٭ خبرٌ طازجٌ حمل تطوراً نوعياً انطلق من شمال سيناء نهار الإثنين.. يقول الخبر إن مواجهة واسعة قد وقعت بين عرب سيناء ممثلين في واحدة من أكبر القبائل البدوية وعناصر الإرهاب الذين يطلقون على أنفسهم «أنصار بيت المقدس».. ويعملون في تنسيق وثيق مع جماعة الإخوان المسلمين.. عناصر استشرى وجودهم وتكاثف في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي أطلق قادتهم من السجون.. فتحولت شبه الجزيرة إلى معقل ومحضن جديد للإرهاب.. ضمن خطة معلومة ليست بعيدة عن استراتيجيات التنظيم الدولي للإخوان المتناغمة مع مخططات «الفوضى الخلاقة» ورؤى كوندليزا رايس حول «الشرق الأوسط الكبير». ٭ سيناء بتضاريسها الطبيعية بصحاريها وجبالها، وبخريطتها البشرية التي تغلب عليها البداوة، وبعزلتها النسبية وراء الحاجز المائي المتمثل في قناة السويس، واتصالها عبر الانفاق بغزة وفلسطين المحتلة، شكلت حاضنة وبيئة مثالية للأنشطة الإرهابية الموجهة ضد الدولة المصرية ومؤسساتها الكبرى.. ممثلة في الجيش والشرطة.. فوجه الإرهاب من خلالها ضربات مؤلمة للضباط والجنود، الذين تنقل نعوشهم بالعشرات إلى القاهرة وتقام لهم مراسم العزاء هناك كل حين وسط عويل الأسر المكلومة. ٭ وقعت المواجهة مع قبيلة «الترابين» التي روى شيخهم موسى الدِلحْ تفاصيل ما حدث في مداخلة هاتفية له مع قناة « دريم -2»، فقال إن مجموعة إرهابية التقت شاباً من قبيلتهم في أحد الأسواق القروية وطلبت منه استلام منشورات والقيام بتوزيعها، ورفض الرجل الطلب وأجابهم بأنه لا صلة له بمثل هذه الأعمال، فتبعوه وترصدوه حتى عاد إلى منزله فقاموا بقتله تعذيباً وذبحاً أمام زوجته وأطفاله، عبرة لكل من يرفض لهم طلباً.. فقد امتدت أيديهم الآثمة حتى الآن لأكثر من (150) من المواطنين وأكثر من (15) شيخاً من شيوخ وعواقل القبائل السيناوية، بتهمة التعاون مع السلطات أو لامتناعهم عن تنفيذ ما يطلبون خدمة لإهدافهم الإرهابية. ٭ عندما وقع ما وقع مع الرجل «الترابيني» استنجدت الزوجة المكلومة والأطفال الميتمون بالقبيلة، التي انفجرت حميّتها وتجمع نحو (300) من رجالها وشبابها بأسلحتهم وأعتلوا نحو (30) سيارة رباعية الدفع واتجهوا إلى مواقع و«خُشش» الإرهابيين في قريتي المهدية والعراقية والمزارع المحيطة بهما في هجمة مباغتة قتلت منهم من قتلت وأصابت كثيراً وفر معظهم باتجاه الصحراء والجبال.. ولم يقتصر الهجوم على منسوبي القبيلة كما قال الشيخ موسى، بل شاركتهم عناصر متعددة من القبائل الأخرى وحتى من شباب الحضَر والمدن.. وأوضح أيضاً أن هدفهم من العملية تحقيق الأمن والاستقرار لأهلهم الذين أصبحوا محصورين بين مطرقة الإرهاب وسندان الدولة التي تمارس دورها في حماية البلاد في واحد من أخطر الثغور.. ونوه شيخ موسى إلى أن الدولة- أي دولة- مهما كانت قوتها لا تستطيع هزيمة الإرهاب وحرب العصابات والكر والفر والتخفي الذي يمارسه الارهابيون .. فالجيش أو الشرطة لا يستطيعان توجيه قوتهم وأسلحتهم إلا في مناطق معزولة ومحدودة خشية أن يمتد الأذى للسكان المدنيين.. لكنهم- أهل سيناء- يعرفون الارهابيين، أفراداً وجماعات، مصريين ووافدين، ويعرفون مكامنهم ويرصدون تدابيرهم المتخفية.. وبالتالي يستطيعون متابعتهم والقضاء عليهم بتعاون وتنسيق وثيق مع الدولة.. وأن كل ما يطلبونه هو حياة شريفة وآمنة، ولن يتحّولوا بحال من الأحوال إلى قوة موازية أو مليشيات ذات أجندة سياسية في مواجهة الدولة والسلطات الشرعية. ٭ نعم، الأيام القادمة ستحمل العديد من التطورات المهمة والنوعية بعد أن وجد الإرهاب في سيناء نفسه فجأة في مواجهة «البيئة الحاضنة» التي كان يتخذ منها ستاراً يتخفى من ورائه، لتوجيه ضرباته الموجعة للدولة المصرية.. ولا نستبعد أن يتكرر معه نفس السيناريو الذي وقع في عامي 2005م و 2006 عندما قضى أهالي سيناء على تلك الموجة بعد مواجهات عنيفة إثر هجماتهم على طابا وما حولها، قبل أن يعود إلى السطح مجدداً 2010 مستقوياً «بسماحة» الرئيس الرئيس مرسي «وعفوه الجميل» عن شيوخ «السلفية الجهادية» الذين انتهى بهم الأمر إلى إعلان سيناء «ولاية داعشية»!.