ابتدر المؤتمر الشعبي زياراته للولايات والتي تأتي في إطار التنسيق مع الأخ الشقيق المؤتمر الوطني بولاية نهر النيل.. مصادر بالولاية أكدت أن التنسيق بين المؤتمرين بدأ منذ وقت مبكر، وعمر الاتصال بين الإسلاميين ثلاث سنوات، اكتملت ونضجت بزيارة وفد الشعبي بالمركز الذي يقود أركان حربه د. بشير آدم رحمة أمين العلاقات الخارجية بالحزب. وبحسب الزميلة (التيار) فإن وفد الشعبي قد حظي باستقبال رسمي وكرم حكومي منقطع النظر، وقد تشارك الأخوان موائد الطعام وربما استعادوا ذكريات ما قبل المفاصلة.. التنسيق بين الشعبي والوطني على مستوى المركز أصبح علناً ولا يحتاج إلى جهد ذهني وتحليل عميق، ولكن ظلت هناك مياه تجري من تحت الشيخ وتطور الحوار الوطني في الولايات.. الساخطون على التقارب مع الحكومة والغاضبون من سياسة الشيخ الاقصائية وانفراده بالرأي والأمانة العامة للحزب بالمركز، التي ظلت تقول آمين، كلما رتل الشيخ قراراته على مسامعها أبدوا عدم رضائهم وبدا ذلك واضحاً من خلال المذكرات والمؤشرات.. قبل أقل من شهر أكد القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف في حديث ل (آخر لحظة) إن الشعبي بنهر النيل ينسق معهم تنسيقاً تاماً وأنه مازال يقف في صف المعارضة رغم مواقف الحزب بالمركز، والشاهد أن حزب المؤتمر الشعبي شارك في اجتماع ضم أحزاب التحالف أو المعارضة في إطار المشاركة والتنسيق لحملة (إرحل)، وربما هو السبب الذي جعل وفد الترابي يبتدر التنسيق مع الحزب الحاكم بنهر النيل. المذكرات: مذكرة الشعبي التصحيحية التي لم تحمل توقيعاً، وحملت لغة غاضبة تؤكد أن هناك من يعارض خطوات التقارب المسرعة نحو المؤتمر الوطني من الشعبي، ومصادر أشارات لآخر لحظة بأن (المذكرة) المتداولة في وسائط التواصل الاجتماعي مصدرها (نهر النيل)، وأكدت ذات المصادر أن قيادات الشعبي بنهر النيل مازالت ترفض بشدة التقارب بين المؤتمرين، ولكن السؤال ماذا تريد وعن ماذا يبحث الشعبي بنهر النيل؟. استنكر بشير آدم رحمة رئيس وفد الحزب للولاية أن تأتي الزيارة في إطار تنسيق مع المؤتمر الوطني.. وقال بشير ل (آخر لحظة) إن حزبه بولاية نهر النيل من أقوى الأحزاب المعارضة، وأنه يرأس تحالف قوى الاجماع الوطني الذي (رفدونا) منه- بحسب تعبير بشير- الذي أضاف بالقول إن أول من دعا للحوار مع المؤتمر الوطني هو الشعبي بنهر النيل.. كان ذلك- وبحسب بشير- الشعبي بنهر النيل صاحب الخطوات القديمة للسيد في اتجاه الانخراط في حوار مع الحزب الحاكم. ومضى بشير في حديثه مع آخر لحظة يكشف عن مبادرة الحزب السباقة بالولاية لأجل الحوار قائلاً: في (2009) عندما حملت الولاية المبادرة مكتملة باسم الحركة الإسلامية رفضناها، لأن الشيخ حسن كان معتقلاً، واستنكرنا أن نحاور من يعتقلون قائدنا.. وقلل بشير من أهمية الأصوات الرافضة للحوار داخل حزبه قائلاً: أصحاب المصالح داخل الوطني لا يرغبون في نجاح الحوار، اعتقاداً منهم أن يؤثر عليهم، و(الزعلانين) داخل حزبنا من الوطني نقول لهم «الغبائن لا تصنع المستقبل». وأكد بشير أن حزبه بولاية نهر النيل بقيادة محمد عبد الواحد لا يعارض الحوار ولا يرفضه.. نافياً أن يكون الشعبي بينه وبين الوطني تنسيق حول الزيارة.. وقال إن ما قام به الوطني من كرم وضيافة، يمكن إرجاعه لطبيعة السودانيين قائلاً: إذا كانت الزيارة قام بها الصادق المهدي يحدث نفس الأمر، ولكنه استدرك بالقول «ربما تكون إشادة بنا» (لأننا ناس الحوار) وأرادوا أن يقولوا لنا «جهدكم مقدر». وقال بشير إن حزبه بنهر النيل على قلب رجل واحد، وأن ما يدور من حديث حول المذكرة لا علم له بتفاصيله حتى الآن ولا يمكن إتهام الرافضين بولاية نهر النيل بها. وبرر بشير مشاركة حزبه في اجتماعات المعارضة لتبني حملة (إرحل).. وقال: حزبنا شارك في الاجتماع ولكنه أكد أنه لن يشارك في حملة (إرحل) لأن المؤتمر الوطني جزء من الحل.