الطاقية حسبما نعرف كلمة سودانية تعنى ذلك الغطاء الذى يوضع فى الرأس وهى انواع عدة منها ماهو للشيوخ وتتميز غالبا بالون الابيض ولكن رجال الطرق الصوفية يميلون للون الأخضر ، ويمكن ان ترى انواعا من الطواقى تشير بوضوح لبعض مناطق السودان وجهاته بل وقبائله ، اما الشباب فيميلون للطواقى الحمراء او المزركشة وعندما كانت الطواقى صناعة محلية كانت قمة الجمال والروعة بابداع الانامل النسائية السودانية لانها كانت ( معمولة بحب ) وموضع الطاقية من الرأس يشير لشخصية صاحبها ، فان كانت ( موهطة ) فهى تدل على ثبات فى الشخصية ذات الصفات الرزينة اما الشباب فغالبا ( يتكونها على جنب ) سواء فى مقدمة الرأس او على احد جانبي الرأس او حتى فى مؤخرة الرأس وهى تشير فى الوضعية الاخيرة الى عدم الاهتمام او اللامبالاة باى شئ وكل شئ ، فى حين تشير الى الاستخفاف اذا وضعت على الجبهة وهى فى ذات الوضعية ترمز للتحدى . فى الاصطلاح اصبحت الطاقية تعنى عند الجوكية اللعب بالبيضة والحجر ، وهم عادة مايقومون باخذ طاقيتك والباسها لشخص آخر ويلبسون سيادتك (طاقيتن ماها طاقيتك) فى اشارة واضحة الى ان حضرتكم قد شرب مقلبا محترما مما يضطرك الى حبسه لحين السداد ليستمتع هناك باكل الباسطة والجداد تاركا حضرك فى حالة يرثى لها تندب حظك العاثر وطاقيتك الملعوب بها. الذى دعانا اليوم للكتابة عن الطواقى هوممارسة غريبة بدأت تظهر فى استعمال الطواقى فقد لاحظنا ان بعض حفظة القرآن الكريم بدأوا فى استعمال عينة من الطواقى صغيرة جدا ولاتكفى حتى لغطاء اعلى الجمجمة ، وهى بذلك أكبر من الطاقية اليهودية الشهيرة بقليل وأخشي مانخشاه ان تصبح بمرور الزمن مثلها . حقيقة لا اعرف اذا ماكانت لهم مرجعية شرعية قننت استعمال تلك النوعية من الطواقى التى تجعلهم يتشبهون باليهود وقد نهانا رسولنا الكريم (عليه افضل الصلاة واتم التسليم) نهانا عن التشبه باليهود وأمرنا بمخالفتهم فى كل شئ فاذا خالف الحفظة ذلك فكيف بالآخرين ، اليس هذا باب فتنة جاهزة وبدعة خطرة لها ابعادها المؤثرة على المدى البعيد ؟ اننى ارجو من علمائنا الافاضل ان يفتونا فى امر هذه العينة من الطواقى حتى نعرف الحق ونتبعه فى زمن تكالبت الاممعلينا تريج ان تفتننا فى ديننا والله خير حافظ. دليل الفطرة السليمة بين الناس هو وجود العدل قرين الحق، قال تعالى «فاحكم بين الناس بالحق»