من الاخبار الواردة من حلفا الجديدة يقول :(ناشط اجتماعي ومغرد الكتروني) ان هناك هجوما قد تم على طفلة وحقنها بمادة غريبة: في تمام الساعة الواحدة ظهراً ، وأثناء خروج التلاميذ من مدرسة القرية، هجم شخص يركب موتر على إحدى التلميذات «8» سنوات وحقنها بمادة غريبة وهرب.. تمت مطاردته من قبل شباب القرية، ولم يتم العثور عليه!! هذه هي الخطوط العامة لقصة الجريمة التي نشرنا خبرها في هذه الصحيفة . *** حاولنا أن نكمل التفاصيل الناقصة للقصة من خلال أسئلة مثل: - هل تم فحص مكان الطعن، لتثبيت الرواية؟ ما هو الفارق الزمني بين الحدث والمطاردة؟ ما هي الحالة التي ظهرت على الطفلة في نصف الساعة الأولى؟ إلى أي مدى كانت الطفلة متجاوبة في وصف المجرم؟ *** الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها أفرزت تفاصيل جديدة زادت من مخاوفنا!! لعدة أسباب منها: الثابت بين الروايات المتضاربة أحياناً بسبب التعتيم : لم ينتبه الناس للجريمة إلا بعد أن لجأت الطفلة لأمها، ثم جاءت الأم إلى المدرسة، ثم بدأت اتصالات هنا وهناك.. أي أن البحث والمطاردة لم تبدأ إلا بعد أن أخذ صاحب الموتر فترة زمنية كافية لانجاز المهمة والاختفاء، ويبدو أنه جاء من مكان قريب لصعوبة الاستعانة بالموتر في المناطق المفتوحة.. ولم يظهر له أثر في مدخل المدينة والمدينة بعيدة عن القرية.. *** الموترات دخلت الحرب في غرب السودان لصعوبة الحركة بين الأحراش والتضاريس.. فهي أسرع في عملية الاختفاء، ودخلت حديثاً في الخرطوم لخطف المسروقات والاختفاء بين الجموع! - ومما زاد من مخاوفنا أيضا أن احتمال التخدير للخطف ضعيف، وأن الطفلة مرت بمرحلة حمى خفيفة، كتلك التي تنتج من مقاومة الجسم عند التطعيم بفيروسات العدوى «الميتة» طبقاً لإفادات شهود !! *** - ومهما كانت درجة الحقيقة في كل ما قيل، الثابت هو استعمال الحقنة ، والحقن من أسلحة الحرب الخفية الطويلة النفس ، ويمكن أن نجمع أخطر دوافع استعمال الحقنة في الآتي: 1- تستعمل للتخدير بغرض الخطف، والإتجار بالبشر أصبحت رائجة في شرق السودان !! 2- التحقين لنشر الوباء (إيدز- الكبد الوبائي (B) مثلاً). 3- لتجفيف الأرحام، ونشر العقم بين النساء، وهي أهداف استخبارية بعيدة الأهداف !! 4- التحقين أحياناً في الذكور لنشر الإدمان للمخدرات.. كنا نتمنى أن يكون الاحتمال الأول هو المقصود، ونقفل الملف باعتباره محاولة فردية فاشلة في عملية خطف ولكن مع التفاصيل الواردة من هناك الفرصة أمام هذا الاحتمال بدأت تضيق لأنه لو أراد الخطف لكانت الفرصة مواتية !! ورغم أننا لانثق كثيرًا في نتائج المعامل السودانية والتي ربما سنصلها بشق الأنفس، إلا أننا ارتحنا كثيرًا من اقتناع أهل الطفلة أن (النتيجة) نظيفة!! وارتحنا بحذر شديد من إمكانية الوصول للمجرم لتوفر معلومات تناقلها الرواة،مثل:بقايا الحقنة، ومعرفة الطفلة لملامح هذا المجرم، ومما قيل أيضاً أنها تحفظ نمرة الموتر.. ولكن ويا لها من أداة استدراك رهيب..