التقت الجارتان فى بيت من بيوت الحلة، وهما فى حالة إخبارية غريبة (شفتى ياختي حاجة فاطنة جارتنا اللي فى الشارع الورا عندها بكاء، شايفة الصيوان والناس بتبكى).الجارة: (ومالو حسى نمشي عليها.. وبعد العزاء مع الجارة فاطمة استرسلت الجارتان فى أحاديث شيقة وهي.. الجارة الأولى: (ياختي إنتِ آخر صيحة فى الثياب شنو؟)وتجاوبها الجارة الثانية: (ما شفتي في محل جديد افتتحوا في أم درمان مبالغة).. واذا بالجارة الثالثة تتدخل: (لا.. دايرين ثياب راقية أمشوا شارع كدا أو شارع كدا في محلات رهيبة هناك).. وبينما هن يتجاذبن الحديث عن الثياب والملابس الراقية والموضات، إذ بوجبة الفطور أمامهن.. الفطور يا جماعة، واكتمل الحديث أثناء تناول الفطور ما بين نقاش، شرح وضحك وقهقهة فى بعض الأحيان.. وبعد الفطور جيء بالشاي.. واسترسال فى الحديث أثناء رشف كأسات الشاي بالنعناع ....الجارة الأولى: (ياختي إنتِ جارتنا فلانة الأيام دي ما ظاهرة ما يكون راجلا شاكلا ومرقت خلت البيت).. واخبار المسلسلات التركية ومسلسلات رمضان، أيهما كانت تتابع الجارة الأولى وأيهما كانت تتابع الجارة الثانية.. وأثناء هذا الحديث الشيق الذي لا يقطعه إلا صوت النحيب العالي.. وتكتفي الجارتان بهز الرأس (الله يصبر جارتنا حجة فاطمة).. واذا بوجبة الغداء أمامهن.. وتتواصل النقاشات والمنتديات حول صينية الغداء، ولا يمت هذا النقاش للمنتديات بأية صلة لا من بعيد ولا من قريب.. وبعد أن حل الظلام، وبدأت النساء في الخروج واحدة تلو الأخرى مودعات (ناس البكاء) والحاجة فاطمة المكلومة للفقد.. إذ بالجارة الأولى تسأل الجارة الثانية بعد انتهاء يوم عصيب من الونسة والأخبار والحكايات والقصص: (بالمناسبة إنتِ المات لى حجة فاطمة منو؟).. فترد عليها الجارة الأولى: (سجمي إنتِ ما عارفة.. غايتو يا زوجها يا ولدا، لأنها بتبكي وتقول الله يصبرني على فراقك.. يعني المات راجل غايتو). وبكل الألم الجمرة بتحرق الواطيها