الحرم علي عمر ...أمي ،كانت جوهرة العقد بين أخواتها... تميزت عن قريناتها ،ب (قلة الكلام )،وهمس الحديث والطيبة المفرطة ،والكرم الفياض، وكانت مثل أخواتها يلفها الحياء ، حتى آخر عمرها..وأعتقد أنني أكثر إبنائها إرهاقا لها، فلقد جعلتها تلازم سرير المستشفى معي لأكثر من عشرين يوما وأناطفل لم أكمل عامي الثاني كما حكى لي أخي الأكبرعبدالرحيم يوما ، وكنت دائما مصدر قلق لها بسبب طبعي غير المستقر ، حيث أنني في صباي وشبابي كنت كثير الحركة لا أستقر في مكان واحد ، في شمبات طفلا إما في البحر أو الجنائن،وفي شبابي كثير السفر والرحلات، غفر الله لي ماسببته لها من قلق وتوتر وألم . وفي ذاكرتي ، كثير من الأحداث والحكاوي التي دارت معها وفي حضرتها،ولازلت أذكر كم كنا نزعجها ، وهي صائمة رمضان ، والصيف غائط في ذلك الزمان البعيد ، وكانت حين تغفو قليلا ، بعد أعمال كثيرة تقوم بها ، كنا نثرثر بصوت عالي انا واخواني صلاح وعمر ، فنتسبب في إيقاظها، أو نجري ونلعب ، فنقع على (عنقريبها) فيطير النوم منها ويشملنا حلمها ، يالله كم آذيناها ولم تغضب ولم تدعو علينا، هذه السيده العظيمة رحمها الله ،لازلنا نحمل لها في الأعماق ، فضلا لغرس صلة الرحم فينا، فكم اصطحبتنا لزيارة أهلنا ،من أهلها واهل أبي ، وعمقت فينا محبتهم، وكانت تحثنا على معاودة المرضى، وكثير من فضائل الأخلاق التي استفدت منها وإخوتي وأخواتي في مستقبل حياتنا. في الثالث عشر من مارس قبل سنوات ،رحلت أمي عن هذه الدنيا الفانية بعد أن تحققت نبوءتها التي كانت تحكيها، فلقد كانت تحكي أنها في طفولتها كثيرا ماكانت تحلم بأنها تطير، ولما حكت لوالدها (رحمه الله وآباءه وأمهاته) فسر لها الحلم بأنها لابد أن تحج بيت الله الحرام. وقد كان لي شرف مرافقتها، في رحلة حج تأريخية من مدينة إب اليمنية إلى مكةالمكرمة برا ، ذهابا وإيابا، بعد أن جاءت لليمن أواخر عام 1999 زائرة لنا حيث كان قد استقر بنا المقام ،ومن العجائب أنها تاهت مني داخل الحرم المكي ليومين كاملين لم نعثر فيها عليها رغم كثرة الباحثين عنها , ثم وجدناها بعد يومين عائشة فقط على ماء زمزم فقط ، فقد استحت أن تسأل أحدا طعاما، وكانت بكامل عافيتها ولم تحس جوعا كما قالت. غدا يحتفل العالم ب (عيد الأم) ذلك الذي يصادف الحادي والعشرين من مارس ، وهو يوم إختاره الصحفي المصري الشهير ، علي أمين ليكون عيدا للأم بعد أن جاءته سيدة تشكو إبنها الذي هجرها مغاضبا ، وطالبت الكاتب الكبير أن يكتب مناشدا ابنها للعودة لأحضان أمه المشتاقة، فعاد الإبن في مثل هذا التأريخ ، وسعدت به أمه جدا، ولما رأي علي أمين هذه اللحظة الإنسانية قرر ان تتبنى صحيفة أخبار اليوم المصرية عيدا للأم في 21 مارس من كل عام وقد كان. في عيدك ياأمي أدعوا الله سبحانه وتعالى أن يرحمك رحمة واسعة ، فإنك لم تدخري جهدا من أجل تربيتي واخواني وإخواتي . ولم نجدك منك إلا طيبا ،وأسأله رحمن الدنيا والآخرة ، أن يجعلك من أصحاب اليمين ،وممن تقول لهم النار ..اعبر يامؤمن فإنك نورك أطفأ ناري. أملي.. أن يمتع الله أمهاتنا ست أبوها وأخواتها بخيتة ونعمة ، وحاجة السيدة أم أخي زهيرمجذوب، ومريم محمد عثمان ونورا أحمدالنور وسعاد الزين والتومة ،وسيدة وعازة علي، وفوزية حسن مختار ومحاسن القراشية، وآمنة وفرحين إبراهيم حمزة بالصحة والعافية ، وكل عام وهن وكل أمهات المسلمين بألف صحة وعافية هأنذا قد دعوت اللهم فاستجب.