لعديمات الموهبة والثقافة من بعض، بل كثير ممن يحملن اسم مذيعة.. يهدفون بذلك (لفقع مرارة) المشاهد السوداني وتعكير صفو يومه.. بل كل أيامه بهذه الأشكال التي لا تعدو عن كونها (زهريات) وديكوراً للاستديوهات ليس إلا.. فمن يقنع ناس فلان- البعرفهم أنا- بأن الجمال وحده لا يصنع مذيعة ولكنه زمن أغبر اختلت فيه الكثير من المعايير والموازين وأصبح (حلق) النجومية يمنح للماعندهن (أضان). ما دفعني للكتابة اليوم لأن (أفقع مرارتي) أنا أيضاً بالحديث عن مذيعات عديمات التطور والتطوير في الأداء ومتفرغات فقط للاهتمام بمظهرهن ومتابعة صيحات الموضة من الثياب والإكسسورات والكريمات.. ولكن صيحات البرامج ونجاحها ما عندهن ليها نفقة.. لذا لا يعددن أيامها فهن بعيدات كل البعد عن ذلك. ولكن حركني واستفزني تصريح صادق وشجاع أطلقته المذيعة غادة عبد الهادي قبل أيام عبر صفحات الزميلة السوداني الغراء وهي تقول بشجاعة تحسد عليها: (عدد كبير من المذيعين يفتقدون لمقومات العمل الإعلامي الذي ينبغي أن يكون على أعلى المستويات بالإضافة لاكتمال عناصر العمل التي لا بد من توافرها حتى يكون الشخص ملماً بكل ما يدور حوله من أحداث محلية وعالمية يجب متابعتها لحظة بلحظة، بالإضافة لمكتسبات أخرى مثل الثقافة والحصيلة المعرفية وسرعة البديهة والتجويد الذي يعتبر من الضروريات في هذا المجال والاستعانة بالخبرات التراكمية التي يستند عليها كلما تعمق أكثر في المجال الذي يعملون فيه).. حديث غادة صادق وشجاع وعميق رغم أنه لاذع للحد البعيد ولكنها لخصت فيه كل نقدنا لهن خاصة للمذيعات بعبارة واحدة وهي (عدد كبير من المذيعين يفتقدون لمقومات العمل الإعلامي الذي ينبغي أن يكون)، فغادة عبد الهادي بالطبع لا تهدف للتجريح أو المساس أو تقليل قيمة شخص ما بقدر خوفها على هذه المهنة الرسالية العظيمة، فبقدر نقدها فتحت قلبها الكبير وهي ترشدهم وتضع أرجلهم في طريق الثريا والمجد والنجاح الإعلامي إذا ابتغوه وليس الثرى الذي يقبعون فيه.. وإن شاء الله ينفع فيهم يا غادة. وأنا شخصياً أقر وأعترف بأننا ظلمنا غادة عبد الهادي من غير قصد لم نمنحها حقها كاملاً رغم أنها تستحق منا أن نفرد لها الصفحات، فنحن نحب ونعشق طلتها في الشاشة ونعجب بتلقائيتها وبساطتها غير المصطنعة كحال الكثير من زميلاتها، ومعطنة بثقافة عالية ممزوجة بأناقة محترمة كحال سلوكها وأخلاقها الرفيعة تتجسد فيها كل مقومات المرأة السودانية الأصيلة التي نفخر ونفاخر بها، فلها منا العتبى حتى ترضى هي ونجمة إذاعة البيت السوداني المذيعة المتألقة لمياء متوكل. و... و... و... بعشم أعاين ليك أشوفك معاي أنا بس أعيش معاك الريد بالعلني ما بالدس