وبالأمس يا أحبة كانت كلماتنا من محبرة النزيف.. وكيف لا تكون من محبرة النزيف.. حمراء قانية الحمرة.. وهي تتحدث عن انشطار وطن.. وذهاب أحبة ضمنا معهم وبهم ومعهم وطن جميل متعدد الألوان.. وكيف لا تكون من محبرة النزيف.. ونحن نكتب وداعاً لاخوتنا الجنوبيين وكنا في ايام بديعة غنية ثرية مترفة.. كنا نكتب ونحن نطاول السماء طولاً.. منقو قل لا عاش من يفصلنا.. وكنا نشدو.. ميري كلمينا.. عشة ذكرينا.. إنه الوداع المر.. والفراق الحار.. والأنين في وجع.. كتبنا من محبرة النزيف.. فقط لأن وطني علمني أن حروف التاريخ مزورة حين تكون بدون دماء.. أحبتي.. أعلم إني أوجعتكم.. وأدميتكم.. وأبكيتكم.. إن لم تكونوا كلكم.. يكفي أن الأغلبية الساحقة والكاسحة من هذا الشعب العظيم قد تدفقت دموعه وفاضت عند يوم الانفصال الحزين ليس حزناً على «نفط» لعين وليذهب البترول إلى الجحيم.. كان الحزن على وداع قطعة من جسد مزقها الانفصاليون من صفنا ومن صفهم.. الآن أحبتي.. «نرفع فراش البكا» ونغلق ساحة الصيوان والأحزان.. بل نغسل الأحزان بتصريح يضحككم كثيراً..! ويشيع البهجة في نفوسكم.. ويرسم ابتسامة بعرض وطن على وجوهكم الجميلة التي كدَّرها بعض «الإخوان» غفر الله لهم.. اليوم يا أحبة نذهب إلى مضارب السيد أحمد كرمنو.. فقد صرَّح الرجل قائلاً عن الانتخابات القادمة.. إنها سوف تكون انتخابات شرسة.. «اتفرجتو» بالله عليكم ألّا يعادل هذا التصريح بل يتفوق ويتقدم «كوميدياً» على «مدرسة المشاغبين»..؟! تلك التي أبدع فيها النجم المضيء «عادل إمام».. عن أي انتخابات تتحدث يا رجل..؟ وهل تدرك- سعادتك- جيداً معنى كلمة «شرسة»..؟ ونسأل سيادتك هل تعني الانتخابات الرئاسية أم البرلمانية..؟! الرجل يا أحبة يخاطب شعباً عرف الانتخابات قبل أي قطر افريقي بلا استثناء..! هذا الشعب خاضت نساؤه ورجاله انتخابات قبل أي قطر عربي بلا استثناء.. يخاطب شعباً أجرى انتخابات ديمقراطية قبل أن ينال الاستقلال عام 6591 وتحت اشراف الهندي «سكمارسن».. هذا الشعب يعرف جيداً ويدرك عميقاً نوع أي انتخابات إن كانت «هادئة» أو صاخبة.. أو «ميتة» أو عنيفة أو شرسة..!! طيب.. لا أظن أنه يعني الانتخابات الرئاسية.. لأنني وأقسم بالله فالق الحب والنوى.. لا أعرف اسماً واحداً من المرشحين للرئاسة في مواجهة السيد رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير غير اسم رجل واحد من كل المرشحين..! وأظن أن اسمه «شعيب» ومن النساء الدكتورة «فاطمة عبد المحمود» تلك التي يمكنني أن املأ يدي وأقول.. يمكن «للجمل» أن يدخل من «قَدْ» الإبرة.. ولكنها لا يمكن أن تفوز.. إذاً الرجل يعني الدوائر البرلمانية وهو يتنبأ بأنها ستكون شرسة.. وأنا هنا أعلن لكم.. وقبل اجراء الانتخابات بثلاثة أشهر و «شوية» أن كل قائمة المؤتمر الوطني ستفوز ولن «يسقط» مرشح واحد..! «يعني» كل ال624 مرشحاً سوف يفوزون في يسر وسهولة.. وأعلن انه لو «سقط» شخص واحد من كل القائمة.. سوف انضم فوراً للمؤتمر الوطني.