كنا وما زلنا نطالب بتكريم الهرم الإعلامي عمر الجزلي، لم نفتر ولم نكل ونحن نطالب بذلك، وكانت آخر مطالباتنا قبل عدة أيام، لقناعتنا التامة أن الرجل يستحق التكريم، لأن مثله في دول أخرى يعتبر من الرموز الممنوع الإقتراب منها إلا بعد آداء فروض الإحترام، وهو حقيقة واحد من رموز العمل الإعلامي عندنا بما قدمه عبر مسيرته الإعلامية الطويلة المتواصلة، ويكفي الجزلي أن برامجه الإذاعية والتلفزيونية (على السواء) ارتبطت بالتوثيق لتاريخ هذا البلد ولرجاله الذين أثروا حياتنا بالإبداع وصنعوا تاريخاً في شتى المجالات، وهنا لا أتحدث عن برنامجه التاريخي (أسماء في حياتنا) الذي حاز على شارة الريادة العربية والأفريقية في البرامج التوثيقية التلفزيونية، وكان موضوع كثير من الباحثين الذين نالوا فيه درجات الماجستير والدكتوراة وقال عنه الأستاذ علي عثمان محمد طه إنه ذاكرة المدينة، وشكل لجنة لتحويل حلقاته الى مؤلفات نصية تتكفل بها مؤسسة الزبير الخيرية، بعد أن وثق البرنامج لآلاف الشخصيات أبرزها الرئيس الاسبق جعفر نميري الذي ارسل للجزلي خطاباً يشيد فيه بصوته والحلقات التي قدمت، وما زال البرنامج وصاحبه يواصلان المسيرة بكل نجاح. نحن نتحدث عن برامج (أسماء في حياتنا) وعن برامج أخرى إذاعية وثق فيها الرجل لتاريخ الإذاعة ومسيرتها عبر السنوات باستضافته لمن عاصروا تلك الحقب فيها وأسهموا في صناعة (هنا أم درمان) من مهندسيين وفنيين وإذاعيين وإذاعيات، وما زالت هذه الحلقات تتواصل كسهرة أسبوعية. ما دفعنا لنعود بعد أيام قليلة من آخر مقال كتبناه عن الرجل، هو تلقف مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم لمبادرة التكريم وهي تناقشها في اجتماعها الخاص باللجنة القومية لتكريم المبدعين.. وتعلن عن مهرجان قريب لتكريم الجزلي، التكريم الذي يليق بتاريخه وسيرته ومسيرته وعطاء سنواته اللا محدود.، وأسعدنا كثيراً ونحن نسمع من رجل الثقافة وفارسها الأستاذ السموأل خلف الله قوله، أن التكريم سيكون قريباً، ولأننا نثق في أروقة التي إذا وعدت أوفت فلا حديث لنا غير أن نقول نحن في الإنتظار. متع الله ابن السودان البار والهرم الإعلامي الشامخ أستاذنا عمر الجزلي بالصحة والعافية وكل ثانية وهو طيب. خلاصة القول : نتمنى أن نشاهد قريباً على شاشة تلفزيون السودان حلقات توثيقية يكون ضيفها الجزلي وليس مقدمها، لأنه يستحق أن نوثق لمسيرته التي فيها الكثير من الأسرار التي يجب أن تدون في كتاب التاريخ.