هل ستكون هناك إرادة حقيقية من قبل المسؤولين الأمنيين والسياسيين في حلفا الجديدة للاستفادة من هذه القرائن؟!! هل لديهم الشجاعة الكافية للاعتراف بالحقيقة الواقعة دون هروب للتخفيف ولا ننسى أن هذه الجريمة شبيهة لجرائم ارتكبت في قرى تناقلتها الألسن ثم سكتوا عنها.. هذه القضية ليست قضية أسرة ولا قرية بل هي قضية رأي عام، لا بل أمن قومي. لا يجب أن يحصر القضية فقط في القبض على المجرم، وربما أصبح صعبا القيام بذلك، ولكن الأكثر أهمية هو تحديد الجهة المستفيدة لأن المسألة ليست تصرفاً فردياً ، وهذا الأمر مفهوم بالضرورة فليس لأحد مصلحة ليقوم بوحدة تدمير مجتمع كامل فائق التماسك، بل أصبح محسودًا بين قوميات حلفا الجديدة التي تتصارع الآن مع ضغوطات الفقر وازدياد معدلاتها وأصبحت الحواشة والمسكن موضوعاً للتقاتل!! وفوق هذا يجب أن نلاحظ الاحترافية العالية والجرأة الواضحة التي (تحلى) بها هذا المجرم!!! وهو يقوم بعملية حقن سريع.. هذه الاحترافية تعني ببساطة أنه مارس هذا الأمر مئات المرات إن لم تكن آلاف المرات في قرى أخرى.. وهذا هو الدليل القاطع.. *** تجمعات من السهل استهدافها، بل واختراقها لأنها متميزة بسلام اجتماعي لا وجود له بين قوميات حلفا الجديدة إلا من أخذ منهم.. والأمر لا يحتاج إلى ذكاء فاستهداف النماذج المتطورة، هو أقصر الطرق لتدمير المجتمعات، ولكن العقلية الاجتماعية المسكونة بالخوف من هواجس(الفضيحة) غير قادرة على مقاومة الخطر القادم ! ومن سوء الحظ أيضاً هناك خطر قادم بدأ يطل برأسه:- بمجرد انتشار خبر هذا الهجوم المجرم بدأت أصوات تنادي بالتسليح، وبل هناك من بادر بتمويل رشاشات وتحديد سعرها! هكذا بدأت بذرة الحرب الأهلية تغزو الوعي الاجتماعي الذي نام طويلاً على فراش حضارة السلام.. ويا ويل المجتمع إذا تذوق هؤلاء حلاوة الفوضى واستعمال السلاح ، وإذا اخترقوا حاجز (السلام النفسي) لن يعودوا.. ولن يعود السيف إلى جفيره إذا شم صاحبه رائحة الدم !!وقديما قالوا إتق شر الحليم إذا غضب!! *** فيا والي كسلا اتق الله في رعاياك وأقتل الفتنة في مهدها: النزاعات على الأرض، وعلى الموارد الشحيحة مثل(الأرض الزراعية والسكنية والتجارية).. في حلفا الجديدة أصبحت على قفا من يشيل مع اتساع دائرة الفقر وانهيار المشروع ، أما المنظمات الاستخباراتية الأجنبية منها والداخلية جاهزة للانخراط.. والقبائل الهاربة من أتون الحروب الأهلية تتقاطر على حلفا، والشرق أصبح ملجأ لتجارالرقيق!! سكوت الحكومة على هذه الأزمات يفتح شهية الصراعات، وتصفية حسابات، قد تطال مجتمعات بأكملها! أما التقليل من قيمة آثار هذه الجرائم - كما ظهر من تعليقات بعض المسؤولين في مدينة حلفا هرباً من المسؤولية - ليس في صالح بقاء الدولة والمجتمعات. *** وعليه المطلوب العاجل هو:- - مراقبة صحية لهذه الطفلة، والبيئة الاجتماعية حولها، وقد تطول لسنوات طويلة. - البحث عن مصدر الجريمة ! *** الخوف الذي ظهر على المجتمع والحساسية التقليدية من عملية نشر الخبر أضعف إمكانية البحث في القضية، لهذالا سبيل لفهم التفاصيل الحقيقية لهذا الحدث إلا بانتظار ما سينتهي إليه التحري ، فهم الوحيدون الذين يملكون حرية البحث والتقصي!! وإلى ذلك الحين يجب أن ينتبه المجتمع إلى حسّه الأمني، ورفع الصوت دون خوف وهروب من الحقائق للوقاية والعلاج،أما الحقيقة التي أثبتها الحدث ولا مراء فيها هو:علينا أن نستعد للأسوأ !! الفوائد: 1-السيطرة على الخبر الذي يعاني التعتيم . 2-لفائدة التحري . 3-استقطاب المعالجات . 4-توعية المجتمع المستهدف . 5-الوقاية من عمليات أخرى قد تتكرر برفع الصوت!!