فاطمة أحمدون : ٭ ما أن أعلن المؤتمر الوطني انطلاق الحوار عقب شهر رمضان حتى بدأ الجدل مجدداً حول انضمام حركة الإصلاح الآن ومنبر السلام العادل لقطار الحوار، في وقت يرى فيه البعض أن مشاركة الحزبين لا تعني أن الحوار سيحقق النتائج المرجوة لكونه لن يخرج من عباءة الإسلاميين، وهو ذات السبب الذي جعل حزب الصادق المهدي يغادر المشروع رغم تبنيه للأمر منذ أشهر الحمل الأولى، بينما يرى البعض أنه لا جدوى من الحوار برمته دون مشاركة الحركات المسلحة . ٭ وطالب إسماعيل حسين ممثل المؤتمر الشعبي بالبرلمان السابق الحكومة إعطاء ملف الحوار الوطني الأولوية، وقال إسماعيل لبرنامج الميدان الشرقي الذي بثته فضائية أم درمان إن الحوار من الملفات التي تستحق الاهتمام والإسراع. وليس هناك ماهو جديد أو مدهش في حديث قيادي المؤتمر الشعبي فقد تبنى الشعبي الحوار منذ انطلاقته الأولى، ووصل الأمر أن قال أمين العلاقات الخارجية بالشعبي بشير آدم رحمة أن حزبه ماض في الحوار حتى ولو أصبح ثنائياً بينه والوطني وغادرته كل الأحزاب فان موقف الشعبي سيظل ثابتاً، رغم أنه لم يشارك في الانتخابات ولا يعترف بالبرلمان الحالي. ٭ مواقف الأحزاب تباينت حول المشاركة في ملف الحوار، فبينما حملت صحافة الخرطوم أخباراً عن عودة حزبي منبر السلام العادل والإصلاح لطاولة الحوار أوصد القيادي بحركة الاصلاح أسامة توفيق الباب نهائياً أمام عودة حزبه لطاولة الحوار وقال في تصريح للزميلة «اليوم التالي» عندما نرى جدية الحزب الحاكم فإننا نملك الشجاعة أن نقرر عودتنا للحوار أو عدمها. ٭ ورفض الإصلاح الآن أن يكون المؤتمر الشعبي قد لعب دوراً في عودتهم لطاولة الحوار قائلاً «لا نحتاج لشخص يتحدث نيابة عنا» ٭ الأحزاب الموالية للمؤتمر الوطني أو ما يعرف بأحزاب الوحدة الوطنية بقيادة عبود جابر أبدت استعدادها لانطلاق الحوار الوطني بعد إعلانه.. عقب شهر رمضان الجاري وتوقع عبود أن يلتئم لقاء جامع بالرئيس البشير خلال الشهر الجاري لآلية (7+7) وأعلن التحالف الوطني للتغيير إنهاء تجميد مشاركته في الحوار، وقال مقرر التحالف ساتي سوركتي «إن أسباب تعليق الحوار قد انتفت الآن وتجازوها الزمن». أسئلة حائرة تصعد إلى الأذهان هل يمضي قطار الحوار الوطني إلى محطته الأخيرة بذات «الركاب» من الأحزاب؟ أم يغادر أحزاب المعارضة من اليمين وحركات الميدان المسلحة؟ المحللون والمراقبون السياسيون يرون أن «الخيط والخياطة» بيد المؤتمر الوطني الذي عليه بذل المزيد من الجهود وتقديم التنازلات لجذب الأحزاب المقاطعة للحوار والحركات المسلحة لطاولة الحوار، حتى يحقق النتائج المرجوة منه، وطالب القيادي بالموتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق في تصريح ل «آخر لحظة» المؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية المشير البشير بإعطاء ملف الحوار أولوية، قائلاً إن المؤتمر الوطني الآن الحزب المؤثر وبيده اتخاذ القرار وبذل المزيد من الجهد لإلحاق الحركات المسلحة بالحوار الوطني، وأعتبر أبوبكر أن عدم مشاركة الحركات المسلحة في الحوار ستقود إلى فشل الملف فشلاً ذريعاً على حد قول عبد الرازق، وأضاف الحركات المسلحة الآن فاعلة في الميدان.. مؤكداً تمسك حزبه بالحوار حال غياب الجميع قائلاً: غياب الآخرين لا يعني تخلف الكل، مشيراً إلى أن حزبه سيدخل الحوار وفقاً للأجندة المتفق عليها، على قوى الإجماع الوطني والحركات المسلحة من إطلاق للحريات العامة ولتشكيل حكومة انتقالية. إلا أن المعارضة ترى أن قيام الانتخابات قبل انطلاق الحوار الوطني تمثل ردة للحزب الحاكم في الملف .